وزير الأوقاف المصري في خطبة الجمعة: "العقم قد يكون نعمة"

19 فبراير 2021
يتهم النظام المصري الزيادة السكانية بإهدار الإنجازات (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

أكد وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، في خطبة الجمعة بمسجد السادات في تلا بمحافظة المنوفية، حتمية الارتقاء بتفكير المصريين، واصفا جهود معالجة تأخر الإنجاب بأنها "قنوط من رحمة الله"، ودعا إلى ضرورة فهم النص في ضوء متطلبات العصر، وأن على أهل العلم التركيز على تنظيم الإنجاب ووضعه ضمن "الضرورة الشرعية".

ووصف جمعة سعي بعض فئات المجتمع المصري إلى إنجاب الولد باعتباره نوعاً من أنواع عدم الرضا بقضاء الله، وقال إن "سعي المصريين إلى كثرة الإنجاب بهدف أن يرزقهم الله بالولد ليكون سنداً لهم خطأ كبير"، مضيفا أن "العقم قد يكون نعمة في كثير من الأحيان"، وأن الأزهر الشريف إذا أراد أن يعطي فتوى في أمر تحديد النسل، فتجب مراعاة كثير من الجوانب، فإن كانت الدولة شاسعة المساحة، وفيرة الثروات، فلا مانع من الإنجاب طالما كان العائل قادرا مستطيعا، في حين أن "الوضع الراهن في مصر يجعلنا نخرج أمر تحديد النسل من فتوى الحلال إلى وضعه تحت بند الضرورة الشرعية".

 وأشار إلى قول الرسول محمد: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، موضحا أنه "إن كان توفر الباءة (المقدرة) شرط للزواج، فهو شرط للإنجاب أيضا، ومن لم تكن لديه الباءة للإنجاب فليمتنع، أو لا يصر على كثرة الأولاد. كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، فمن يدرك أن قدرته المادية والنفسية لا تؤهله للإنجاب، ورغم ذلك يصر على كثرة التناسل، فهو يظلم من يعولهم.

وعلق إمام مسجد بمنطقة المنصورية في محافظة الجيزة، فضل عدم ذكر اسمه، قائلا إن خطبة وزير الأوقاف ستحدث كثيرا من الجدل في المجتمع المصري، مشيرا إلى أن الخطاب الديني ينبغي أن يكون متوازنا، ولا يختار الجمل والعبارات التي تتناسب مع توجه الدولة، فمن الغريب التذرع بمقولة "لأن تزر ذرية لها ثروة خير من أن تذرهم فقراء يسألون الناس"، والتي يقابلها الآية القرآنية "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً".

وقالت الاستشارية النفسية نيفين محسن إن المجتمع المصري لن يمكنه الاستجابة لهذه الضغوط المتكررة في خطاب تحديد النسل، كما "تجب مراعاة الألفاظ المستخدمة في النصح، وضرورة أن يختبر كل شخص النصح على نفسه أولا، فكيف للمصريين أن يستجيبوا لتنظيم النسل بينما من ينصحهم لديه عدد كبير من الأولاد".

وكرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الأخيرة حديثه عن الزيادة السكانية، ومطالبته بضرورة تقليل الإنجاب، ما يفسر توجه الخطاب الديني الرسمي، الذي تتحكم فيه وزارة الأوقاف، إلى فرضه على خطب الجمعة وغيرها، كما أثار الإعلامي المقرب للنظام تامر أمين مؤخرا غضبا واسعا حين تحدث في ذات الموضوع، بعد أن تحولت محاولته لتنفير المصريين من كثرة الإنجاب إلى خطاب كراهية للفقراء وتمييز ضد سكان صعيد مصر. 

المساهمون