اضطرت العديد من العوائل السورية النازحة خلال اليومين الماضيين إلى إصلاح خيامها المهترئة لتحميها من العواصف الثلجية والمطرية التي ضربت مناطق الشمال السوري، وذلك في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية والدولية.
وقال عبد المجيد العزو، وهو نازح من ريف حماة الغربي إلى تجمع مخيمات أطمة القريبة من الحدود السورية التركية: "قمت بإصلاح خيمتي المهترئة بسبب العاصفة الثلجية الأخيرة. خيمتي تعرضت لتشققات كبيرة نتيجة تهدم قضبان الحديد التي كانت تسندها بفعل الرياح الشديدة والثلوج التي تراكمت فوقها، واستجابة المنظمات الإنسانية باتت نادرة، وإن كانت هناك استجابة تكون محدودة".
وأضاف العزو: "إصلاح الخيمة كلفني نحو 65 دولارا أميركيا، قمت باستبدال بعض قضبان الحديد، واشتريت قماشا جديدا وعازلا لمنع تسرب مياه الأمطار، والكلفة تبرع بها أحد أبناء قريتي المقيمين في أوروبا. عائلتي مكونة من خمسة أشخاص، ولدي طفل يعمل بالأجرة في محل لتصليح السيارات، وأجره اليومي لا يكفي لشراء 10 في المائة من حاجيات العائلة".
ويطالب النازح السوري المجتمع الدولي بالعمل على إعادة النازحين إلى منازلهم وأراضيهم، مُشيراً إلى أن "تحسين وضع الخيام لا ينفع، لأنها غير صالحة للسكن، سواء كانت حديثة أو قديمة، وجميع النازحين لديهم الرغبة ذاتها بالعودة إلى منازلهم".
وقال مدير مخيم "الفقراء الى الله" في منطقة حربنوش، شمال إدلب، حسين الحميد، لـ"العربي الجديد"، إن "العاصفة الأخيرة تسببت بهدم 50 خيمة، وتضررت 70 خيمة بشكلٍ جزئي. المخيم شُيد في مطلع مايو/ أيار عام 2020، ويضم 270 عائلة، وغالبية أفرادها نازحون من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الجنوبي".
وأوضح الحميد أن "جمعية إنسانية زارت المخيم، الثلاثاء، وبدأت بتجهيز الأرضيات لإعادة تشييد خيام جديدة بدلاً من الخيام التي تضررت، والأهالي بحاجة إلى سلال غذائية ومصاريف لشراء الحاجيات الأساسية، ومياه صالحة للشرب".
وحسب آخر إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، فإن "المنخفض الجوي تسبب بأضرار جسيمة في 44 مخيماً شمالي سورية، وعمليات الإحصاء وفرز الأضرار بالمخيمات لا تزال مستمرة".
وأشار الفريق إلى أن "الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات من قبل المنظمات المحلية لا ترقى إلى حجم الأزمة ولا لمأساة النازحين في تلك المخيمات، وعلى كافة الفعاليات المدنية والمحلية المساهمة في تخفيف معاناة النازحين، والعمل على تأمين احتياجاتهم بشكل عاجل".