خالد عبد الرحمن…نازح سوريّ يواجه قساوة الحياة بالعمل في مكب نفايات

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
18 فبراير 2022
خالد عبد الرحمن… نازح سوريّ يواجه قساوة الحياةبالعمل في مكب نفايات
+ الخط -

يُكابد النازح السوري خالد عبد الرحمن العارف، المُهجّر من قرية التحّ بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم التحّ، ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة، دفعته للعمل في مكبّ نفايات في سبيل تأمين التدفئة لصغاره.
يقول خالد عبد الرحمن، وهو أب لثلاثة أبناء لـ"العربي الجديد" بمرارة ظاهرة وحزن ينعكس على ملامحه: "الحياة صعبة في المخيم خاصة في فصل الشتاء والأمطار، وفرص العمل قليلة، والإحساس بعجز الأب قاتل".

يُعرّض خالد نفسه وعائلته لمخاطر عدّة بارتياده مكب النفايات، متجاهلا المخاطر التي يصعب حصرها كخطر اختراق النفايات الحادة أو الصلبة لجلده، ومشاكل التنفس بسبب الغازات المنبعثة من المكان كغاز الميثان و ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة لمشاكل نفايات المشافي .
يقول خالد لـ" العربي الجديد ": أعلم أنّ هناك مخاطر جمّة في النزول لمكب النفايات ولكني لا أملك خياراً، ولا أي وسيلة لتدفئة أطفالي، ولا أملك ثمن شراء الأدوية إذا مرضوا بسبب البرد القارس والرياح التي تعصف بخيمتنا القماشية المهترئة".

ويضيف، "الحياة قاسية للغاية داخل الخيمة، لا أمان فيها، وكأننا نعيش في الطريق، أحيانا أتمنى الموت، أو العودة إلى قريتي".

يضطر خالد لاصطحاب أولاده الثلاثة لمساعدته في جمع النفايات، وحملها من المكب إلى الخيمة بمسافة تتجاوز 300 متر ذهابا و إيابا بشكل يومي طيلة أيام الشتاء.

وأجبرت ظروف الحياة الصعبة وفرص العمل القليلة نازحين في مناطق شمال غرب سورية، إلى التوجه للعمل بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي توجد في مكبات القمامة في المنطقة، في ظل ظروف صعبة واستثنائية فيما يتعلق بغياب شروط الحماية الشخصية.

ويبلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غرب سورية 1489 مخيماً، من بينها 452 مخيماً عشوائياً، ويقيم في هذه المخيمات نحو مليون نازح ومهجر.

ذات صلة

الصورة
السوري ثائر نقار.. يقاوم مصاعب النزوح المتكرر بأدوات الحلاقة

مجتمع

كحال آلاف السوريين كان النزوح المتكرر رفيق الثلاثيني ثائر نقار وأسرته، بحثتا عن حياة أفضل وشيء من الاستقرار والأمان.
الصورة
نازحون في غزة يعانون من طول الحرب وقلة الإمكانات، 26 يونيو 2024 (Getty)

مجتمع

لجأ نازحون في غزة تجاوز تعدادهم الآلاف إلى ما كان يعد سابقاً أكبر ملعب لكرة القدم في القطاع، حيث تعيش العائلات على القليل من الطعام والماء
الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
محمد حبوب.. إعاقة ونزوح بسبب الحرب السورية (عامر السيد علي)

مجتمع

خلفت الحرب السورية مآسي مروعة بكل تفاصيلها، طاولت مدنا وبلدات وعائلات بأكملها، وشكلت تلك المآسي انقلابا في حياة الكثير من السوريين
المساهمون