نازحو غزة يشكون البرد... لا وسائل تدفئة في الخيام

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
18 ديسمبر 2024
54545654
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني مليونا نازح في غزة من ظروف إنسانية قاسية بسبب البرد ونقص وسائل التدفئة، مما يهدد صحة الأطفال والمرضى وكبار السن.
- يفتقر النازحون إلى الأغطية والأدوية، ويستخدمون الفحم للتدفئة، مما يزيد التلوث، مع ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، مما يثقل كاهل الأسر.
- تواجه المنظمات صعوبات في تقديم المساعدات بسبب القصف وانقطاع الكهرباء، مما يتطلب استجابة طارئة لتوفير الاحتياجات الأساسية.

تفاقم موجة الأمطار المصحوبة برياح قوية وبرد شديد المعاناة الإنسانية لقرابة مليوني نازح في قطاع غزة يعيشون في ظل نقص حاد في وسائل التدفئة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، ما يعرضهم للخطر، خصوصاً الأطفال والمرضى وكبار السن.
وتتزايد أزمة نقص الأغطية والفراش من جراء عدم قدرة الجهات والمؤسسات الإنسانية المحلية والدولية على توفير الاحتياجات الأساسية والطارئة التي من شأنها تحسين الظروف المعيشية، خاصة في ظل التقلبات الجوية القاسية على النازحين في مدارس النزوح ومراكزه ومخيماته التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الآدمية.
ويأتي هذا النقص في ظل عيش عشرات آلاف الفلسطينيين داخل خيام قماشية وبلاستيكية مهترئة من جراء طول أمد الحرب، الأمر الذي يسبّب تردي الأوضاع الصحية بالتزامن مع نقص الأدوية ومختلف أصناف العلاج، كما تفتقر تلك الخيام ومراكز الإيواء إلى التدفئة، ما يزيد انتشار أمراض الجهاز التنفسي ونزلات البرد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، علاوة على تداعيات التلوث الناتج عن لجوء النازحين إلى الفحم أو الحطب للتدفئة.
نزح الفلسطيني سمير اصليبي من حي الشيخ رضوان في شمالي مدينة غزة إلى مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع، وهو يواجه صعوبات كبيرة في توفير سبل التدفئة لأطفاله الثلاثة. ويقول لـ "العربي الجديد": "يتقاسم أفراد الأسرة فرشتين وغطاءين من جراء الشح الشديد في الأغطية بالأسواق، وتضاعف أسعارها عدة مرات. تتزامن أزمة الأغطية مع البرد الشديد والنقص الحاد في الملابس الشتوية، والتي وصلت أسعارها إلى أكثر من عشرة أضعاف، فيما الحالة المادية متردية للغاية مقارنة بالطلبات المتزايدة، سواء لتأمين الغذاء، أو صيانة الخيمة التي يلزمها شوادر ونايلون، إضافة إلى باقي المتطلبات المعيشية اليومية".
يضيف اصليبي: "بدأت موجات البرد والأمطار في ظل انعدام المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتوقف الكثير من المؤسسات المعنية عن العمل. لم نتسلّم أي أغطية أو ملابس شتوية طوال الأشهر الماضية على الرغم من حاجتنا الماسة إليها".

محاولة للتدفئة داخل خيمة في خانيونس. 24 نوفمبر 2024 (هاني الشاعر/الأناضول)
محاولة للتدفئة داخل خيمة في خانيونس. 24 نوفمبر 2024 (هاني الشاعر/الأناضول)

ويؤكد النازح الفلسطيني أحمد أبو غنيمة على التأثيرات الصعبة لحياة النزوح المتواصلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، والذي اجتمع في الخوف من القصف مع قسوة البرد بعد خسارة البيوت، والعيش داخل مراكز نزوح أو خيام تفتقر إلى أدنى درجات الخصوصية، مع صعوبة توفير الحماية أو الدفء.
ويوضح أبو غنيمة لـ "العربي الجديد": تعاني أسرتي من البرد القارس داخل الخيمة التي أقمتها بالقرب من شاطئ البحر في مدينة دير البلح (وسط)، في ظل نقص شديد في الأغطية، بينما لا يمكنني شراء أي فراش جديد بفعل غلاء الأسعار، خاصة مع التدهور المتواصل للأوضاع المادية خلال الحرب التي استنزفت أموالنا ومدخراتنا. توالت الأزمات التي عاشتها أسرتي المكونة من خمسة أفراد مع النقص الحاد في المساعدات الإغاثية، وقد قمت بالتسجيل في كل الروابط الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات الدولية للحصول على متطلبات النظافة والتدفئة، إلا أنني لم أحصل على أي منها بحجة الإغلاق المستمر للمعابر وسطو العصابات على كميات المساعدات الشحيحة التي تصل عبر المنافذ المؤدية إلى غزة".
دفع الاكتظاظ غير المسبوق في مدارس الإيواء الفلسطيني هيثم عليوة إلى الانتقال للعيش في خيمة قماشية، لكن طول أمد العدوان الإسرائيلي سبّب اهتراءها، في حين لا يتمكن من تغطيتها بشكل يحمي أسرته من موجات البرد والأمطار، خاصة في ظل نقص الأغطية والفراش والملابس الشتوية، الأمر الذي زاد من معاناتهم.

يقول عليوة لـ "العربي الجديد": "أصبحت عاجزاً عن مواجهة البرد في ظل نقص المستلزمات الشتوية من أغطية وملابس، ويؤثر ذلك مباشرة على الأطفال على اعتبار ضعف قدرتهم على تحمل الظروف المناخية القاسية، ما يجعلهم عرضة للأمراض المعدية، إلى جانب نقص الطاقة والتركيز بسبب الجوع والبرد".
وتواجه المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة حالة من استنزاف قدراتها على تقديم المساعدات، وصعوبات في تلبية الاحتياجات المتزايدة من المواد الأساسية بسبب القصف وتعطل حركة الإمدادات، مع تركيزها على الأولويات الإنسانية، ومن بينها المواد الغذائية والأدوية، ما يترك مشكلة التدفئة من دون حلول كافية.
وفي ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، تصبح أجهزة التدفئة بلا قيمة، كما يعمق نقص الأغطية معاناة الأهالي، ويتطلب هذا الوضع الكارثي استجابة طارئة لتوفير المساعدات الشتوية اللازمة، لكنّ استمرار العدوان يعيق كل الجهود الإغاثية.

ذات صلة

الصورة
طفلة فلسطينية من أطفال غزة في دير البلح - 7 أغسطس 2024 (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)

مجتمع

أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 6% مع نهاية عام 2024، بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع منذ أكثر من 14 شهراً.
الصورة
المطران بيتسابالا في بيت لحم. 24 ديسمبر 2024 (حازم بدر/فرانس برس)

مجتمع

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة، تحوّلت أجواء عيد الميلاد في بيت لحم والقدس إلى لحظات من الحزن والتضامن والصلوات من أجل ضحايا غزة.
الصورة
مسيحيون يتظاهرو من أجل غزة (العربي الجديد)

سياسة

احتفلت مجموعات مسيحية ويهودية ومسلمة، الأربعاء، بأعياد الميلاد بترانيم من أجل غزة وفلسطين أمام وزارة الخارجية، مطالبين بوقف إطلاق النار ووقف الإبادة.
الصورة
من تشييع شهداء في خانيونس، 12 ديسمبر 2024 (هاني الشاعر/الأناضول)

سياسة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في قطاع غزة على وقع مفاوضات وقف الحرب، وتشمل مجازر غزة محاولة إبادة عائلات بأكملها.
المساهمون