احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا، اليوم الخميس، بتخريج الفوج السابع من طلاب الماجستير، بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب رئيس وأعضاء مجلس الأمناء ورئيس المعهد والأساتذة العمداء وأعضاء الهيئتَين التدريسية والإدارية وذوي الخرّيجين.
ووزّع رئيس الوزراء القطري، يرافقه رئيس مجلس الأمناء الدكتور عزمي بشارة، الشهادات على الخرّيجين البالغ عددهم 186 طالباً وطالبة، من بينهم 121 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية و65 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، علماً أنّ 93 خريجاً وخريجة يحظون بدعم من صندوق قطر للتنمية من ضمن برنامج دولة قطر للمنح الدراسية للطلاب الدوليين.
وفي كلمة ألقاها رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، عبد الوهاب الأفندي، في حفل التخرّج، قال: "نحتفل هذا العام بتخريج طلابنا، وبالحصول على الاعتماد الدولي المؤسسي للمعهد من الهيئة البريطانية لضمان الجودة، وباكتمال الاعتماد الدولي لكلّ برامج المعهد تقريباً من هيئة فيبا الألمانية ومن جمعية ناسبا الأميركية، ما يجعل هذه نقطة فاصلة في تاريخ المعهد وتطوّره. فقد فرغ المعهد من جهود إثبات نفسه للعالم، لينتقل إلى مهمته الأساس في الإبداع البحثي والتجويد التعليمي والتشبيك العالمي وخدمة المجتمع". ولفت الأفندي إلى أنّ "المعهد يحتفل أيضاً بالانطلاق الكامل لبرنامج الدكتوراه، الذي فاق هذا العام التوقعات وخطط المعهد من ناحية عدد ونوعية الطلاب المقبولين".
أضاف الأفندي أنّ "القبول في الماجستير شهد هذا العام قفزة مهمّة على صعيد مستوى المتقدّمين، إذ جاء الطلاب المقبولون في المعهد من 145 جامعة حول العالم"، مشدّداً على أنّ "كلّ المؤشّرات من إقبال طالبي نوعي وانطلاقة قوية لمسار الدكتوراه مع اكتمال الاعتماد الدولي، تمثّل قفزة كبيرة على طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمعهد في التميّز إقليمياً ودولياً، وهو إنجاز له أهميّته بالنظر إلى حداثة نشأة المعهد وحجمه".
وأوضح الأفندي في كلمته نفسها أنّ "مساهمات المعهد تعزّزت عبر العمل المشترك مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بالإضافة إلى استضافته العديد من المؤتمرات والندوات المهمة، الأمر الذي يؤكد دور المعهد وموقعه المحوريَّين، وبما يعزّز من مكانة قطر في قلب شبكة دينامية عالمية من التفاعلات والتلاقح في عملية إنتاج المعرفة ونشرها والانتفاع منها".
وتقدّم رئيس المعهد بالتهنئة للطلاب الخرّيجين وتمنّى لهم التوفيق والنجاح، قائلاً إنّ "المعهد الذي يتخرجون منه هذا العام يزداد تألقاً وإشعاعاً في المحيط الدولي، ممّا يزيد من فخرهم بمعهدهم، واعتزازهم بمؤهلاتهم".
وتخلّل الحفل الذي قدّمه الطالب عبد الله العذبة من برنامج الدراسات الأمنية النقدية والطالبة هناء التيجاني من برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني، عرض تسجيل فيديو عن مسيرة معهد الدوحة للدراسات العليا. تلت ذلك كلمة للخريجين ألقاها خريجان هما سارة المهندي من برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي وناصر ثابت من برنامج حقوق الإنسان، وقد شاركا في كلمتهما تجربتيهما الدراسيّتَين في المعهد. كذلك عُرض تسجيل فيديو لخريجي الفوج السابع، وآخر يوثّق قصص نجاح خريجي الأفواج السابقة.
وبالنيابة عن مجلس إدارة خريجي معهد الدوحة للدارسات العليا، ألقى عيسى الحرّ كلمة أعلن فيها انطلاق الرابطة، ودعا الخريجين إلى الانضمام إليها، إذ إنّها ستؤدّي دوراً مهماً في تشبيك آلاف الخريجين بعضهم ببعض، وجعلهم يفكّرون معاً في أفضل السبل وأنجعها لنهضة بلدانهم وتنميتها.
تجدر الإشارة إلى أنّ معهد الدوحة للدراسات العليا احتفل منذ تأسيسه بتخريج 1040 طالباً وطالبة في ستة أفواج، واليوم كان موعد الفوج السابع. ويقدّم المعهد 18 برنامج ماجستير معتمدة دولياً في كليّتَين، هما كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة.
ويطرح المعهد ثمانية برامج في مسار الدكتوراه، هي اقتصاديات التنمية، والإدارة العامة، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، واللسانيات والمعجمية العربية، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والدراسات الإعلامية، والدراسات الأمنية النقدية. ويتبنّى المعهد نهج تكامل التخصصات، ويعتمد اللغة العربية لغة أساساً للدراسة والبحث، مع اشتراط إتقان اللغة الإنكليزية.
وهو يعمل على تخريج الباحثين والممارسين الذين يمكنهم تطوير المعرفة والمساهمة في التنمية البشرية، مع الحفاظ على أعلى المعايير العلمية والأخلاقية، بالإضافة إلى تخريج المهنيين ذوي المهارات القيادية والنزاهة والكفاءة المهنية لتلبية احتياجات المنطقة في مجال التنمية المستدامة والتقدم الفكري وكذلك الاجتماعي والمهني.