لقي 25 شخصاً على الأقل حتفهم بعدما تسبّبت أمطار غزيرة بسيول وانزلاق تربة في مدينة تشنغتشو، بوسط الصين، حيث انتشرت صور مروعة لركاب يصارعون المياه التي غمرتهم حتى أكتافهم داخل عربة قطار.
وفيما فاضت مياه السدود والأنهر جرّاء الأمطار الغزيرة في أنحاء مقاطعة خنان، وصف الرئيس شي جين بينغ الوضع بأنه "خطير جداً"، مشيراً إلى "مرحلة دقيقة" دخلتها الإجراءات الرامية إلى السيطرة على الفيضانات، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية، صباح الأربعاء.
وتمّ إجلاء نحو 200 ألف شخص من تشنغتشو، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، الأربعاء، فيما يقود الجيش عمليات الإنقاذ في المدينة التي تضمّ أكثر من عشرة ملايين نسمة وحيث غمرت مياه الأمطار المتساقطة على مدى أيام الشوارع ومترو أنفاق.
وأدّت المياه التي اجتاحت مترو الأنفاق في تشنغتشو إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة خمسة آخرين بجروح، فيما تمّ إنقاذ المئات من القطار، وفق ما ذكر مسؤولو المدينة في تعليق على منصة "ويبو" للتواصل الاجتماعي.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر ركاباً يصارعون المياه التي ترتفع بسرعة داخل عربة قطار. واضطر رجال الإنقاذ إلى فتح سطح العربة لإخراج الركاب، بحسب وسائل الإعلام المحلية. وأظهرت صور أخرى مشاهد لعمليات إنقاذ مارة في تشنغتشو من المياه الغزيرة التي كانت تجتاح الشوارع.
Massive floods in central China, caused by record-breaking rainfall, leave 12 dead and more than 100,000 people evacuatedhttps://t.co/EsSuwxT525 pic.twitter.com/lK8W1tGJ3W
— BBC News (World) (@BBCWorld) July 21, 2021
ووجّه أشخاص من خارج المدينة نداءات على موقع "ويبو" طلباً لمعلومات عن أقاربهم مع انقطاع الاتصالات مع المدينة. وكتبت مستخدمة "هل الطوابق الثانية في خطر؟ أهلي يعيشون هناك لكنني لا أستطيع الاتصال بهم هاتفياً"، وأضافت السيدة: "لا أعرف المزيد عن وضعهم. أنا في تيانجين وأهلي في تشنغتشو". وتابعت: "أنا بغاية القلق".
وكانت السلطات قد أصدرت أعلى مستوى من التحذير من الأحوال الجوية في مقاطعة خنان وعاصمتها تشنغتشو التي اجتاحتها فيضانات قياسية. وقال مسؤولون في بلدية تشنغتشو، في منشور على موقع "ويبو"، إنّ المدينة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة "شهدت سلسلة عواصف مطرية نادرة وغزيرة، ما تسبّب بتراكم المياه في مترو تشنغتشو"، مشيرين إلى أنّ الكارثة أسفرت عن مصرع 12 شخصاً وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وأعلنت سلطات مدينة تشنغتشو الواقعة في خنان: "تم حتى الساعة السابعة صباحاً في 21 يوليو/ تموز إجلاء نحو 200 ألف شخص وتأثّر 36 ألفاً من سكان المدينة بالكارثة".
وفيما استمرّ حجم الكارثة في التكشّف، حذّر الجيش الصيني، الأربعاء، من أنّ سداً تعرّض لأضرار على بعد مسافة ساعة عن مدينة تشنغتشو "يمكن أن ينهار في أي وقت"، بعدما تضرّر بشكل كبير جرّاء الأمطار الغزيرة.
وذكرت القيادة الإقليمية لـ"جيش التحرير الشعبي الصيني"، في بيان، الثلاثاء، أنّ صدعاً بطول 20 متراً ظهر في سدّ في مدينة لويانغ، التي يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة في مقاطعة خنان. وأعلن الجيش أنه أرسل جنوداً للقيام بأعمال طارئة، من بينها تحويل مسار الفيضانات.
وتمّ إرسال قوات إلى أنهر أخرى مجاورة لتعزيز الضفاف بأكياس الرمل، فيما اجتاحت الفيضانات مقاطعة خنان وسط تحذيرات من فيضان سدود أخرى مجاورة.
وقال الرئيس الصيني إنّ "سدود بعض الخزّانات انفجرت... ما تسبّب بإصابات خطيرة وبخسائر في الأرواح وبأضرار في الممتلكات"، حسبما نقلت عنه قناة "سي سي تي في" الحكومية. وأضاف أنّ الأحداث بلغت "مرحلة دقيقة من السيطرة على الفيضانات. على القادة والكوادر من كافة الفئات... تولي القيادة والإسراع في تنظيم القوات من أجل الحماية من الفيضانات والإنقاذ من الكارثة".
والفيضانات الموسمية شائعة في الصين، لكنّ العلماء يقولون إنّ التغيّر المناخي يتسبّب بزيادة ظواهر الطقس المتطرّفة.
وتتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في الصين في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل. لكنّ التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء واسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية في تشنغتشو إنه تمّ تسجيل أعلى معدل هطول يومي للأمطار منذ بدء تسجيلها قبل 60 عاماً. وتشهد الصين كل صيف فيضانات بسبب الأمطار الموسمية.
والعام الماضي، دمّرت فيضانات غير مسبوقة في جنوب غرب البلاد الطرق وأدّت إلى إجلاء عشرات آلاف السكان.
(فرانس برس)