تسببت فيضانات ناجمة عن الأمطار الغزيرة في السودان في مقتل 75 شخصاً على الأقل وإلحاق أضرار بآلاف المنازل منذ بدء موسم المطر في مايو/ أيار الماضي، وفق ما أعلنت السلطات السودانية.
وأوضحت سلطات الدفاع المدني أن أكثر من 12 ألف منزل انهارت بشكل تام، وأكثر من 20 ألف منزل أصيبت بانهيار جزئي، بالإضافة إلى انهيار 33 من المرافق العامة، و39 من المخازن، وتأثر 1470 فدانا زراعيا، ونفوق 117 من المواشي.
وعادة ما تتساقط أمطار غزيرة في السودان ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول، حيث تشهد البلاد فيضانات خطرة تلحق أضراراً بالمساكن والبنى التحتية والمحاصيل.
وقالت السلطات في وقت سابق من هذا الأسبوع إن 50 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم منذ بدء هطول الأمطار في يونيو/حزيران الماضي.
وقال المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني العميد عبد الجليل عبد الرحيم إن ما لا يقل عن 28 شخصا أصيبوا خلال الفترة نفسها، كما أشار إلى أن نحو 24 ألف منزل وعشرين مبنى حكوميا عانت من أضرار جسيمة أو دمرت بالكامل.
وقال عبد الرحيم إن أكثر الولايات تضرراً من السيول والأمطار هي ولاية نهر النيل، شمال وجنوب كردفان وجنوب دارفور.
وفي تقرير صدر أمس الإثنين، قدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي 38 ألف شخص في كل أنحاء السودان تضرروا من الأمطار والفيضانات منذ بداية موسم المطر.
وبحسب المكتب، كان نحو 314.500 شخص قد تضرروا في السودان خلال موسم الأمطار عام 2021.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة تضرر نحو 136 ألف سوداني بمختلف مناطق البلاد من جراء الأمطار الغزيرة والسيول منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، في بيان: "حتى 14 أغسطس/ آب الجاري، يقدر عدد المتضررين من الأمطار الغزيرة والسيول بنحو 136 ألف شخص منذ بداية موسم الخريف في يونيو/ حزيران بالسودان"، وأضاف أن الفيضانات غمرت أيضا 238 منشأة صحية، مشيراً إلى أن منطقة دارفور الغربية ومحافظات نهر النيل والنيل الأبيض وغرب كردفان وجنوب كردفان كانت الأكثر تضررا.
كما أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان "تقديم الدعم والعون والوقوف بجانب المتضررين بالسيول والأمطار بولاية نهر النيل (شمال)"، بحسب بيان لمجلس السيادة.
وتُعد منطقة المناقل، وسط السودان، الأكثر تضرراً.
وقالت السلطات المحلية هناك إن 750 منزلاً انهارت كلياً بريفي المناقل، عدا عن تضرر المساحات الزراعية، مبينة أن المدارس الحكومية استخدمت لإيواء المتضريين.
وبعثت الحكومة المركزية بعضو مجلس السيادة الطاهر حجر إلى الولاية للوقوف على آثار السيول والفيضانات الذي اجتاحت الولاية.
وتوقعت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في أجزاء متفرقة من ولايات الخرطوم والبحر الأحمر ونهر النيل والشمالية وشمال كردفان والجزيرة والنيل الأبيض وشمال وشرق دارفور، وأخرى متوسطة وغزيرة في أجزاء متفرقة من ولايات كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجنوب ووسط وغرب دارفور.
ويشارك الهلال الأحمر السوداني من خلال 320 متطوعاً في تقديم الدعم النفسي والإسعافات الأولية وشفط المياه بالتعاون مع الدفاع المدني لتخفيض كمية السيول.
وبحسب تحذيرات علماء الأرصاد الجوية، يتوقع هطول مزيد من الأمطار والسيول، الأمر الذي يستدعي تفعيل غرف الطوارئ ومراكز التبليغ الفوري والتدخل العاجل، وتسريع عمليات مساعدة النازحين المتأثرين بالسيول والأمطار.
وأشار الهلال الأحمر إلى وجود تدفق للنازحين من ولاية النيل الأزرق المجاورة بلغ عددهم 3464 نازحاً، موزعين في الولاية، الأمر الذي يستدعي تكثيف الجهود لمواجهة التحديات الناجمة عن ذلك.
(العربي الجديد، وكالات)