أجبرت وعكة صحية طارئة الفلسطينية لطيفة أبو حميد على الغياب عن فعالية جماهيرية في مدينة البيرة، لمساندة ابنها الأسير المصاب بالسرطان، ناصر أبو حميد (49 سنة)، مساء الأربعاء، وهي التي تواظب على دعم أبنائها الأسرى الخمسة؛ نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، وإسلام، في كل مكان.
من أمام مدخل مخيم الأمعري، وقبل انطلاق المسيرة الداعمة لأبو حميد، قال شقيقه باسل لـ"العربي الجديد": "وصلتنا أخبار وضع ناصر على أجهزة التنفس الصناعي، وأنه دخل في غيبوبة، فأصيبت بوعكة صحية، قمنا بنقلها إلى المشفى، وهي الآن في المنزل، ولم تستطع المشاركة في المسيرة لهذا السبب".
ضمت المسيرة المئات، من بينهم قيادات من الفصائل الفلسطينية، وأهالي مخيم الأمعري، وصولاً إلى ميدان المنارة بوسط مدينة رام الله، ثم جابت شوارع المدينة، وسط هتافات لناصر أبو حميد، ورفاقه الأسرى، وهتافات أخرى ضد تنسيق السلطة الفلسطينية الأمني مع الاحتلال.
وقال باسل أبو حميد: "قبل بضعة أيام، طرأ تطور على وضع ناصر الصحي، وارتفعت درجة حرارة جسده، فتم تحويله إلى مستشفى برزلاي الإسرائيلي، وهو الآن يعيش على جهاز التنفس، والاحتلال ماطل بإبلاغنا بحقيقة وضعه، ولم يفعل إلا بعد ضغوط كبيرة من الأسرى".
وأكد شقيقه ناجي أبو حميد لـ"العربي الجديد" أن "الاحتلال أخفى وضع ناصر الصحي، والمحامون يحاولون منذ الصباح الدخول إلى غرفة الإنعاش بالمشفى، لكن الاحتلال طردهم، ولم يتعاون رئيس قسم الإنعاش معهم، ورفض إعطاءهم أية معلومات عن حالته الصحية، والتطور الأخير سببه تأخر التعامل بجدية مع الحالة، وعندما ارتفعت درجة حرارته، ادعى الاحتلال أن ذلك بسبب العلاج الكيماوي".
وأضاف ناجي: "لم ينقلوه إلى المشفى فوراً، وأدخلوه إلى عيادة السجن، وأبقوه ليلة كاملة فيها، وكانت حرارته مرتفعة جداً، وأعتقد أن هذا ما أدى إلى انهيار الرئتين، ثم توقفهما، وهذا أدى إلى نقله إلى المشفى في غيبوبة".
وتطالب عائلة أبو حميد بإيصال قضية ناصر إلى أعلى المستويات، وقال ناجي: "معاناة أسرانا يجب أن تتوقف. لا يجب أن يسجل التاريخ أننا شعب يترك أبطاله داخل السجون"، وقال باسل: "باسمي وباسم عائلتي، أتوجه لكل أحرار العالم بطلب مساندة أسرانا بشكل عام، ومساندة الأسرى المرضى خصوصاً".
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد": "الاحتلال لم يكن واضحاً منذ البداية حين كان يشكو ناصر أبو حميد من الألم، وحين كانت تصيبه نوبات ارتفاع الحرارة، وتم التلكؤ في التشخيص، ولاحقاً تم التلكؤ في تحديد جرعات العلاج الكيماوي. واقعة الإهمال الطبي ثابتة بشكل واضح، ولا نستغرب ذلك لأنها ركن أساسي من أركان السياسة الإسرائيلية التي تمارس بحق الأسرى".
وأضاف فارس: "هناك جهود شعبية متواصلة، إضافة إلى اتصالات رسمية فلسطينية مع الجانب الإسرائيلي بهدف إطلاق سراح ناصر، لكن حتى لا نوهم الناس، ولا نعطي انطباعات مضللة، فهناك 8 من شهداء الحركة الأسيرة راحوا ضحية الإهمال الطبي المتعمد؛ وما زالت جثامينهم محتجزة، ودولة الاحتلال تسلك سلوكاً عنصرياً فاشياً تجاه الأسرى".
وناصر أبو حميد من سكان مخيم الأمعري، ومعتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً، وهو واحد من خمسة أشقاء أسرى، إضافة إلى شقيقه الشهيد، كما تعرض منزل عائلته للهدم من قبل قوات الاحتلال خمس مرات، كان آخرها في عام 2019.