تسعى دولة قطر إلى توحيد جهود الجهات الرسمية والباحثين والخبراء في دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، إذ استضافت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الإثنين، بالدوحة ورشة عمل حول "الإسلاموفوبيا: الأطر السياسية لمواجهة التحديات"، بمشاركة عدد من خبراء دراسات الإسلاموفوبيا من الجامعات والمؤسسات والحكومات من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا وآسيا.
وقال مدير إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية القطرية خالد فهد الخاطر إنّ هدف الورشة التي تستمر ليوم واحد، بلورة سياسات جماعية متفق عليها، وتوحيد الجهود لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تجري مواجهتها بشكل فردي حالياً.
وأضاف الخاطر في تصريحات صحافية، أن مشاركة ممثلين عن الجهات الرسمية الخليجية في الورشة ستؤدي إلى بلورة مشاريع سياسية مشتركة تجاه هذه القضية، وبث الوعي بأهمية مواجهتها وخطورة تفاقمها، وتعزيز العمل الجماعي بشأنها، حيث لا يستطيع طرف وحده مواجهة هذه الظاهرة التي انتشرت، وباتت لا تؤثر على المسلمين المقيمين في دول أوروبا والجاليات المسلمة في الغرب فقط، بل امتدت إلى علاقات الدول بعضها ببعض، فلهذه الظاهرة أبعاد أمنية وسياسية، ولا بد من التضافر لمواجهتها.
وفي ما يخص قدرة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية على الضغط من خلال المصالح للحدّ من الإسلاموفوبيا التي باتت تتبناها حكومات وصلت إلى السلطة في بعض الدول الغربية، ردّ الخاطر بالقول "هذا ما تطرحه الورشة، وهي تحاول محاربة الظاهرة من خلال المصالح"، مضيفا: "نحن قادرون على ذلك، وسبق لدولة قطر أن قامت بدور بارز في محاربة الظاهرة، وإبراز خطورتها، ومواقف البلاد في هذا الصدد تعبر عن مصالحنا القومية وهي مشرفة في هذا الجانب".
وحول إمكانية تجريم هذه الظاهرة أسوة بتجريم معادة السامية، أفاد المتحدث بأن تجريم الإسلاموفوبيا يحتاج إلى جهد لزيادة الوعي بخطورتها التي انتشرت في بعض الدول فأصبحت ظاهرة بنيوية يجب التكاتف لمعالجتها.
ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز صقر أن سبب انتشار الإسلاموفوبيا هو التقصير في إيصال مفهوم التسامح ونبذ العنف والتطرف من قبل المسلمين، فالمسلمون غير منفتحين على الأديان الأخرى، لكن في المقابل يلقي باللوم على ما وصفه بالجهل واعتماد الآخر على مصادر معادية للمسلمين، وهو ما زاد من انتشار الظاهرة.
وأضاف صقر أن ورشة العمل تسعى إلى ترسيخ الجهد الجماعي في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وهو "جهد مبروك"، وفقاً لتعبيره، مستذكرا جهود السعودية وقطر في هذا المجال، وأيضا جهود رابطة العالم الإسلامي من خلال حوار الحضارات والأديان، وهو ما ساهم، برأيه، في التخفيف من حدة التصعيد.
وتابع "نعم، هناك تصعيد وعنصرية بات يواجهها المسلمون المقيمون في الغرب، إذ يتعرضون للتمييز في فرص العمل وللإهانات والتجريح بسبب أسلوب عبادتهم أو طريقة لباسهم. ونحن نحتاج لزيادة الجهود في نشر الوعي لمحاربة هذه الظاهرة"، مضيفا أن التطرف موجود في جميع الأديان، وهو جزء من طبيعة النفس البشرية، ولا بد من قوانين وأنظمة لتحجيم هذه النزعة، والأهم، وفق رأيه، أن تتواصل الجهود وتدوم في التوعية بخطورة هذه الظاهرة وتبعاتها.
ويعتقد صقر أن الأولوية الآن لنشر الوعي بهذه الظاهرة، قائلا إن الأمم المتحدة أعلنت يوماً للتسامح يتزامن مع اليوم الذي جرى فيه الاعتداء على مسجد في نيوزلندا، فإذا انتشر الوعي بهذه الظاهرة تحرك غيرنا لتجريمها.
وبحثت الورشة على مدار اليوم في جلسات مغلقة مظاهر الإسلاموفوبيا الناتجة عن البنية المؤسسية والهيكلية، وما تمثله من تحديات متغيرة ومعقدة لصانعي القرار، والإسلاموفوبيا واستخدامها لروايات الكراهية وآثارها الخطيرة والمبادرات التي يجب إطلاقها للتصدي لهذه التحديات، ووسائط الإعلام والمعلومات المضللة والمواقف الاجتماعية، وكيف يمكن تحسين سبل محو الأمية الإعلامية حول العالم، إلى جانب الاستراتيجيات الرئيسية التي يجب تفعيلها لمكافحة المعلومات المضللة والمعادية للإسلام، فيما كانت الكلمة الختامية في الورشة للوزيرة في وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، التي تطرقت لأهمية هذه الورشة وجهود قطر في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.