عودة المياه إلى مدينة الحسكة السورية بعد انقطاعها 90 يوماً

21 أكتوبر 2022
تنفس سكان الحسكة الصعداء (فيسبوك)
+ الخط -

عادت المياه إلى مدينة الحسكة، شمال شرق سورية، الجمعة، بعد 90 يوماً من انقطاعها، وتنفس السكان الصعداء بعد معاناتهم في الحصول على هذه المادة الحيوية.

ووصلت المياه من محطة ضخّ "علوك" للشبكة الرئيسية في الحسكة، بعد إعادة التيار الكهربائي للمحطة وتشغيلها، إذ تقع المحطة في المنطقة التي يسيطر عليها الجيشان الوطني والتركي بريف المحافظة الشرقي. 

وأكد عبد الرحمن الحسين (60 عاما)، لـ"العربي الجديد"، أنه عانى من صعوبات عديدة في تأمين المياه، موضحا أن انتظار صهريج المياه تارة وملاحقته تارة أخرى لم يكن أمرا سهلا، ويقول: "هذه أصعب فترة تمر عليّ منذ ولدت في هذه المدينة، مياه الصهاريج عند تسخينها تعوم عليها طبقة بيضاء من كثرة الترسبات في المياه، وأحيانا يكون طعمها سيئا للغاية".

وتابع الحسين: "لا أحد يكترث بنا نحن السكان، الكل يتذرع بأنه يعمل لصالحنا، ما ذنبنا أن نعيش بلا مياه لمدة وصلت إلى ثلاثة أشهر، لم يفكر بنا أحد كيف نشرب مياه الصهاريج المالحة والسيئة". 

وخلال فترة انقطاع المياه عن المدينة لم تكن هناك وسيلة لدى الأهالي سوى الاعتماد على الصهاريج في الحصول على المياه، وفي بعض الأحياء كانت هناك خزانات مياه وضعت من قبل منظمات محلية ومتبرعين من الأهالي، بينما البعض من السكان يلجأ لشراء المياه كون الكميات التي تتوفر في الخزانات العامة غير كافية، فبالكاد تحصل العائلة على مياه كافية للشرب.

أمّ خليل، الأربعينية، من سكان مدينة الحسكة، قالت في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنها لا تزال تعاني إلى اليوم من عدم توفر المياه، وأضافت: "لم يعد بإمكاننا غسل الملابس بشكل دوري، والحمام أصبح من الأمور المحسوبة بالوقت. الحياة صعبة جدا من دون توفر المياه، والعائلة التي فيها أطفال لا يمكنها السيطرة على استهلاك المياه فيها، خاصة أن الخزان الواحد لا يكفي للحياة اليومية، والأصعب هو الحصول على المياه. كان أصحاب الصهاريج غالبا يكذبون على زوجي، ولا يأتون في الموعد ويتذرعون بذرائع كثيرة لرفع السعر، يستغلون حاجتنا، والمياه في كثير من الأحيان لم تكن صالحة للشرب أو الطهي".

وبينت أم خليل أن المياه وصلت اليوم حيث تقيم في مدينة الحسكة، لكنها ضعيفة، وملأت ما لديها من أوان في البيت، إضافة لتعبئة صفائح من البلاستيك (بدونات 20 لترا) خوفا من انقطاعها مجددا، وأشارت إلى أن المياه ليست نظيفة كليا.

الناشط الإعلامي دلاور محمد علي قال لـ"العربي الجديد"، إن "محطة علوك تقع تحت سيطرة الجيش الوطني وتركيا، أحيانا يذهب وفد من الصليب الدولي وروسيا لتشغيلها، وهناك تعديات تحصل على خطوط المياه، كما أنها تتعرض للقصف. الأهالي يعتمدون على مياه الصهاريج، التي لا تخضع للرقابة، والآبار غير صالحة للشرب، ويحضرون المياه من منطقة الحمة".

ويعرّض حصول الأهالي على مياه غير مأمونة المصادر أو غير نظيفة لخطر الإصابة بمرض الكوليرا الذي تفشى في 10 محافظات سورية، وفقاً لإفادة سابقة لمنظمة الصحة العالمية.

وكشف تقرير أصدرته مبادرة "ريتش" في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن "أسراً في مدينة الحسكة أجبرت على تقليل استهلاكها للمياه من الشبكة المحلية التي تعتمد عليها، كما اضطرت إلى التزود بالمياه بطريقة مكلفة من خلال شرائها من صهاريج لتلبية احتياجاتها. وحالياً تعاني نحو 96 بالمائة من الأسر من نقص المياه، وعدم كفاية الكميات لتلبية احتياجاتها، ما يحتم خفض كميات الاستهلاك الذي بدوره يرفع المخاطر الصحية".

المساهمون