سجّل مخيم "الركبان"، الواقع في منطقة الـ"55" بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، مغادرة عدد من العوائل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بسبب نقص الرعاية الطبية، وتردي الوضع المعيشي لقاطني المخيم. وقال ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، في حديث لـ"العربي الحديد"، إن 4 عوائل بتعداد 16 شخصاً غادروا خلال الـ24 ساعة الماضية مخيم الركبان باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري، مؤكداً أن سبب مغادرتهم تردي الوضع المعيشي ونقص الرعاية الطبية في المخيم بشكلٍ خاص، ومنطقة الـ"55" كم بشكلٍ عام، مشدداً على أن شخصين من الذين غادروا بحاجة إلى علاج، وهذا الأمر غير متوفر في المنطقة. وأشار العلي إلى أن مكتب شؤون النازحين العامل ضمن مجلس العشائر أحصى مغادرة 15 عائلة بتعداد 68 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بداية العام الجاري 2023، مبيناً أن عدد العوائل التي غادرت مخيم الركبان خلال العام الماضي 2022 بلغ 260 عائلة، يصل عدد أفرادها إلى 1365 شخصاً، جزء كبير منهم كانوا مرضى وبحاجة إلى العلاج. إلى ذلك، أوضح رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" أن قوات التحالف الدولي وزعت 4 أطنان من مادة الطحين على الفرن الآلي في مخيم الركبان، لا سيما أن المخيم يشهد انقطاعاً بشكل مستمر لمادة الطحين خلال الأشهر الأخيرة.
وبين العلي أن "الفرن الآلي أنشأته قوات التحالف الدولي والطحين الذي يوزع عليه بشكلٍ مجاني، ويحب أن تكون ربطة الخبز دون مقابل وليس بـ1500 ليرة سورية"، مشيراً إلى أن "غالبية العوائل القاطنة في مخيم الركبان من الطبقة المعدمة، ولا يوجد لها أي دخل مادي، باستثناء بعض المساعدات المالية التي تأتي إلى جزء من قاطنيه عبر أقاربهم اللاجئين في الدول الأوروبية". وطالب العلي بتوزيع مادة الخبز على قاطني المخيم بشكلٍ مجاني، وتحسين الواقع المعيشي والطبي والإغاثي، وتأمين فرص عمل لشباب المخيم لمساعدة عوائلهم في تأمين المستلزمات اليومية المعيشية، ومحاربة "اللصوص" الذين يفرضون إتاوات ويستغلون حاجة أهالي المخيم. وسجل مخيم "الركبان" في نهاية مارس/ آذار الماضي 25 حالة ضيق تنفس واختناق شديدة أصابت نازحين من مرضى الربو، نتيجة عواصف غبارية شديدة اجتاحت المخيم.