- جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين مستمرة، حيث أنقذت شرطة عمان السلطانية أكثر من 1630 شخصًا وأجلت أكثر من 630 آخرين، بينما تستمر الإمارات في مرحلة التعافي واستعادة الحياة الطبيعية.
- خبراء المناخ يربطون بين تغير المناخ وزيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مع نفي وكالة إماراتية لتأثير عمليات تلقيح السحب في حدوث العاصفة، وتأكيد السلطات على أهمية سلامة المواطنين ودعم الأسر المتضررة.
أدّت عاصفة الأمطار في الإمارات وعُمان لليوم الثالث على التوالي، إلى وفاة 22 شخصاً في البلدين، بالإضافة إلى حدوث اضطراب بالرحلات الجوية، وتعطيل مناطق واسعة، جراء منخفض جوي، وسط جهود متواصلة للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وفي دبي، لا تزال العمليات في المطار، وهو مركز رئيسي للسفر، مضطربة بعد أن غمرت مياه عاصفة الأمطار المدرج يوم الثلاثاء، مما أدى إلى تحويل رحلات وإرجاء أو إلغاء أخرى. وقال المطار صباح اليوم الخميس إنه استأنف الرحلات الجوية القادمة في المبنى رقم 1، الذي تستخدمه شركات الطيران الأجنبية. ولفت إلى أن "الرحلات الجوية تستمر في التأخير والتعطيل". فيما أفادت شركة طيران الإمارات، الأكبر في المطار، بأنها ستستأنف إنجاز إجراءات السفر للمغادرين من دبي الساعة التاسعة صباحاً (0500 بتوقيت غرينتش) اليوم، مما يعني إرجاء الاستئناف من منتصف الليل ولتسع ساعات. ويواجه المطار صعوبات في توفير الطعام للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل، بعدما غمرت مياه السيول الطرق القريبة.
21 وفاة في عمان جراء عاصفة الأمطار
ووصلت عاصفة الأمطار التي ضربت عُمان يوم الأحد، إلى الإمارات يوم الثلاثاء. وجرى الإبلاغ عن وفاة شخص واحد في الإمارات و21 في عمان.
وأعلنت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، اليوم الخميس، عن "ارتفاع عدد الوفيات جراء الحالة الجوية إلى 21، ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين اثنين آخرين مستمرة".
تحديث:
— عُمان مُستعدّة (@NCEM_OM) April 18, 2024
جهود فِرق البحث والإنقاذ تسفر عن العثور على جثمان المواطنة المفقودة في منطقة الشريخة بولاية محوت، ومقيم من الجنسية الآسيوية بولاية صحم.
ليرتفع عدد الوفيات جراء الحالة الجوية إلى 21، وما تزال عمليات البحث عن مفقودين اثنين آخرين مستمرة.#منخفض_المطير#عمان_مستعدة
وتعاملت شرطة عمان السلطانية مع العديد من البلاغات خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تلقاها مركز عمليات الشرطة وإدارات العمليات في القيادات الجغرافية تتعلق بالمنخفض الجوي، وقد تنوعت البلاغات ما بين احتجاز أشخاص، وانجراف مركبات، وطلب المساعدة، ونشوب حرائق.
وأوضحت وكالة الأنباء العمانية أن طيران الشرطة نفذ 50 طلعة جوية و152 عملية إنقاذ في مختلف محافظات السلطنة، وأن الجهود أسفرت عن إنقاذ أكثر من 1630 شخصاً، وإجلاء أكثر من 630 آخرين، إلى جانب نقل أطقم طبية ومساعدة الذين تقطعت بهم السبل.
استمرار جهود البحث عن مفقودين في محافظة شمال الشرقية .#شرطة_عمان_السلطانية pic.twitter.com/hP0Smwmg6H
— شرطة عُمان السلطانية (@RoyalOmanPolice) April 18, 2024
وأشار العميد محمد بن ناصر الكندي، مدير عام العمليات، إلى استمرار جهود شرطة عُمان السلطانية، وانتشارها في الولايات المتأثرة بالمنخفض الجوي كافة، لتقديم العون والمساعدة، وتنظيم الحركة المرورية، والمحافظة على استتباب الأمن، وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بالتعاون مع باقي الجهات الحكومية والخاصة.
جهود وطنية متكاملة تقدمها قوات السلطان المسلحة للتعامل مع الحالة الجوية الاستثنائية.https://t.co/6GYbUJYK6R#العُمانية pic.twitter.com/Iqi5dpS7tZ
— وكالة الأنباء العمانية (@OmanNewsAgency) April 17, 2024
عاصفة الأمطار في الإمارات
فيما قالت السلطات في الإمارات إن السيول أدت إلى تسجيل وفاة واحدة، ومحاصرة الأفراد على الطرق أو في المكاتب والمنازل، بعدما شهدت البلاد هطولاً للأمطار هو الأكبر في 75 عاماً. وطلبت من موظفي الحكومة والطلاب البقاء في منازلهم، من أجل تمكين فرق العمل من تكثيف جهودها لمعالجة تأثير المنخفض الجوي الذي شهدته البلاد.
تعلن وزارة الداخلية عن انتهاء المنخفض الجوي ومواصلة الجهود لإتمام مرحلة التعافي
— وزارة الداخلية (@moiuae) April 17, 2024
The Ministry of Interior announces the end of the weather fluctuations and efforts continue to complete the recovery phase #وزارة_الداخلية_الإمارات #أبوظبي #الإعلام_الأمني #الإمارات… pic.twitter.com/2R0TilDwGS
وأكّدت الوزارة أنّ جهود فرق العمل الميدانية عملت بصورة وقائية، كما كانت اللجنة العليا للأمن الداخلي في حالة انعقاد دائم خلال الحالة الجوية، لضمان الاستجابة السريعة واستمرارية الأعمال، وستبقى تلك الفرق مستمرة في أعمالها حتى إتمام مرحلة التعافي.
وستواصل فرق الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ والدوريات الشرطية مهامها في تأمين طرق وأماكن جريان المياه والأودية ومخارج السدود وتنظيم حركة السير وسحب المياه المتراكمة، وصولاً إلى الاستعادة الكاملة للحياة الطبيعية في جميع المرافق المدنية.
تشهد بعض مناطق الدولة منخفضاً جوياً مصحوباً بأمطار غزيرة مع فرصة سقوط البَرَد، يرجى التزام إجراءات السلامة حفاظاً على الأرواح والممتلكات، وتجنَّب أماكن الأودية وتجمُّع المياه وجريان السيول، وأخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات، وتخفيف السرعة والتقيد بتعليمات الجهات المختصة.… pic.twitter.com/UDwxOd7ejB
— وزارة الداخلية (@moiuae) April 16, 2024
تغير المناخ
ويقول خبراء المناخ: إن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الذي تسببه أنشطة البشر يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل العاصفة التي اجتاحت الإمارات وسلطنة عمان.
ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الرطوبة، وخطر الفيضانات في مناطق بالخليج. ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول مثل الإمارات التي تفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي للتعامل مع الأمطار الغزيرة.
تلقيح السحب.. أية علاقة؟
في المقابل، نفت وكالة حكومية إماراتية تشرف على تلقيح السحب، وهي عملية تهدف إلى زيادة هطول الأمطار، حدوث أي عمليات من هذا القبيل قبل عاصفة الأمطار في الإمارات. وأمس الأربعاء، أفادت مجلة "ذا تايم" الأميركية، أن السلطات الإماراتية أرسلت أوامر إلى المركز الوطني للأرصاد لحقن مواد كيميائية في السحب، في محاولة لاستمالة بعض الأمطار في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ونتيجة لذلك، هطلت الأمطار بشكل غير مسبوق، وتسببت في حصول أضرار عديدة في الممتلكات، بالإضافة إلى ذلك، تسببت بإلغاء العديد من الرحلات الجوية وإقفال المطار، والمدارس، بالإضافة إلى الطرقات، فيما طالبت السلطات من الموظفين، وتحديداً القطاع الحكومي، العمل عن بعد.
من جانبها نقلت وكالة أنباء الإمارات في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القول في بيان: إنه وجه الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها عاصفة الأمطار الغزيرة القياسية التي شهدتها البلاد، والتي تعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.
وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات، موجهاً بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار في مختلف مناطق الدولة، بالإضافة إلى نقل الأسر المتضررة إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلية.
(رويترز، العربي الجديد)