- الطلاب يطالبون بسحب الاستثمارات من شركات مرتبطة بإسرائيل وإنهاء البرامج الأكاديمية معها، وسط تظاهرات واسعة لدعم القضية الفلسطينية.
- تراجع الحريات الأكاديمية وقمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين يتحدثون عن فلسطين، مع تزايد الدعم الأميركي لحقوق الفلسطينيين.
فضت قوات الشرطة في العاصمة الأميركية واشنطن، في حدود الساعة الثالثة فجراً وفق التوقيت المحلي، مخيم طلاب الجامعات الأميركية في جامعة جورج واشنطن الداعم لفلسطين، والذي يضم اعتصام عدد من طلاب الجامعات منذ فجر الخامس والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي. وقد شهدت عملية الفض اعتداء الشرطة على عدد من الطلاب واعتقال العشرات. وفي وقت لاحق، أُفرج عن الطلاب المعتقلين، وقد استُقبل هؤلاء بالهتافات والدموع، من قبل زملائهم ورفاق لهم في التحرّكات الاحتجاجية.
طلاب الجامعات الأميركية يتعرضون للاعتقال
وقال عدد من طلاب الجامعات الأميركية المعتصمين إنهم فوجئوا بالشرطة تطردهم من المخيم وتعتدي على عدد منهم، مستخدمة رذاذ الفلفل في وجه الطلاب، مؤكدين أنه جرى اعتقال نحو 30 معتصما، بعضهم من الطلاب وآخرون من المعتصمين معهم. ويضم مخيم الطلاب في جامعة جورج واشنطن الذي أطلقوا عليه اسم "ميدان الشهداء"، طلابا من جامعات جورج واشنطن وجورج تاون، وجورج ميسون، والجامعة الأميركية، وهاورد، وماريلاند، وجالوديت، وجامعة ماريلاند مقاطعة بالتيمور.
ويطالب الطلاب إدارة الجامعة والجامعات الأميركية الأخرى بسحب الاستثمارات من شركات لها علاقة بإسرائيل، وإنهاء البرامج الأكاديمية معها، ووقف استهداف الطلاب المؤيدين للحق الفلسطيني، وقد شهد أمس، الثلاثاء، تظاهرة من أجل رفح، شارك فيها آلاف الطلاب الذين نظموا مسيرة إلى منزل رئيسة الجامعة استمرّت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
وكان عدد من أعضاء هيئات تدريسية في جامعات أميركية في العاصمة واشنطن قد أعربوا، في أحاديث لـ"العربي الجديد"، عن مخاوفهم من تراجع حرية التعبير والرأي في الجامعات الأميركية، مؤكدين أنهم لم يروا مطلقاً مثل هذا التراجع في الحريات الأكاديمية، كما تحدثوا عن مدى اتساع دعم الأميركيين لحقوق الفلسطينيين بصورة ليس لها مثيل في الولايات المتحدة، وقالوا إن فض التظاهرات بالقوة، سواء عن طريق الشرطة أم الحرس الوطني، لن يقدر على وقف الحراك الطلابي هذه المرة.
قمع طلاب الجامعات الأميركية وتراجع الحريات الأكاديمية
وقالت أستاذة الدراسات الأميركية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن ميلاني ماكاليستر، في وقت سابق، إنها خلال عملها على مدى 26 عاماً في الجامعات لم تر مثل هذا التراجع في الحريات الأكاديمية، إذ يتم فصل طلاب ويفقد أعضاء تدريس وظائفهم لأنهم يتحدثون عن فلسطين، كما يواجه أعضاء التدريس مستويات من القمع ومحاولات الإسكات، ويتم التغاضي عن حقهم في التعبير عن آرائهم، وإدارات الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحاول إسكاتهم وقمعهم.
وفي ما يتعلق بإلقاء القبض على طلاب ومدرسين في الجامعات، تقول ماكاليستر إنهم يعرفون أنه سيتم إلقاء القبض عليهم، لكن رسالتهم هي أنهم يهتمون كثيراً بالقتل والدمار اللذين يحدثان في فلسطين، وهم يخاطرون بأنفسهم من أجل أن تصل رسالتهم، وقد سئموا مما تفعله الولايات المتحدة من دعم أفعال إسرائيل في فلسطين.