- تناولت كاغ التحديات التي تواجهها أونروا بسبب التشريع الإسرائيلي الجديد الذي يمنعها من ممارسة أنشطتها، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين في غزة.
- شددت كاغ على ضرورة إعادة فتح معبر رفح واستئناف دخول السلع، مؤكدة على أهمية الإرادة السياسية لتحقيق تقدم في الوضع الإنساني.
قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، لـ"العربي الجديد"، في نيويورك، إنّ الفلسطينيين في القطاع يشعرون "بأننا جميعًا تخلّينا عنهم... ويتساءلون أين المجتمع الدولي؟ متى سيكون هناك وقف لإطلاق النار؟ كما عبّروا عن قلقهم من أنّ العالم نسيهم... ويعيش الناس بين القليل من الأمل واليأس المطلق".
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته في نيويورك بعد خروجها من جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن مساء الثلاثاء لبحث الوضع الإنساني في غزة والاستماع إلى إحاطتها. وتابعت كاغ "الكثير من الأهالي يشعرون بالقلق على مستقبل أولادهم، وخاصة في ما يتعلق بالتعليم. وهناك بعض أطر التعليم غير الرسمية التي تنظمها أونروا ويونيسف ومنظمات فلسطينية غير حكومية. يجلس الأطفال على الرمل، ولكن في البرد والخيام... والفلسطينيون يهتمون كثيراً بالتعليم ويعتبرونه مفتاحاً للتحرر، والاستقلال، والكرامة، وخاصة إذا كنت بدون دولة".
وأشارت إلى أن "هناك الكثير من العائلات التي أصبحت تعاني من مستويات فقر مدقع وتحتاج مساعدة أطفالها في البحث والعثور على مواد يمكن تداولها أو استبدالها لسد بعض الاحتياجات الأساسية". وتطرقت كاغ أيضاً للقلق العميق الذي يشعر به الكثير من الفلسطينيين في غزة في ما يخص عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتشريع الإسرائيلي الذي يمنع عملياتها ومن المفترض أن يدخل حيز التنفيذ خلال أسابيع. وأضافت رداً على سؤال إضافي حول ما إذا كانت هناك نية إسرائيلية لتأجيل بدء العمل به "لا يمكنني التكهن ماذا سيحدث، ولكن التشريع اعتمد ولم أسمع أو أرى أي رغبة سياسية في التغيير من الجانب الإسرائيلي".
في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، قرّر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، منع أونروا من ممارسة أنشطتها في الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك القدس الشرقية التي تحتلّها إسرائيل منذ 1967 وقد ضمّتها إلى أراضيها، فضلا عن منعها من التنسيق مع السلطات الإسرائيلية. ويدخل القانونان حيّز التنفيذ بعد 90 يوماً من اعتمادهما، بحسب الكنيست، أي في أواخر يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقالت كاغ في مستهل حديثها للصحافة بخصوص إحاطتها لمجلس الأمن: "أطلعت مجلس الأمن للتو على الوضع والصورة القاتمة التي تشهدها غزة"، وعزت غياب الاستجابة الإنسانية الفعالة لاستمرار الأعمال العدائية، والقيود (الإسرائيلية) المفروضة على أنواع المساعدات، والافتقار إلى البيئة المواتية لتوصيل المساعدات بشكل آمن ومضمون والإرادة السياسية.
وتوقفت كاغ عند تحذيرات سابقة لها لمجلس الأمن في إبريل/ نيسان الماضي حول خطر انهيار النظام والقانون والنهب، وشددت على تفاقم كل ذلك في ظل الظروف الصعبة "ناهيك عن تأثيره سلباً على ما تبقى من نسيج اجتماعي واستقرار اجتماعي". وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة إعادة فتح معبر رفح، وتوقفت عند الموقف الدولي المتمثل "في الحاجة إلى عودة السلطة الفلسطينية التي لديها الخطط التي نحتاجها للتعافي المبكر وإعادة الأعمار والموظفين ويمكننا أن نساعد في تنظيم التمويل".
وأشارت كاغ إلى العوائق المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية وانعكاسها سلباً على سلامة وأمن المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وشددت على أن تلك العوائق "تؤدي إلى تفاقم انهيار القانون والنظام، ويصبح من الصعب للغاية الحفاظ حتى على الحد الأدنى من الاستقرار الاجتماعي"، وتحدثت عن معاناة الغزيين ثم توقفت عند أهمية الإرادة السياسية لتحقيق تقدم، وأشارت إلى أن مطالب الأمم المتحدة "ليست جديدة. لقد قلت مراراً وتكراراً إنه يجب السماح لجميع الوكالات الإنسانية بوصول آمن وغير مشروط لتسليم الإمدادات الأساسية عبر جميع القنوات والمعابر والعمل بحرية داخل غزة".
وشددت المسؤولة الأممية على أهمية عمل أونروا قائلة إنه "لا مثيل لها في حجمها وتأثيرها، لا غنى عنها ويجب أن تستمر في عملياتها الحيوية"، كما شددت على ضرورة "إعادة فتح معبر رفح الحدودي، ويظل هذا أمراً بالغ الأهمية. كما من الضرورة استئناف دخول السلع التجارية، فذلك أمر حيوي، حيث لا يمكن أن تلبي المساعدات الإنسانية وحدها احتياجات غزة". وأكدت كاغ على ضرورة استعادة القانون والنظام، متوقفة عند الحاجة الملحة للإجلاء الطبي، وتحدثت أيضاً عن ضرورة السماح للصحافيين الدوليين بالدخول إلى غزة.