قدرت الإدارة الذاتية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" في شمال وشرق سورية، عدد المدارس التي خرجت عن الخدمة في المنطقة بـ 31 مدرسة، مرجعة السبب إلى المرحلة الأولى من العملية العسكرية التركية ضد مناطق سيطرة "قسد". والتي بدأت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول.
ودعت هيئة التربية والتعليم في عين العرب بريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة "قسد"، أمس الثلاثاء، المنظمات الدولية والحقوقية ومنظمة حقوق الطفل اليونيسف، والدول الضامنة والتحالف الدولي لتحمل مسؤولية الاعتداءات والعمل على إيقافها ووضع حد لقتل الأطفال وحمايتهم ومنع استهداف المدارس.
وأشارت إلى أن القصف التركي ألحق دمارا في البنى التحتية والمرافق الحيوية، والمدارس كما قُتل طفلان وانتشرت حالة من الذعر والخوف بين التلاميذ والمدرسين.
وقالت فاطمة أحمد العلي (55 عاماً) من ناحية تل تمر شمالي الحسكة لـ "العربي الجديد" إن القصف التركي على المدارس "سبب لنا ولأطفالنا حالة من الذعر والخوف، كما خلق حالة عدم الرغبة في الذهاب الى المدرسة بسبب الخوف وانعدام الشعور بالأمان، وهو ما ينعكس سلبا على حياة أطفالنا وتدني مستواهم التعليمي ويترك أثراً في نفس الطفل مما يقلل تركيزه في المدرسة".
بدوره، قال المعلم عصام محمد والذي يعمل في إحدى مدارس ريف تل تمر لـ "العربي الجديد": "لم يتم استهداف المدارس كلها وأغلبية الأهداف كانت منشآت عسكرية أو تتعلق بالطاقة والكهرباء أو المياه ولكن قربها من المناطق السكنية، خلق حالة ذعر وهلع لدى السكان وأغلبهم امتنعوا عن إرسال أطفالهم وأبنائهم للمدارس. وهذا الانقطاع عن التعليم، أصبح اعتياديا ويدعو للأسف وله عواقب جسيمة على مستقبل الأطفال ومستقبل المنطقة".
بدوره قال الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في منطقة الجزيرة، التابعة للإدارة الذاتية مصطفى فرحان، لـ "العربي الجديد": "في منطقة الجزيرة نتيجة هجمات الدولة التركية بالطائرات تم تعليق عمليات التعليم والتدريس في 31 مدرسة على الشريط الحدودي، وخط التماس حيث حرم حوالي 4039 طالباً من التعليم".
وكشفت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، الاثنين، عن عدد المدارس التي طالها القصف التركي خلال الهجمات الأخيرة، حيث تعرض 31 مبنى مدرسيا لقصف الطائرات التركية بمناطق محافظة الحسكة، مما تسبب بتعليق الدوام المدرسي فيها وحرمان 4039 تلميذا من التعليم، وفي مناطق ريف حلب الشرقي قصفت 5 مدارس مما أدى لحرمان 1000 طالب من التعليم، أما في المنطقة التي تسيطر عليها "قسد" وهي منطقة الشهباء استهدف الطيران التركي 6 مدارس متسبباً بحرمان 919 طالباً من التعليم، وكذلك الأمر في منبج حيث استهدفت 6 مدارس مما أدى الى حرمان 2500 طالب من التعليم.
وجاءت حملة التصعيد التركية خلال الأسبوع الماضي عقب هجوم إرهابي طاول مديرية الأمن في العاصمة التركية أنقرة، والتي نفذها "حزب العمال الكردستاني"، وتتهم أنقرة منفذيه بأنهم أتوا من سورية.
يذكر أنّ "قسد" تسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق سورية تمتد في أربع محافظات هي الرقة، وحلب، والحسكة، ودير الزور، وتتلقى الدعم من واشنطن في إطار الحرب على تنظيم "داعش" في حين تصنّفها أنقرة من ضمن التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على أمنها القومي.