خطر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين

04 يوليو 2022
تحرصان على التقاط الصور لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي (جيفري غرينبرغ/ Getty)
+ الخط -

بالنسبة لمعظم الناس، تعدّ مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هذا الواقع لا ينفي الخطورة التي يتعرض لها المراهقون. فالعلاقة التي تربطهم بمواقع مثل إنستغرام وفيسبوك وسناب شات تساهم في خلق اضطرابات نفسية تكاد تكون "غير مسبوقة"، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". في هذا السياق، يسلط أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك جوناثان هايدت الضوء على بعض الإحصائيات المثيرة للقلق والمتعلقة بالصحة النفسية للمراهقين واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك خلال تصريحات ألقاها أخيراً أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي، مشيراً إلى تدهور الصحة النفسية للمراهقين بسرعة منذ عام 2010 تزامناً مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً ارتفاع نسبة الاضطرابات المزاجية مثل القلق والاكتئاب. ولا ينحصر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المراهقين في الولايات المتحدة الأميركية، بل يشمل المراهقين في كل أنحاء العالم. 
لا شك في أن المراهقين الذين يستخدمون هواتفهم مدة أربع إلى خمس ساعات يومياً أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بالمقارنة مع أولئك الذين يستخدمون هواتفهم مدة ساعة أو أقل في اليوم. وهناك العديد من التفسيرات الاجتماعية والنفسية الكامنة وراء كون المراهقين أكثر عرضة للتأثيرات الضارة لمواقع التواصل الاجتماعي. 

ووجدت دراسة نشرت في "Psychology Research and Behavior Management" أن التقاط الصور الشخصية ونشرها ومشاهدتها تؤثر سلباً على مزاج المراهقين وثقتهم بأجسادهم، على اعتبار أن الصور الشخصية هي هويتهم التي يحصلون من خلالها على القبول أو عدمه. وكلما زاد اهتمام الناس بها، زادت احتمالات شعورهم بعدم الكفاءة. ويلاحظ الباحثون أن مشاهدة صور السيلفي يمكن أن تكون سيئة مثل نشرها. وفي الثقافة الغربية، تتعلم النساء في سن مبكرة أن الآخرين هم الذين يقيِّمون أجسادهن، ويصبح هذا الرقيب جزءاً من حياتهن. ويسمى تقييم الذات من وجهة نظر شخص آخر بـ"تجسيد الذات"، ليبحث الأشخاص، وخصوصاً النساء، عن أجساد مثالية ليصبح الوصول إلى هذه الأجساد هدفاً يجب تحقيقه.  
كما وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس الإعلامي أن الفتيات يمارسن "رقابة جسدية" على وسائل التواصل الاجتماعي ويركزن على الجسم المثالي النحيف، مشيرة إلى أن الفتيات يفضلن المظهر على الكفاءة.
(ربى أبو عمو) 

المساهمون