حراك في الشارع الفلسطيني مع تصاعد قمع الأسرى في سجون الاحتلال

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
27 فبراير 2022
حراك فلسطيني دعماً للأسرى مع تصاعد القمع الإسرائيلي
+ الخط -

أن يكون شقيق الفلسطينية نعمة الصعيدي من سكان مخيم الأمعري، جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، في سجن نفحة الإسرائيلي، يعني أنها لا تملك معلومات حول وضعه حاليا، فقوات السجون الإسرائيلية نفذت عملية قمع لقسم 10 في السجن، واعتدت على الأسرى وقامت بنقل مجموعة منهم إلى زنازين العزل إثر مواجهة أسير لاثنين من السجانين، الاثنين الماضي.

وقد شاركت الصعيدي بمسيرة إسنادية لأسرى سجن نفحة في رام الله، مساء الأحد، برفقة أدهم ابن شقيقها محمد، المعتقل منذ 16 عاماً والمحكوم بالسجن مؤبدين، أدهم الابن لا يتجاوز عمره 6 أعوام، وكان رزق به محمد عبر النطف المهربة، حمل صورة والده وهو لا يعلم الكثير عن وضعه مثل كل العائلة، كما قدمت ابنته الأكبر سناً وعدد من أفراد الأسرة، فالكل قلق على محمد المعتقل في سجن نفحة.

تقول نعمة لـ"العربي الجديد" حول شح المعلومات: "تصل إلينا أنباء أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بعقابهم، وأنهم صادروا من غرف الأسرى المتعلقات الشخصية بهم والأدوات الكهربائية، ولم يبقوا لديهم أي شيء حتى الطعام والشراب، هذا ما يصل إلينا من نادي الأسير الفلسطيني ومن بعض المصادر الأخرى، لكن لا نعرف المزيد".

ولا تعلم الصعيدي أين يقبع شقيقها وإن كان في الغرف العادية أم نقل إلى العزل الانفرادي، معبرة عن التوتر الذي يسود العائلة، كما تقول، بسبب منع الزيارات، وكذلك منع ما يعرف بالكانتين (بقالة السجن) وهي الآلية التي يسمح عبرها بإدخال أموال محددة السقف للأسرى الفلسطينيين؛ ليتسنى لهم شراء ما يلزمهم من أصناف تحددها إدارة سجون الاحتلال مسبقاً.

وقف أهالي الأسرى ومعهم العديد من الشخصيات العاملة في مجال الأسرى والشخصيات الفصائلية، مساء الأحد، على دوار المنارة في رام الله، وكانت الدعوة لإسناد الأسرى في سجن نفحة بعد عملية القمع، لكنها تحولت كذلك إلى إسناد لأسرى سجني ريمون ومجدو اللذين تعرضا اليوم كذلك لاقتحام وقمع مشابه.

بعد الوقفة، خرج المئات من المشاركين في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، حمل فيها أهالي الأسرى صور أبنائهم، وهتف الشبان للمعتقلين الفلسطينيين وهتافات أخرى تمجد المقاومة الفلسطينية وفصائلها، وتطالب بخطف جنود إسرائيليين لتحرير الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويحمل الفلسطينيون المشاركون في الفعاليات رسالة تؤكد ضرورة أن يكون في الشارع ما يساند خطوات الأسرى داخل السجون من أجل ضمان تحقيق مطالبهم، حيث يقول جعفر شبيطة لـ"العربي الجديد": "أي حراك في الشارع يؤدي إلى صدى، وتدويل لقضية الأسرى، لكن الأهم من ذلك رفع معنويات الأسرى في السجون".

وصدرت دعوات للاستجابة لمطالبات الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال، باعتبار الثلاثاء القادم يوم تصعيد ونفير عام، حيث دعت الفصائل ومؤسسات الأسرى لمسيرات في مدن الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة،والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والشتات، والانطلاق نحو الحواجز العسكرية الإسرائيلية.

ويقول عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، لـ"العربي الجديد"، إن الثلاثاء سيشهد تصعيدا شعبيا شاملا نحو نقاط التماس والاحتكاك مع الاحتلال، داعيا كل القطاعات للمشاركة، مؤكدا أن إشعال نقاط الاحتكاك يعتبر بمثابة رسالة واضحة للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يترك الأسرى.

بدوره، اعتبر رئيس نادي الأسير قدورة فارس، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الحراك الشعبي عامل حاسم، وقال إن ما يحاول الاحتلال فعله من خلال القمع في السجون هو كسر إرادة الأسرى وتطويعهم وتقويض المنظومة الحياتية الجماعية لهم.

وتابع فارس: "لذلك يلجأ الاحتلال لعدة أساليب في وقت واحد، وكان آخرها عمليات القمع المباشر الممنهج والمدور بين مختلف أقسام الأسرى، فكان القمع في قسم 10 بسجن نفحة، ثم قسمي 3 و8 في سجن ريمون، ثم قسم 4 في سجن مجدو"، مؤكدا أن ما يجري عملية متكاملة تهدف إلى إيصال رسالة إلى الأسرى بأنه ليس أمامكم إلا القبول بإجراءات الاحتلال، وهو ما لا يمكن التسليم به، حسب فارس.

ويؤكد فارس أن الاحتلال يظن أحيانا بأن اللجوء للقوة المجردة يمكن أن يحسم المعركة، "لكن سرعان ما يتوصل إلى أن القوة لن تأتي إلا بمزيد من التصعيد".

ويأتي هذا الحراك في ظل معركة متواصلة في سجون الاحتلال، بدأها الأسرى بما سموه انتفاضة السجون قبل 22 يوما، بعد اتخاذ الاحتلال قرارا بتغيير نمط الحياة في السجون، وتقليص المساحة الزمنية التي يسمح خلالها للأسرى بالخروج إلى الساحات والقيام بنشاطاتهم اليومية بما يعرف بالفورة، وفي ظل معركة أخرى كانت بدأت قبل 58 يوما بمقاطعة المعتقلين الإداريين بلا تهمة، والذين يعتقلون وفق ملف سري لا يطلع عليه الأسير أو محاميه؛ لكل مستويات محاكم الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
الطبيب الفلسطيني عصام أبو عجوة في مستشفى الأهلي المعمداني في دير البلح (الأناضول)

مجتمع

بعد اعتقال دام 200 يوم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية، عاد الطبيب الفلسطيني المتقاعد عصام أبو عجوة (63 عاما)، لممارسة عمله رغم الظروف القاسية
الصورة
المشهد حول سجن "عوفر" قبيل ساعات من الإفراج عن أسرى بموجب صفق التبادل (العربي الجديد)

سياسة

دان نادي الأسير الفلسطيني، جريمة الإعدام الميداني التي نفّذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من غزة، مشيراً إلى أنها تشكّل جريمة حرب جديدة
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
مسيرة في رام الله تنديداً بمجزرة مخيم النصيرات، 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات من الفلسطينيين في شوارع مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، مساء السبت، منددين بمجزرة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
المساهمون