تونس: منظمات مدنية تدعو لتضامن أفريقي للدفاع عن حقوق المهاجرين والنشطاء

18 ديسمبر 2024
وقفة الدفاع عن حقوق المهاجرين في تونس، 18 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعت منظمات مدنية تونسية إلى حملة تضامن مع النشطاء في قضايا الهجرة، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين والاعتراف بحقوق المهاجرين، تزامناً مع اليوم العالمي للمهاجر.
- أشار المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى التحديات التي تواجه شعوب جنوب المتوسط، مثل الهيمنة الاقتصادية والأزمات المناخية، وأكد على أهمية التضامن الدولي لضمان حقوق المهاجرين.
- شهدت تونس تدفقاً كبيراً للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، مما أدى إلى توترات اجتماعية، ودعت جمعية "الأرض للجميع" للكشف عن مصير المفقودين في رحلات الهجرة غير النظامية.

دعت منظمات مدنية تونس إلى حملة تضامن واسعة النطاق مع المدنيين الناشطين في قضايا الهجرة، والكشف عن مصير مئات المهاجرين المفقودين منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للمهاجر. وطالبت المنظمات المدنية في وقفة احتجاجية نفذتها، اليوم الأربعاء، بالعاصمة تونس، بالتعبئة الأفريقية والمتوسطية والعالمية للإفراج الفوري وغير المشروط عن النشطاء والناشطات المعتقلين والمعتقلات والاعتراف بحقوق المهاجرين والمهاجرات وحمايتها، والدفاع عن سيادة الشعوب كشرط أساسي لضمان الحرية والكرامة، إلى جانب العمل المشترك لمواجهة أنظمة الهيمنة والاستغلال، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو سياسية. ومنذ مايو/ أيار الماضي، تحتفظ السلطات التونسية بنشطاء بشبهات تقديم الخدمات الإنسانية للمهاجرين، من بينهم رئيسة جمعية "منامتي" المناهضة للعنصرية سعدية مصباح، والرئيسة السابقة لجمعية "تونس أرض اللجوء" شريفة الرياحي، ورئيس المجلس التونسي لللاجئين مصطفى الجمالي، والمدير التنفيذي للمجلس عبد الرزاق الكريمي.

وقال المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إن "شعوب جنوب المتوسط تواجه أشكالا مروعة من الهيمنة والحروب ونهب مقدرات الشعوب والأزمات المناخية التي تدفع بمواطني هذه الدول نحو الهجرة وتعرضهم للممارسات العنصرية القاسية والإقصاء". وأكد بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الدعوة إلى تضامن واسع النطاق مع النشطاء في مجال الهجرة هدفها حشد الدعم الأفريقي والمتوسطي والدولي من أجل ضمان استمرار الدفاع عن هذه الفئة الهشة". وأشار في سياق متصل إلى أن "تونس طالما كانت أرضا للقاء والعبور واللجوء، لكنها تبدو وكأنها فقدت بوصلتها، تحت ضغط أزمات متراكمة منها الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية والاجتماعية". وتحدث عن "حملات الشيطنة التي طاولت النشطاء في ملفات الهجرة واتهامهم بالتخطيط لتوطين المهاجرين والقيام بأفعال إجرامية، فضلا عن وضع الجمعيات تحت شبهة الفساد المالي".

واعتبر بن عمر أن "ما حدث يُغذي سردية النظام بشأن الخطط الإجرامية لظاهرة الهجرة إلى تونس عبر توظيف الأمن والقضاء"، وفق قوله، وأوضح أن "الغاية من الدعوة إلى تضامن قاري ومتوسطي لمساندة المهاجرين في يومهم العالمي هي رفع جزء من المظالم التاريخية التي تعرضت لها شعوب جنوب المتوسط ودول أفريقيا جنوب الصحراء من أزمات ناجمة أساسا عن تداعيات الرأسمالية العالمية والتغير المناخي الذي سببته دول الشمال". وأضاف: "الهجرة هي نتاج لسياسات التدمير التي مارستها القوى الشمالية على شعوب الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والتي أصبحت ترى في هذه الهجرة تهديدا لاستقرارها وتحاول صدها بكل السبل القمعية".

وخلال السنوات الماضية، شهدت تونس تدفق الآلاف من المهاجرين الفارين من بلدانهم في دول أفريقيا جنوب الصحراء، هرباً من الحروب والجفاف على أمل عبور البحر إلى السواحل الأوروبية. وأدى ذلك إلى حدوث قلاقل اجتماعية في عدد من المدن، ولا سيما مدينة صفاقس الساحلية التي تمثل نقطة استقطاب أساسية للمهاجرين ومنصة رئيسية لمغادرة قوارب الهجرة.

بدوره، قال رئيس جمعية "الأرض للجميع" عماد سلطاني إن "الوقفة الاحتجاجية هي أيضا من أجل حق الأسر التونسية في الكشف عن حقيقة فقدان مئات التونسيين في رحلات هجرة غير نظامية منذ عام 2011. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "عشرات الأسر التونسية تبحث عن إجابات حول ظروف اختفاء أبنائها في رحلات هجرة غير نظامية نحو إيطاليا ممن كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل، غير أن الإجابات لا تأتي من أي طرف كان"، وفق قوله. واعتبر أن "المنظمات المدنية مدعوة لمواصلة دورها في الدفاع عن حقوق المهاجرين وإرساء العدالة الشاملة في حرية التنقل بين ضفتي المتوسط".

المساهمون