تركيا تستهدف مقاولي البناء

23 فبراير 2023
تقف فوق أنقاض بيتها (عمر أورير/ الأناضول)
+ الخط -

يتواصل ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المزدوج المدمّر الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من فبراير/ شباط الجاري، مع انتشال المزيد من الجثث من بين أنقاض المباني المهدمة. يأتي ذلك في وقت أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن بلاده ستوسع تحقيقاً بشأن مقاولي البناء المشتبه في انتهاكهم معايير السلامة، مع تكثيف البلاد خطط بناء المساكن لضحايا زلزالها المدمر. وذكر أنهم حددوا هوية 564 مشتبهاً فيه حتى الآن، واعتقلوا 160 شخصاً رسمياً، فيما تتواصل التحقيقات مع عدد أكبر بكثير. أضاف: "ستُبنى مدننا في الأماكن الصحيحة. وسيعيش أطفالنا في مدن أقوى. ندرك الاختبار الذي نواجهه. وسنخرج من هذا الوضع أقوى". وذكر أنه نُصب حوالى 313 ألف خيمة، وستُقام 100 ألف حاوية كبيرة معدة للسكن في منطقة الزلزال، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا هذا الشهر ارتفع إلى 43556 قتيلاً، فيما بلغ إجمالي عدد القتلى في تركيا وسورية 47244. وتحدث أيضاً عن 7930 هزة ارتدادية أعقبت الزلزال الأول. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، قد تعهد بإعادة بناء المساكن في غضون عام واحد. وأشار إلى أن نحو 865 ألف شخص يعيشون في خيام و23500 يعيشون في حاويات كبيرة معدة للسكن المؤقت، بينما يعيش 376 ألفاً في نُزُل للطلاب ودور ضيافة عامة خارج منطقة الزلزال.  
بدوره، أوضح وزير التطوير العمراني مراد قوروم، أن الزلزال دمّر أو ألحق أضراراً بالغة بنحو 164 ألف مبنى، فيها أكثر من 530 ألف شقة. أضاف أن الحكومة بدأت بالفعل إجراءات التعاقد لبناء شقق جديدة في المنطقة المتضررة. 
كذلك، قال وزير البيئة مراد قوروم، إنهم تمكنوا من تحديد 520 ألف وحدة سكنية منهارة أو بحاجة للهدم من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبيّ البلاد في السادس من فبراير/ شباط الجاري، وذلك خلال مؤتمر صحافي بمركز إدارة الكوارث في ولاية أديامان. وأوضح أنهم قاموا بفحص 4 ملايين و511 ألف وحدة سكنية مستقلة داخل مليون و250 مبنى في 11 ولاية شملها آثار الزلزال.

أضاف أنهم توصلوا، نتيجة هذا التحري، إلى وجود 520 ألف وحدة سكنية مستقلة داخل 164 ألفاً و321 مبنىً منهاراً، أو بحاجة إلى الهدم العاجل أو لحقت بها أضرار بالغة جراء الزلزال. وجدد اعتزام البلاد تعويض متضرري الزلزال عن منازلهم المتضررة خلال عام واحد. وبدأت السلطات التركية بسحب المركبات المتضررة من جراء كارثة الزلزال، ونقلها إلى مواقف تابعة لمديريات الأمن بالولايات الجنوبية. 
يشار إلى أن الفرق التركية أنقذت 24 شاة من تحت الأنقاض بعد مرور 17 يوماً على وقوع الزلزال في 6 فبراير/ شباط الجاري. 

الدمار كبير في تركيا (سيرغين سيزغين/ الأناضول)
الدمار كبير في هاتاي (سيرغين سيزغين/ الأناضول)

من جهة أخرى، قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في شمال غرب البلاد، إن آلاف الأطفال وعشرات الآلاف من العائلات لجأوا إلى سيارات وخيام خشية تكرار حدوث الزلزال. وفي المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام، هبطت أول طائرة من البحرين محملة بالمساعدات في دمشق. كذلك قدمت السعودية ومصر مساعدات إلى سورية. ودخلت القافلة الثانية المخصصة لمساعدة المتضررين من الزلزال شمال غربيّ سورية، مقدّمة من مركز "الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" السعودي، وتضم 22 شاحنة إلى المنطقة من معبر باب الحمام الذي يصل إقليم هاتاي جنوبيّ تركيا بمنطقة عفرين.

من جهته، قال مدير قطاع الإغاثة والتنمية الدولية بجمعية الهلال الأحمر القطري محمد صلاح، إنهم يسعون، من خلال شراكتهم مع صندوق قطر للتنمية وجمعيات أخرى، للمساهمة في إعادة الإعمار بمناطق الزلزال في تركيا. وأكد ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتخفيف من آثار الزلزال الذي وقع في تركيا والشمال السوري حتى تعود الحياة إلى طبيعتها. وأشار إلى أن "إعادة الإعمار هي الأساس بعد استقرار الأوضاع، سواء في الشمال السوري أو تركيا، وسنسعى مع كل شركائنا لتكون لنا مساهمة حقيقية تخفف حجم الكارثة".
إلى ذلك، دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة في تركيا، ألفارو رودريغيز، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لتركيا، مع الأخذ بالاعتبار استضافتها بسخاء ملايين اللاجئين السوريين. وزار رودريغيز مخيماً لمتضرري الزلزال في كهرمان مرعش، حيث تلقى إحاطة من المسؤولين هناك حول أوضاع المتضررين. وأعرب عن حزنه العميق لمصرع الكثيرين جراء الزلزال، متقدماً بالتعازي للشعب التركي. وأفاد بأن الشعب والحكومة التركيين والمجتمع الدولي قدموا كل أشكال الدعم اللازم لمناطق الزلزال منذ وقوعه. ولفت إلى استقبال تركيا للاجئين السوريين، مضيفاً: "مع الأخذ بالاعتبار استضافتها اللاجئين بسخاء، ننتظر من المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لتركيا".
(العربي الجديد، الأناضول، أسوشييتد برس)

المساهمون