تحسب أمني مع ترقب ملايين المهاجرين انتهاء المادة 42 للعبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
11 مايو 2023
آلاف المهاجرين ينتظرون 11 مايو للدخول "بحرية" إلى أميركا: إليك السبب
+ الخط -

ينتظر الملايين من المهاجرين الفقراء من المكسيك تحديداً، اليوم الخميس، الحادي عشر من مايو/ أيار الحالي، للعبور إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد نهاية العمل رسمياً بقانون يُعرف باسم المادة 42.

ويختص القانون بسياسة استخدمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وسمحت للحكومة حينها بإبعاد أعداد كبيرة من المهاجرين عند وصولهم إلى الحدود كجزء من إجراءات مواجهة جائحة كورونا، ومع اقتراب سياسة العصر الوبائي المستخدمة لمنع المهاجرين على الحدود الجنوبية من نهايتها، تستعد السلطات الأميركية لاستقبال طوفان جديد من المهاجرين.

وقد بدأت السلطات فعلياً الاستعداد لمواجهة تدفق الملايين من المهاجرين، خاصة أنه خلال الأسبوع الماضي تم رصد وصول الآلاف من المهاجرين على الحدود بهدف العبور، وهو ما دفع السلطات إلى إرسال 1500 جندي في الخدمة الفعلية إلى الحدود.

طوفان من المهاجرين

يسعى سنوياً الملايين من المهاجرين من دول أميركا الجنوبية، وتحديداً المكسيك للعبور إلى الولايات المتحدة، بحسب بيانات صادرة عن السلطات الأميركية، فقد عبر في العام 2019، نحو 5.3 ملايين من أصل 11 مليون مهاجر غير مصرح بهم (48%) من المكسيك إلى الولايات المتحدة.

يعبر آلاف المهاجرين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني هرباً من العنف والفقر المدقع، فيما يخوضون الرحلة الخطيرة على أمل أن يتمكنوا من البقاء بمجرد عبورهم إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من المشقة التي يتكبدها المهاجر، إلا أن حياته في الولايات المتحدة لن تكون بأفضل حال، خاصة مع سلسلة من القوانين، التي قوضت بشكل كبير آليات الهجرة، ومن ضمنها المادة 42.

  • ما هي المادة 42؟

المادة 42 هي قسم من قانون خدمات الصحة العامة لعام 1944 الذي يسمح للحكومة بوقف دخول الأشخاص والواردات، من أجل منع إدخال مرض معدٍ من خارج حدود الولايات المتحدة.

في مارس/ آذار 2020، سمحت إدارة ترامب باستخدام القاعدة بموجب حالة الطوارئ الوطنية للصحة العامة لطرد الأشخاص الذين عبروا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني بسرعة. واستمر العمل بالقانون خلال الفترة الماضية، حتى لفتت إدارة الرئيس بايدن إلى أنها ستنهي الحظر الخاص بجائحة فيروس كورونا في 11 مايو/ أيار. وتوقعت وسائل الإعلام الأميركية، أن تواجه الحدود أزمة كبيرة خلال الفترة المقبلة.

  • ماذا سيحدث على الحدود بعد رفع الحظر بموجب المادة 42؟

يتوقع المسؤولون أنّ رفع المادة 42 قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد المهاجرين لأسباب عديدة، وهو ما رصده العديد من وسائل الإعلام الأميركية، أحد هذه الأسباب، بحسب "بوليتيكو"، أنّ الكثير من المهاجرين الذين أعيدوا إلى المكسيك بموجب هذه السياسة، يائسون ويفقدون صبرهم، ويحاولون العودة مجدداً. من جهة ثانية، تضغط منظمات إنسانية لإعادة فتح الحدود، خاصة وأنها رصدت انتهاكات بحق الكثير من المهاجرين نتيجة استخدام المادة 42.

فقد قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير سابق لها، إنها حددت أكثر من 13000 حادثة اختطاف أو تعذيب أو اغتصاب أو غير ذلك من الهجمات العنيفة على الأشخاص المحظورين أو المطرودين إلى المكسيك بموجب المادة 42.

إضافة إلى ذلك، وبحسب المسؤولين، هناك سبب آخر للزيادة المتوقعة في عمليات عبور المهاجرين، يتعلق بكمّ المعلومات المضللة من المهربين الذين يستغلون المهاجرين لتحقيق مكاسب مالية.

  • ما هي خطوات الإدارة المستقبلية؟

أصدرت وزارة الأمن الداخلي خطة من ست ركائز بعد حظر المادة 42، والتي تضمنت إنشاء مرافق إضافية على طول الحدود لمعالجة المهاجرين، وتعزيز النقل والاعتماد على عملية ترحيل سريعة تُعرف باسم "الترحيل المعجل"، بحسب ما ذكرته شبكة "سي أن أن" الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ لائحة جديدة من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع ستحظر إلى حد كبير المهاجرين الذين سافروا عبر بلدان أخرى في طريقهم إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك من التقدم بطلب للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة.

وفي حين أنّ هناك بعض الاستثناءات، فإنّ قاعدة اللجوء الجديدة ستنطبق بشكل عام على المهاجرين الذين يعبرون بشكل غير قانوني الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ولن تنطبق على الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم.

ومن المرجح مع انتهاء العمل بالمادة 42، لجوء المسؤولين إلى القوانين المعتادة للتعامل مع المعابر الحدودية غير القانونية، والتي تستغرق وقتاً أطول لدراسة ملف كل مهاجر من خلال العودة إلى المادة 8 المتعلقة بما يُعرَف "قانون الهجرة العادي" الذي يسمح للمهاجرين بالتقدم بطلب للحصول على مسارات قانونية لدخول الولايات المتحدة.

بيد أنّ هذه الإجراءات الطويلة ستؤدي إلى بقاء المهاجرين في مرافق الاحتجاز لفترة أطول، فبمجرد أن تصل هذه المرافق إلى أقصى طاقتها، سيعاني الناس من ظروف غير إنسانية عندما يتجمعون تحت الجسور والملاجئ الخارجية، ناهيك بالفوضى أمام المعابر، وهو ما قد يؤدي إلى حصول توترات بين المهاجرين والسلطات الأميركية، ما قد ينعكس على السياسة الداخلية للولايات المتحدة، في الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من ظروف اقتصادية حرجة.

وكانت القيود الحدودية على المادة 42 مثيرة للجدل، فمنذ اللحظة التي أعلنت عنها إدارة ترامب تطبيقها، جادل المدافعون عن حقوق المهاجرين بأنّ المسؤولين يستخدمون الصحة العامة كذريعة لإبقاء أكبر عدد ممكن من المهاجرين خارج البلاد، كما انتقد خبراء الصحة العامة السياسة لأنها غير "إنسانية". وفي العام الماضي، وصف قاضٍ فيدرالي السياسة بأنها "تعسفية ومتقلبة".

ذات صلة

الصورة
الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز تضرب عن الطعام أمام البيت الأبيض تضامناً مع غزة، واشنطن 6 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تواصل الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز إضرابها عن الطعام من أجل غزة، حيث تقف لبضع ساعات يومياً أمام البيت الأبيض وهي تحمل صور أطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة.
الصورة
الرصيف البحري الذي أقامه الجيش الأميركي على ساحل غزة (Getty)

مجتمع

قال مسؤول أممي لرويترز، أمس الاثنين، إن الأمم المتحدة لم تتسلّم أي مساعدات من الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة خلال اليومين الماضيين
الصورة
بن غفير لا يتواني عن التنكيل بالأسرى الفلسطينيين (Getty)

سياسة

تتفاوت ردود الفعل الإسرائيلية على تهديد بايدن عدم إرسال شحنات قنابل وقذائف إلى إسرائيل إذا وسّعت عمليتها في رفح، بين من يلوم حكومة نتنياهو ومن يتحدى واشنطن
الصورة
أعلام فلسطين في اعتصام طلاب جامعة كولومبيا (ستيفاني كيث/Getty)

مجتمع

تقود مجموعة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية بالتعاون مع مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام".
المساهمون