تجاوزات في أولويات التلقيح تستنفر المجتمع المدني في تونس

01 ابريل 2021
وزير الصحة نفى وجود أي محاباة في عملية التلقيح (Getty)
+ الخط -

تبدأ منظمات مدنية تونسية نشر مراقبين في مراكز التلقيح من أجل رصد الاختلالات الحاصلة في عملية التطعيم ضد كورونا، وذلك تزامناً مع تصاعد الشكاوى والتبليغات عن عدم احترام الأولويات، وشبهات محاباة في تطعيم أشخاص غير مدرجين ضمن الفئات الأولوية.

وقال عضو منظمة "أنا يقظ" أحمد البدوي إن المنظمة تبدأ يوم 2 أبريل/ نيسان في نشر ملاحظين من المتطوعين لمراقبة عمليات التلقيح في المراكز الـ25 المفتوحة حالياً، مشيراً إلى أن المنظمة تلقّت على المنصة الإلكترونية 34 تبليغاً حول تجاوزات تجري في مراكز التلقيح.

وأكد البدوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أغلب التبليغات التي وردت على منصة المنظمة تتعلّق بعدم احترام الأولويات، وإعطاء جرعات تلقيح لغير مستحقيها، معتبراً أن نشر ملاحظين ميدانيين في مراكز التطعيم سيساعد على كشف حقيقة هذه التجاوزات، ورصد كل الاختلالات التي تشوب الحملة.

وكشف تونسيون على شبكات التواصل الاجتماعي عن تجاوزات حصلت معهم أو مع ذويهم، مطالبين بمزيد الشفافية في ترتيب الأولويات، وتمكين الفئات الأكثر احتياجاً لجرعات اللقاح من حقها في التطعيم.

ناشط مدني: أغلب التبليغات التي وردت على منصة المنظمة تتعلّق بعدم احترام الأولويات، وإعطاء جرعات تلقيح لغير مستحقيها

كذلك، نشر عضو البرلمان ياسين العياري سلسلة تدوينات على صفحته الخاصة على "فيسبوك" كشف فيها بالأسماء أشخاصاً حصلوا على جرعات التلقيح رغم عدم تسجيلهم ضمن الفئات ذات الأولوية.

واعتبر العياري أن ما وصفه بـ"فضيحة التلاقيح ستكون أكبر فضيحة في العشر سنوات الأخيرة"، وأضاف أن الفساد في منظومة التلقيح بدأ بـ500 جرعة تلقيح تلقتها مؤسسة رئاسة الجمهورية حصل عليها المقربون من القصر وشخصيات نافذة، لتليها فضائح أخرى، وفق قوله، تمثلت في تلقي أشخاص غير مسجلين لجرعات التطعيم.

وتوعّد عضو البرلمان بمقاضاة كل المتورطين في شبهات فساد توزيع اللقاحات أو التغاضي عنه، معتبراً أن "الطبقية المغلفة بالفساد وصلت لنخر صحة التونسيين إلى درجة أصبح السكوت عنها مشاركة في الجريمة"، ووعد بفرض الوضوح والشفافية والعدالة.

لكن وزير الصحة فوزي المهدي نفى وجود أي محاباة في عملية التلقيح، مؤكداً وجود جملة من الأخطاء، أهمها عدم التثبت من هوية الملقحين عند توجههم لمراكز التلقيح.

وعبّر مهدي عن انفتاح الوزارة على كل الملاحظات، مطالباً كل الجهات بمدها بالاختلالات المرصودة للتفاعل معها، وقيام مسؤولين في الوزارة بزيارات ميدانية تفقدية لكامل مراكز التلقيح المنتشرة في كل محافظات البلاد.

وقبل أيام، أقال وزير الصحة مسؤولة عن الدائرة الصحية بمحافظة منوبة دون ذكر سبب الإقالة، غير أن مصادر قالت لـ"العربي الجديد" إن المسؤولة سهّلت لأشخاص الحصول على جرعات التطعيم دون احترام للأولويات.

المساهمون