انتقادات لقرار الحكومة الأردنية بدء التوقيت الصيفي نهاية فبراير

23 فبراير 2022
يخلق التغيير الحالي الإرباك، وخاصة للطلاب (Getty)
+ الخط -

قوبل قرار الحكومة الأردنية، بدء العمل بالتوقيت الصيفي نهاية شهر فبراير/ شباط الجاري، بالعديد من الانتقادات، خاصة أنه جاء قبل شهر من الموعد المعتاد سنوياً.  

ويبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في الأردن، يوم الجمعة المقبل، بعد أن قرّر مجلس الوزراء تعديله، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ببدء العمل به اعتباراً من منتصف ليلة آخر يوم من شهر فبراير/شباط من كل عام، بدلاً من ليلة آخر يوم من شهر مارس/آذار، فيما أبقى المجلس على بدء العمل بالتوقيت الشتوي اعتباراً من آخر يوم جمعة من شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وسيستمر العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام ما يقارب 8 أشهر، أي حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي ظلّ تعديل التوقيت الصيفي، قرّرت وزارة التربية والتعليم، بدء الحصة الأولى في المدارس ذات الفترة الواحدة في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً خلال الفترة الزمنية من 27 فبراير/شباط الحالي وحتى الحادي والثلاثين من مارس/آذار المقبل، وذلك بتأخيرها نصف ساعة، وبدء الحصة الأولى في الفترة الصباحية في المدارس ذات الفترتين، الساعة الثامنة والنصف صباحاً، والساعة الواحدة والنصف ظهراً للفترة الثانية، على أن يكون زمن الحصة الصفية في الفترة المسائية 35 دقيقة.

وتعليقاً على ذلك، يقول المواطن محمود سعيد لـ"العربي الجديد"، إنّ بدء التوقيت الصيفي نهاية فبراير/شباط غير مناسب، فهذا فصل الشتاء، والشمس تشرق متأخرة، وهو يفرض على جميع الموظفين البدء بتجهيز أنفسهم مبكراً جداً للذهاب إلى العمل. وتساءل: "هل أستطيع أن أترك أبنائي دون إيصالهم إلى المدرسة في هذا الوقت؟ وبالمقابل، أنا كموظف هل أستطيع أن أصل إلى عملي في وقته المحدد الذي يتعارض مع وقت دوام أبنائي؟". 

ويضيف: "ما زال فصل الشتاء مستمراً، وفي الصباحات الباردة من الممكن تشكل الصقيع والجليد، وهذا التوقيت يسبب مخاطر على السلامة العامة، إنّ الحكومة تخاطر بالمواطنين بهذا التوقيت". 

بدورها تبيّن مريم هاشم (موظفة) لـ"العربي الجديد"، أنّ تغيير التوقيت في مثل هذا الموعد من العام مزعج جداً، ويحتاج الإنسان إلى التأقلم معه من جديد، فهو غير مناسب للموظفين والطلاب. 

وتضيف: "الضغوطات بسبب هذا التوقيت ستكون أكبر على الأمهات العاملات اللواتي يحتجن ساعات طويلة لتجهيز الأبناء للمدارس في الصباح، والقيام ببعض الأعمال المنزلية، ومن ثم تجهيز أنفسهن للذهاب إلى العمل مع شروق الشمس في الساعة السابعة صباحاً".

وكان النائب محمد عقيل الشطناوي، قد تبنّى مذكرة نيابية، وجّهها إلى رئيس المجلس المحامي عبد الكريم الدغمي، مطالباً الحكومة بالعدول عن قرار بدء العمل بالتوقيت الصيفي. 

وخاطب بالمذكرة رئيس الوزراء، وطالبه بإعادة النظر في قرار تقديم العمل بالتوقيت الصيفي وإبقائه في موعده المعتاد في نهاية شهر مارس/آذار من كل عام، وذلك لعدم ملاءمته لجميع فئات المجتمع وصعوبة تطبيقه، سواء من ناحية دوام الموظفين، أو من ناحية توفير الطاقة بجميع استخداماتها. 

وتقول أستاذة علم النفس التربوي، الدكتورة خولة القدومي، لـ"العربي الجديد" إنه لا أحد يعلم فائدة القرار، مشددة على أهمية إقناع الناس بتقبله والتعامل معه، وخاصة في الجانب النفسي. وترى أن تقلبات الطقس في فصل الشتاء تؤثر، وكذلك تغيير التوقيت ينعكس على نفسياتهم عندما يكون في موعد مختلف عمّا اعتادوه.  

وتطالب بتغيير التوقيت إلى نهاية مارس/آذار، مضيفة: "إن تغيير التوقيت في هذا الموعد من فصل الشتاء له تأثير كبير، وخاصة في عامة السكان الذين لا يملكون سيارات ويحتاجون وقتاً مضاعفاً لإيصال أبنائهم إلى المدارس، سواء على الأقدام أو من خلال المواصلات العامة، وهذا يعني أن عليهم النهوض من النوم قبل ساعة ونصف من شروق الشمس، وخروج الأطفال في الظلام فيه مخاطر. 

وتحتفظ الذاكرة الأردنية، حتى الآن، بقضية مقتل طالبة جامعية قبل سنوات في الصباح الباكر بمحافظة الزرقاء وسط البلاد، حيث عُثر على جثتها داخل إحدى الحافلات العمومية شرق عمان العاصمة، وقد تعرضت للطعن في مناطق متفرقة من جسدها، فيما كانت في طريقها إلى جامعتها. 

وتوضح  القدومي أنّ التوقيت في الموعد السنوي المحدد لا مشكلة فيه، فيما سيخلق التغيير الحالي الإرباك، وخاصة للطلاب الذين عادوا إلى المدارس قبل أسبوع.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الاجتماعي حسام عايش لـ"العربي الجديد"، إن هذا القرار غير مدروس، أو ربما محاولة لجعل الناس يتجهزون لقدوم شهر رمضان، وأيّاً كان، فإنه في اعتقادي يهدف إلى خلق حالة من الجدل وإشغال الناس بقضايا ثانوية.  

وتابع: "تعديل التوقيت في مثل هذه الفترة لن يكون له أي أثر اقتصادي، فقيمته تقترب من الصفر، حتى على مستوى الكهرباء، لأن ما سيُوفَّر نهاراً سيُستهلَك ليلاً، وخصوصاً أن درجات الحرارة في شهر مارس/آذار منخفضة، أي أن عامل التوفير لا قيمة له، إلا إذا كانت الحكومة  تراهن على الإنفاق مع ساعات أكثر بعد انتهاء العمل، وربما التحضير لشراء حاجيات رمضان. 

المساهمون