- الحصار يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، ويحرم النازحين من أي منفذ آخر للحصول على الضروريات بسبب إغلاق الحدود مع الأردن.
- المجلس المحلي بالمخيم يناشد المنظمات لتقديم الدعم، مشيرًا إلى استخدام الحصار كوسيلة ضغط لإجبار النازحين على العودة إلى مناطق سيطرة النظام وحلفائه.
تواصل قوات النظام السوري بدعم من المليشيات الإيرانية والروسية قطع طريق التهريب الذي تدخل من خلاله المواد الغذائية والخضروات إلى مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ 55 كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، لليوم السابع على التوالي.
وقال أبو يوسف، وهو نازح من منطقة القريتين يقطن في مخيم الركبان وفضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ إدخال سيارات المواد الغذائية من سكر وأرز وزيوت وغيرها من المواد بالإضافة إلى الطحين والخضروات وبعض الأدوية توقف منذ أسبوع عن مخيم الركبان، وذلك بعد إغلاق قوات النظام السوري بدعم من المليشيات الإيرانية والروسية طريق التهريب الوحيد المؤدي إلى المخيم بساتر ترابي.
وأكد أبو يوسف أنّ سيارات المواد الغذائية كانت تدخل إلى المخيم بشكلٍ شبه يومي مع فرض إتاوات على تلك البضائع ما يزيد سعرها، ولكن "كنا مجبرين على شراء تلك المواد والخضروات بسبب عدم وجود منفذ آخر للمخيم، لاسيما أنّ الحدود مع الأردن مغلقة بشكلٍ كامل من جهة مخيم الركبان ومنطقة الـ 55 كم".
وأوضح أبو يوسف أنّ إغلاق الطريق يأتي في ظل الضغط الروسي - الإيراني على الأهالي للعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري ونقل مخيم الركبان إلى مناطق سيطرته، لاسيما أن هذا الضغط جاء عقب إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية كانت تحاول استهداف قاعدة التنف ضمن منطقة الـ 55 كم، بالإضافة إلى التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران وخاصة في سورية، ومحاولة إيران الضغط على القوات الأميركية من خلال قطع الطرقات عن المخيم الذي يضم مئات العوائل الفقيرة.
من جانبه، يقول محمد الحمصي، أحد أعضاء المجلس المحلي في مخيم الركبان، في حديث لـ "العربي الجديد" إن "المتنفس الوحيد هو عبر طريق حاجز المثلث الذي يوجد فيه النظام والروس ومليشيات إيرانية"، موضحاً أن "المخيم منذ نشأته يواجه حصاراً مطبقاً من قبلهم ولكن يتم دفع الإتاوات لحاجز النظام ليتم إدخال البضائع بكميات قليلة جداً على شكل تهريب".
وبيّن الحمصي أنه "منذ أسبوع لم يدخل شيء للمخيم؛ لا حليب أطفال ولا دواء ولا طحين ولا خضار ولا حتى أي نوع من المواد، ويتم إبلاغ السائقين الذين يرتادون المنطقة في بعض الأحيان بأن الطريق أغلق بسبب عدم دفع إتاوات أكثر، ونحن نريد من أهالي المخيم أن يعودوا إلى منازلهم"، مُشيراً إلى أن "هذا الأمر يُعتبر وسيلة للضغط على المدنيين للعودة إلى مناطق سيطرة النظام وحلفائه".
ولفت الحمصي إلى أنه "يتم استغلال الوضع حيث إن العالم منشغل بالحرب الإسرائيلية على غزة، فاستغل الروس والنظام والمليشيات هذا الأمر لكي يضغطوا على المدنيين الذين قرروا عدم العودة والبقاء في منطقة صحراوية ظروفها صعبة جداً".
ولفت الحمصي إلى أنّ "النساء والأطفال والشيوخ وضعهم مزرٍ للغاية، وأثّر الحصار عليهم بشكل كبير وهم من دفعوا الثمن الأكبر، لا يوجد حليب أطفال بشكل نهائي، لا يوجد نشاط للمنظمات الإنسانية ولو حتى المنظمات غير الحكومية"، مبيناً أن "الأهالي يلجؤون إلى استخدام مشتقات الحيوانات كبديل للأطعمة التي فُقدت من السوق".
كما أكد الحمصي أن "الأسعار باتت مرتفعة جداً والسلع قليلة جداً في السوق بشكل ملحوظ"، مناشداً "المنظمات الحكومية دعم المخيم وأن يكون ذلك الدعم مقدماً عبر دولة الأردن الشقيقة فهي الملاذ الأخير للمخيم".