النظام السوري يستهدف على نازحي مخيم الركبان بسلاح التجويع

24 ابريل 2024
نازحو مخيم الركبان في البادية السورية عام 2017 (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نازحو مخيم الركبان في البادية السورية يعانون من عزلة إجبارية وحصار مفروض من قبل النظام السوري، مما أدى إلى قطع طريق التهريب الحيوي للمخيم وتفاقم أزمة الغذاء.
- رغم الحصار، يستمر عمل الفرن في المخيم بفضل تزويد جيش سورية الحرة بالطحين، فيما تتزايد المخاوف من استمرار الحصار وتأثيره على الوضع الإنساني للنازحين.
- النظام السوري والمليشيات الإيرانية يستخدمان الحصار كأسلوب لإجبار النازحين على العودة، في ظل توقف المساعدات الأممية منذ 2019 وتشديد الحصار، مما يزيد من معاناة سكان المخيم.

منذ سنوات يعيش نازحو مخيم الركبان في البادية السورية في عزلة إجبارية فُرضت عليهم، ويكسر هذه العزلة فقط ما يمكن أن يدخل المخيم من طعام عبر طرق التهريب أو من خلال المنظمات الإنسانية. وفي إطار ممارسات التجويع التي أصبحت منهجاً للنظام السوري في سبيل الانتقام من سكان المخيم، قطعت قوات النظام منذ عشرة أيام طريق التهريب إلى المخيم، وهو الشريان الحيوي الوحيد للنازحين هناك.

وبعد أيام من توقف الطريق، فقدت المخزونات الخضراء والمواد التموينية الأساسية، بالإضافة إلى لحوم الدجاج التي كانت تدخل المخيم. ومع ذلك، فإن الأمر الإيجابي بالنسبة لفاطمة، التي تبلغ من العمر أربعين عامًا وتقيم في المخيم، هو استمرار عمل الفرن. وقالت: "ربما الفرن ما زال يعمل لأن الطحين لا يأتي من مناطق النظام، رحمة من الله هذا الأمر. ندير الأمور حالياً بالمتاح من الأرز والمواد الأساسية الأخرى".

وما يخيف فاطمة هو استمرار قطع الطريق، إذ أضافت: "كل مرة يحدث هذا الأمر، ليس مفاجئاً، فالشخص الذي يقطع الطريق لئيم من الأصل ويحاول قتلنا، سواء بالقصف في الماضي أو بالتجويع الآن، لا شيء مستغرباً". وفي محاولة للتخفيف من أزمة الحصار، يتولى جيش سورية الحرة تزويد الفرن في المخيم حالياً بالطحين، الأمر الذي يخفف بعض الضغط عن النازحين في ظل الحصار المفروض.

ويعتقد حمود عبد الله من سكان المخيم أن ما يحدث الآن هو محاولة من النظام السوري والمليشيات الإيرانية للضغط على نازحي المخيم وإجبارهم على العودة إلى مناطق سيطرتهم. وقال لـ"العربي الجديد": "قوات النظام تمنع، لليوم العاشر، دخول الشاحنات من الطريق التجاري الذي يصل المخيم مع مناطق سيطرة النظام السوري". وأشار إلى أن هذا الطريق هو الوحيد الذي يمكن من خلاله دخول المواد الغذائية إلى المخيم، مضيفاً: "في الوقت الحالي، معظم المحلات التجارية هناك فارغة والمواد الغذائية مفقودة، والمواد المتبقية مباعة بأضعاف ثمنها".

ويرى عبد الله أنّ "قوات النظام تستخدم هذا الأسلوب لإخضاع الناس في المخيم وإجبارهم على المغادرة وتسوية وضعهم". وقال: "هذا الأمر شهدناه في عدة مدن وبلدات سورية سابقاً"، مشيراً إلى أن هذه السياسات تكررت أيضاً في المخيم عندما بلغ عدد النازحين ذروته، حيث وصل إلى أكثر من 60 ألف نازح، وأكد أن المساعدات الإنسانية الأممية توقفت منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2019، مما يجعل الوضع أكثر تفاقماً لسكان المخيم.

محمد الحمصي، أحد أعضاء المجلس المحلي في مخيم الركبان، أوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أن "المتنفس الوحيد هو عبر طريق حاجز المثلث الذي يتمركز فيه النظام السوري والقوات الروسية ومليشيات إيرانية". وأضاف أن "المخيم منذ نشأته يواجه حصاراً مطبقاً من قبل هذه الجهات، لكن يتم دفع الإتاوات لحاجز النظام ليتم إدخال البضائع بكميات قليلة جداً على شكل تهريب".

يشار إلى أن عزلة سكان المخيم بدأت منذ عام 2016 بعد إغلاق الأردن حدوده أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وازدادت العزلة مع توقف المساعدات الأممية للنازحين في عام 2019، وتشديد الحصار على النازحين في المخيم من قبل النظام السوري والقوات الروسية بعد ذلك.

المساهمون