القصف يجبر 1800 عائلة على النزوح من مخيمات الشمال السوري

11 أكتوبر 2022
لا يتحمل النازحون السوريون نزوحاً جديداً (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

يتكرر نزوح مئات السوريين القاطنين في مخيمات النزوح بمناطق شمال البلاد؛ في ظل ظروف عدة تجبر سكان المخيمات على النزوح مجدداً، أبرزها القصف الذي طاول المنطقة خلال الأسبوعين الأخيرين.
يقيم محمد الخالد في مخيمات كفركلبيت بريف إدلب الشمالي (شمال غرب)، بعد أن نزح من بلدته كفرسجنة في الريف الجنوبي، وتسيطر على المنطقة حالياً قوات النظام السوري بعد حملة عسكرية واسعة لتهجير السكان. 
يفكر الخالد بالنزوح عن المخيم بعد أن تعرض للقصف مؤخراً، ما يذكره بالمأساة التي هجرته عن منزله، ويقول لـ"العربي الجديد: "لا يوجد منطقة آمنة؛ ونفذت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على مخيمات المنطقة، واخترقت الشظايا الخيام، وحالة الهلع لا تزال قائمة لدى سكان المخيم، ولا توجد أي حماية للنازحين، سواء من يقطنون المخيمات، أو من يسكنون منازل المناطق الشمالية بمحافظة إدلب". 
ويضيف: "عندما نفذت الطائرات الحربية الروسية الغارات على المخيم، شعرت للوهلة الأولى أنني في منزلي الذي تعرض للقصف في عام 2019. نحن على حافة الموت، سواء القاطنين في المخيمات أو غيرهم، والخطر يلاحق كل من يعارض النظام، حتى إن كان يعيش في غرفة على الشريط الحدودي. العديد من العوائل نزحت من المخيم بعد الغارات الجوية، والبعض عادوا إلى خيامهم بعد يوم أو يومين من الغارات، وآخرون لم يعودوا نتيجة حالة الرعب التي عاشوها". 
وشهدت مخيمات النازحين الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية في مناطق الشمال الغربي حركة نزوح كبيرة في الآونة الأخيرة نتيجة الاستهدافات المتكررة من قبل الطائرات الحربية الروسية والاستهدافات المدفعية والصاروخية من قبل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وتزامن ذلك مع استمرار معاناة النازحين بسبب ضعف الاستجابة الإنسانية من المنظمات المحلية والدولية. 
ويؤكد مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، أن نحو 1800 عائلة نازحة إلى مخيمات ريفي حلب وإدلب اضطرت إلى النزوح مجدداً بسبب القصف، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "العائلات نزحت من مخيمات كفر لوسين وكلبيت وبابسقا في ريف إدلب الشمالي، ومخيمات جبل الترندة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ومنطقة مخيمات بابسقا تضم نحو 4000 عائلة، ومخيمات كفر لوسين تضم نحو 11 ألف عائلة،  ومخيمات جبل الترندة تضم نحو 450 عائلة، والأخيرة شهدت أكبر حركة نزوح، لا سيما من مخيم (كويت الرحمة) الذي شهد مؤخراً تصعيداً كثيفاً من قبل قوات قسد". 
يعيش علي جمال، في مخيم "كويت الرحمة" قرب بلدة عفرين بريف حلب، وهو يبحث عن مكان لمغادرة المخيم إليه، لكن ما يؤخره هو غلاء إيجارات المنازل في القرى والبلدات المحيطة. يقول لـ"العربي الجديد": "الكثير من قاطني المخيم نزحوا، والبقية خائفون، ومنهم من أرسل أولاده إلى أقاربهم في المناطق المحيطة، وأغلبنا ينتظر إيجاد مسكن، أو مخيم جديد لينتقل إليه. إذ لا نعرف متى تسقط قذيفة أو صاروخ، ونعيش حالة رعب متواصلة". 
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في بيانٍ، السبت الماضي، إن "مخيمات النازحين سجلت حركة نزوح جديدة نتيجة الاستهدافات المتكررة، فضلاً عن انتشار الشائعات حول استهداف مخيمات ريفي حلب وإدلب"، لافتاً إلى أن "مصاعب جديدة ترافق النازحين المقيمين في المخيمات، تضاف إلى المصاعب التي تواجههم نتيجة نقص الاستجابة الإنسانية، أو المكوث في العراء لسنوات". 

 ويشير الفريق إلى أن "هناك عوامل عديدة أدت إلى حركة النزوح الجديدة من مخيمات النازحين، أبرزها استهداف عدد من المخيمات بغارات جوية روسية في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتضم المنطقة أكثر من 15 مخيما، وكلها كانت في محيط الاستهداف، كما شهدت مخيمات بابسقا حركة نزوح نتيجة شائعات حول استهدافها من قبل الطيران الحربي الروسي، والمنطقة تضم تسعة مخيمات".

وأضاف البيان أن "مخيمات جبل الترندة بريف مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة (غصن الزيتون)، تم استهدافها أربع مرات منذ مطلع العام الحالي، من قبل قوات (قسد)، وكان آخرها الجمعة الماضي، ومنطقة الاستهداف تضم ثلاثة مخيمات، وشهدت حركة نزوح للأهالي". 
وطالب فريق "منسقو استجابة سورية" بوقف عمليات الاعتداء المتكررة على النازحين والمدنيين بشكل فوري، ووقف الاستهداف الممنهج للمناطق السكنية بشكل عام، والمناطق التي تضم المخيمات بشكل خاص، محذراً القوات الروسية من توسيع مناطق القصف الجوي بالقرب من المخيمات كونها تصنف ضمن جرائم الحرب، كما ذكر الفريق جميع الأطراف الدولية الفاعلة بالتركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من كافة الاعتداءات، لا سيما وأن المنطقة ليس لها القدرة على استيعاب حركة نزوح جديدة. 

المساهمون