الأسير الفلسطيني فاروق الخطيب حقّق أمنيته برؤية شقيقه المعتقل إدارياً ثمّ استشهد
- تم الإفراج عن شقيقه قسام قبل وفاته بخمسة أيام، مما مكّن فاروق من تحقيق أمنيته برؤية شقيقه قبل أن يستشهد، في لحظات مؤثرة تعكس معاناة الأسرى.
- جنازة فاروق الخطيب تحولت إلى مظاهرة ضد جرائم الاحتلال، حيث شيعه أهالي بلدته أبو شخيدم ولُف جثمانه براية حركة حماس، في تأكيد على الروح النضالية والتضامن الفلسطيني.
تمكّن الأسير الفلسطيني المحرّر من سجون الاحتلال فاروق الخطيب من تحقيق أمنيته برؤية شقيقه حسام المعتقل إدارياً قبل أن يستشهد، علماً أنّه كان يبلغ من العمر 30 عاماً وهو من بلدة أبو شخيدم شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وقد شيّع أهالي بلدة أبو شخيدم جثمان فاروق إلى مثواه الأخير، هو الذي أُعلن عن استشهاده فجر اليوم الاثنين في المستشفى الاستشاري العربي بمدينة رام الله بعد صراع مع المرض. وقد أصيب فاروق بالسرطان في المعتقل، وارتُكبت بحقه جريمة الإهمال الطبي، بحسب ما أفادت الجهات المعنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين.
وانطلق موكب جنازة الشهيد فاروق الخطيب من المستشفى صوب منزله في مسقط رأسه أبو شخيدم، ثمّ إلى مسجد البلدة لأداء صلاة الجنازة عليه عقب صلاة العصر مباشرة. وبعدها انطلقت الجنازة نحو المقبرة لمواراته الثرى، وقد لُفّ جثمانه براية حركة حماس، فيما علت هتافات المشاركين المندّدة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وكذلك التكبيرات.
وفيما كان الأطباء يترقّبون وفاة فاروق الخطيب، أفرجت سلطات الاحتلال عن شقيقه قسام قبل خمسة أيام، فرآه واستشهد، وبذلك استجاب الله لتمنّيه، بحسب عائلته. ويقول قسام لـ"العربي الجديد" على هامش تشييع شقيقه: "لم أعلم بمرضه إلا في شهر إبريل/ نيسان الماضي، إذ لم ألتقِ به في السجن. وكانت تلك المرّة الأولى. ففي كلّ اعتقال، كنت ألتقي به"، مشيراً إلى أنّ الأخير كان اعتقاله الخامس. ويؤكد أنّ محاميه أعلمه، في زيارة الشهر الماضي، بأنّ الاحتلال أفرج عن شقيقه بسبب المرض.
ولا يخفي قسام أنّه فوجئ بالتغيير الذي طاول جسد فاروق، مع الإشارة إلى أنّ الأخير عانى مع المرض. وينقل قسام عن أطباء شقيقه أنّهم أخبروه بـ"أمر غريب حصل"، فالأوكسجين انقطع عن فاروق مرّات عدّة لكنّه كان يعود ليتنفّس في كلّ مرّة، كأنّه كان ينتظر رؤية قسام. وهو لطالما أصرّ على أنّه سوف يرى قسام قبل استشهاده، سواء في الحديث إلى عائلته أو إلى رفاقه في الأسر.
من جهته، يقول حسام الخطيب، شقيق فاروق وقسام، لـ"العربي الجديد"، إنّ مرض فاروق وصل إلى رئتَه، الأمر الذي أدخله في غيبوبة ليل الأحد الاثنين، ليستشهد بعد ذلك بساعتَين. بالنسبة إلى حسام، فإنّ "ما حصل مع فاروق جريمة، إذ إنّه دخل بكامل صحته إلى المعتقل، وكان عريساً جديداً، ليخرج منه بصورة مختلفة". يضيف حسام أنّ فاروق "تعرّض للضرب على معدته" في المعتقل، وهو "ما أدّى إلى نزيف داخلي، وراح وزنه يتراجع كثيراً. أمّا اكتشاف السرطان لديه فأتى في الأيام الأخيرة من سجنه، من دون أن يتلقّى علاجاً حقيقياً".
يُذكر أنّ نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين أفادا في بيان، اليوم الاثنين، بأنّ فاروق الخطيب استشهد بسبب الجريمة الطبيّة التي ارتكبتها إدارة سجون الاحتلال بحقّه قبل الإفراج عنه في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2023.