تحذيرات من تصفية الأسير مروان البرغوثي عقب الاعتداء عليه وإصابته

28 أكتوبر 2024
صورة لمروان البرغوثي على جدار الفصل العنصري، 12 مايو 2010 (فرانس برس)
+ الخط -

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض القيادي في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية الأسير مروان البرغوثي لحملة تحريض واستهداف، كان آخرها الشهر الماضي، إذ تعرض لهجوم وحشي برفقة 13 من قيادات الأسرى في معتقل مجدو، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد في الأذن اليمنى وجروح وآلام متعددة في أنحاء جسده، فيما تصاعدت التحذيرات من المساس بالبرغوثي ومحاولة تصفيته واغتياله في داخل سجنه.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد" إن "محامي الهيئة تمكن يوم أمس الأحد، من زيارة الأسير مروان البرغوثي بعد أشهر طويلة من منع إدارة السجن من زيارته، حيث علم منه بشكل مباشر أنه تم الاعتداء عليه و13 من قيادات الأسرى في عزل معتقل مجدو الشهر الماضي". وأضاف فارس: "بحسب ما وصلنا من المحامي إلياس صبّاغ، فإن قوة خاصة مقنعة هاجمت في التاسع من الشهر الماضي، قسم العزل في معتقل مجدو وكان في القسم 13 معتقلاً واعتدوا عليهم بالضرب المبرّح جميعاً، وتم استهداف البرغوثي بشكل أكبر، وضربه بشراسة على الجزء العلوي من جسده ما تسبب بتعرضه لنزيف في الأذن لأنه تم ضربه على الوجه والأذنين والصدر".

وتابع فارس: "طيلة الفترة الماضية كان المحامي يطلب زيارته ويتم رفض الطلب، وعندما تماثل للشفاء وصار وضعه الصحي أفضل واختفت آثار الضرب تم السماح للمحامي بزيارته يوم أمس الأحد، بسبب سياسة العزل ومنع المحامين من الزيارات". وفق المعلومات المتوفرة، فإن 13 معتقلاً كانوا برفقة البرغوثي هم قيادات من كل التنظيمات وكانوا موجودين في عدة زنازين في سجن مجدو شمالي إسرائيل، وهم: قصي مرعي، وعلي أبو بكر، وأيمن الشرباتي، وحمدي قرعان، وراجي سلمان، وسامر العرابيد، وأشرف الصغير، وزيد بسيس، ويوسف المبحوح، وعبد الله سيف، ووسيم سعيد.

وبحسب ما أكدته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، فإنه "استناداً إلى المعلومات التي تمكّن المحامي من نقلها -في ظروف صعبة ومعقدة وبعد محاولات عديدة لزيارته على مدار الفترة الماضية-، فإن عملية الضرب تركزت على الرأس والأذنين، والأضلاع، والأطراف، مما أدى إلى حدوث نزيف في الأذن اليمنى، وجرح بذراعه الأيمن، وأوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده خاصة الأضلاع، والصدر، والظهر، وتفاقم أثر الجرح لاحقاً بخروج القيح منه، وبإصابته بالتهابات حادة في الأذن، وصعوبة في الحركة، وذلك جرّاء تعمد إدارة السجن بتركه من دون علاج".

وأشارت الهيئة والنادي إلى أنّ "الأسير البرغوثي تعرض لعملية تحريض ممنهجة، وذلك في سياق عمليات التّحريض المستمرة من حكومة المستوطنين على قتل الأسرى، والتي اتخذت منحىً غير مسبوق تمثل بالتسابق والتفاخر بنشر مقاطع مصوّرة لعمليات تعذيب الأسرى في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية".

والأسير البرغوثي معتقل منذ عام 2002، وهو محكوم بالسّجن المؤبد خمس مرات و40 عاماً، ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تعرض لعدة عمليات نقل وعزل متكررة، وصولاً إلى نقله إلى عزل سجن مجدو حيث يقبع اليوم. وعلى مدار السنوات الماضية، تصاعد اسم مروان البرغوثي وظهر تفوقه حال ترشحه للرئاسة الفلسطينية أمام الرئيس محمود عباس، وفق استطلاعات الرأي.

في الأثناء، طالبت الحملة الوطنية لإطلاق سراح البرغوثي في بيان لها، المؤسسات والمنظمات الدولية بالقيام بواجبها في حماية البرغوثي والأسرى والأسيرات وفقاً لما تفرضه القوانين الدولية. وشددت الحملة على أن "إرادة الأسرى لن تُكسر فهي تستمد صلابتها من إرادة الشعب الفلسطيني، وأن حريتهم هي جزء من حرية الشعب الفلسطيني وما يتعرضون له من اعتداءات وجرائم هي امتداد للحرب الوحشية الانتقامية على شعبهم وأمتهم".

وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح أكدت، في بيان لها أمس، أن "ما تعرض ويتعرض له القائد مروان البرغوثي ما هو إلا محاولة لتصفيته بقرار من حكومة احتلالية متطرفة لا تحمل في أجندتها سوى قتل الفلسطيني أينما كان". وحذرت من أن "المس بحياة البرغوثي وبقية القادة الأسرى والحركة الأسيرة برمتها إنما سينقل المواجهة مع الاحتلال إلى مرحلة متصاعدة من التوتر والانفجار، خاصة مع كثافة القتل والتقتيل الذي تمارسه حكومة الاحتلال".

ودعت اللجنة المركزية لحركة فتح، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومحكمة العدل الدولية، والمؤسسات الحقوقية ذات العلاقة، إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة البرغوثي وجميع الأسرى والأسيرات، مطالبة الصليب الأحمر وممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالضغط لزيارة البرغوثي ورفاقه الأسرى.

وفي الصدد، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير المنظومة الحقوقية الدولية، بوقف حالة العجز المرعبة التي تلف دورها أمام جرائم حرب الإبادة، والجرائم التي تنفّذ بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب. واعتبرت الهيئة والنادي أنّ "عمليات القمع الوحشية التي طاولت الأسرى كافة منذ بدء حرب الإبادة، ومن بينهم رموز وقيادات الحركة الأسيرة، لا تحمل إلا تفسيراً واحداً يتمثل باتخاذ الاحتلال قراراً واضحاً بمحاولة اغتيالهم، ولا سيما مع استمرار تكرار الاعتداءات بحقّهم، وكان من بينهم الأسير البرغوثي الذي تعرض لاعتداءين سابقين".

المساهمون