أظهرت كاميرا "العربي الجديد"، خلال جولتها، السبت في مدينة درنة، استمرار مشاركة المتطوعين في عمليات انتشال الجثث من داخل منازل ومباني أحياء مدينة درنة، شمال شرقي ليبيا، التي نكبتها سيول وفيضانات العاصفة "دانيال".
ويتواصل تراكم مخلفات السيول في أحياء درنة، حيث لم تتمكن الفرق الحكومية من فتح مسارات لتسهيل السير، ما يجبر عشرات المواطنين على السير مسافات طويلة بين الأحياء الشرقية والغربية.
ويقسم مجرى وادي درنة المدينة إلى ضفتين، شرقية وغربية، تربطهما خمسة جسور اقتلعتها السيول بشكل كامل، وفصلت أحياء ضفتي المدينة عن بعضها.
ورغم وصول عدد من المسؤولين والقادة الليبيين إلى مدينة درنة لزيارتها عدة مرات، من بينهم رئيس حكومة مجلس النواب أسامة حماد، وعدد من وزراء حكومته، وتصريحاتهم المتوالية، خلال أكثر من مؤتمر صحافي من داخل المدينة، للتأكيد على تكامل وصول فرق الإنقاذ والإسعاف والطوارئ، بالإضافة لشركة الأشغال العامة لتنظيف الأحياء الأكثر تضررا وفتح مسارات التنقل فيها، فإن طاهر عفان، أحد النشطاء والمتطوعين ضمن فرق الإغاثات الإنسانية، يؤكد أن المسارات لم تفتح بعد، وحتى سيارات الإسعاف التي تنقل الناجين والجثث لا تزال تتنقل وسط مسارات تغطيها الأتربة وبقايا مخلفات السيول.
وحول أعمال الفرق الحكومية، أوضح عفان لـ"العربي الجديد" أن أشغالها تقتصر على الأحياء الأقل تضررا، مثل "حي المغار، والجبيلة وامبخ وشيخا وباب طبرق، أما أحياء وسط المدينة فلا توجد فيها إلا الفرق العسكرية وفرق الإنقاذ الدولي برفقة المئات من المتطوعين الذين يقدمون المساعدة في نقل الجثث إلى السيارات، سواء الخاصة أو سيارات الإسعاف".
وزار اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدينة، أمس الجمعة، برفقة أرتال من السيارات العسكرية، فيما اصطف العشرات من العسكريين وعمال النظافة في مدخل المدينة لاستقباله، ولاحقا رافق نجله صدام، الذي توجد فرقته العسكرية بكثافة في المدينة، في جولة على متن هليكوبتر عسكرية في سماء المدينة.
وظهر اليوم، وصل المبعوث الأممي الى ليبيا عبد الله باتيلي برفقة فريق من موظفي البعثة الأممية لزيارة المدينة، ولقاء مسؤولي حكومة مجلس النواب، وسلطات بلدية مدينة درنة.