وصل عدد الآبار التي حُفرت في محافظة ديالى شرقي العراق، الحدودية مع إيران، لتعويض شحّ المياه التي تأتي من الجانب الإيراني إلى 8 آلاف بئر، بحسب مسؤول محلي. وأضاف أنّ تكلفة حفر هذا العدد من الآبار وصلت إلى مليار دينار عراقي (ما يعادل نحو 670 ألف دولار أميركي).
وقطعت إيران عدداً من مياه الأنهار القادمة إلى العراق والتي تصبّ في نهر دجلة وغيّرت مجرى أنهار أخرى، ما دفع بوزارة الموارد المائية العراقية للتلويح بتقديم شكوى دولية تجاه الخطوة الإيرانية.
وقال رئيس "هيئة حفر الآبار" في محافظة ديالى، باسم خلف مسعود، إنّ الهيئة بدأت بحفر الآبار في جميع مدن المحافظة من أجل معالجة شحّ المياه، وتوفير المياه الخام للمناطق المتأثرة بالشحّ والجفاف، موضحاً في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع" أنّ ذلك تمّ بتوجيه من وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، وهيئة المياه الجوفية التابعة للوزارة.
وتابع: "قمنا بحفر 124 بئراً وتأهيل 26، ومجموع الآبار المنجزة كان 150 فقط في العام 2021".
وتابع: "بحفر هذه الآبار أصبحت لدينا في محافظة ديالى ثمانية آلاف بئر، جميعها مجازة وتوفّر المياه الخام، فضلاً عن ألف بئر حُفرت سابقاً للمنفعة العامة"، مشيراً إلى أنّ "كل تكاليف البئر تتحمّلها الدولة حسب توجيهات الوزارة، حيث صُرف لحدّ الآن على هذه الآبار ما يقارب المليار دينار".
ولفت رئيس "هيئة حفر الآبار" في ديالى إلى أنّ "هناك آباراً غير مجازة سابقاً كانت تُردم وتصادر طواقمها؛ أي محركاتها، لكن بسبب الشحّ قمنا بدعوة أصحابها لتسجيلها وإعطائهم إجازة وفق رسم قيمته 300 ألف دينار (نحو 200 دولار)".
وقال مسؤول في وزارة الموارد المائية العراقية إنّ حفر الآبار لا يمثل حلاً نهائياً لأزمة شحّ المياه في ديالى، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أنّ الوزارة تجري منذ أشهر اتصالات حثيثة مع إيران لمنح العراق حصته من الإطلاقات المائية.
ولفت إلى أنّ الوزارة تبذل جهوداً كبيرة للتنسيق مع إيران، وتركيا لتوزيع الحصص المائية وفقاً للاتفاقيات التي تنظم حقوق المياه بين الدول المتشاطئة.
وأشار المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، علي راضي، الثلاثاء، إلى "وجود محادثات مستمرة مع الجانب الإيراني للتباحث حول الإطلاقات المائية والأنهر المشتركة"، لافتاً إلى أنّ "وفداً عراقياً كان ينوي زيارة طهران، إلا أنّ ذلك لم يتم بسبب تزامن موعد الزيارة مع الانتخابات الإيرانية".
والشهر الماضي، لوّح العراق باللجوء إلى المحافل الدولية للحصول على حقوقه المائية من إيران حسب المواثيق الدولية.
وقال وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني: "لا يمكن أن تبقى الأمور بدون اتفاق بشأن الإطلاقات المائية مع الدول المتشاطئة"، لافتاً إلى أنّ "الأزمة ستتفاقم في محافظة ديالى إذا استمرت إيران بقطع المياه عن أنهر سيروان والكارون والكرخة".
ويواجه العراق خطر جفاف هو الأول من نوعه منذ عقود، بسبب تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات إثر مشاريع السدود التركية الأخيرة، وقطع إيران عدة روافد وأنهار كانت ترفد نهر دجلة والأهوار العراقية بالمياه.