الروس يترقبون انتهاء وباء كورونا

12 فبراير 2021
أمزجة الروس إزاء الوباء تغيّرت (صفاء قره جان/ الأناضول)
+ الخط -

 

مع توسّع حملة التحصين من فيروس كورونا وتزايد المناعة الجماعية ورفع جزء كبير من القيود المفروضة على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، يترقّب الروس نهاية وشيكة للوباء الذي ألقى بظلاله على كلّ نواحي الحياة في البلاد منذ عام كامل تقريباً. وأظهر استطلاع للرأي أعدّه مصرف "رايفايزن" ونشرت وكالة "تاس" الروسية نتائجه في وقت سابق من فبراير/ شباط الجاري، أنّ 49 في المائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يعتزمون تلقّي اللقاح ضد كوفيد-19 في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة فيما تلقّّاه بالفعل اثنان في المائة.

وبيّن الاستطلاع كذلك أنّ الروس بمعظمهم يفكّرون في السفر بمجرّد إلغاء الإجراءات التقييدية المتعلقة بالجائحة، وقد أشار 59 في المائة إلى عزمهم على التوجّه إلى البحر، فيما فضّل سبعة في المائة سياحة المدن وسبعة في المائة سياحة الجبال أو المناطق الطبيعية، وثمانية في المائة زيارة أقاربهم في المناطق الريفية.

وأظهر استطلاع آخر للرأي أعدّه موقع "فزغلياد - إنفو"، أنّ 33 في المائة من المشاركين يتوقعون تغيّر وضع فيروس كورونا بحلول الصيف المقبل، في مقابل 39 في المائة تقريباً رجّحوا استمرار الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العام الجاري، فيما رأى 28 في المائة أنّ الأمر يعتمد على حملة التحصين.

وفي هذا الإطار، يشير كبير الباحثين في معهد علم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية أندريه أندرييف، إلى أنّ ثمّة تحسناً ملحوظاً لأمزجة الروس وموقفهم من التحصين وسط تراجع المخاوف. ويقول أندرييف في حديث لـ"العربي الجديد": "يمكن رصد تحسن لأمزجة الناس وارتفاع عدد من يعتزمون تلقّي اللقاح من نسبة ضئيلة جداً إلى نحو نصف السكان، كما أنّ الذين يتلقونه بمعظمهم يتحمّلونه بلا أعرض جانبية شديدة، وأنا نفسي حصلت على اللقاح بالإضافة إلى ولدَيّ. ومع ذلك، تمّ نصحي بالبقاء بالمنزل لمدّة أسبوعين أو ثلاثة، وهي الفترة اللازمة لتكوّن المناعة".

كوفيد-19
التحديثات الحية

ومن اللافت أن تزايد تفاؤل الروس تزامن مع تجاوز إجمالي عدد الإصابات في البلاد منذ بدء الجائحة عتبة الأربعة ملايين مع نحو 78 ألف وفاة، في حين تماثل أكثر من 3.5 ملايين شخص للشفاء. وهو ما يعني أنّ أكثر من اثنَين في المائة من إجمالي عدد سكان روسيا البالغ نحو 146 مليون نسمة قد أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا منه، وفق بيانات موقع "ستوب كورونا فيروس" الحكومي الروسي. وبحسب أرقام هيئة الإحصاء الروسية "روس ستات"، فإنّ نسبة الوفيات ارتفعت في عام 2020 بنسبة 18 في المائة أو بمقدار نحو 324 ألف وفاة، نحو نصفهم من المصابين بكورونا. وأرجعت "روس ستات" تباين بياناتها مع البيانات الحكومية إلى اختلاف منهجية التقدير.

ويعلّق أندرييف على تصادف زيادة التفاؤل مع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، قائلاً إنّ "من يتعافى من المرض تتكوّن لديه مناعة وأجسام مضادة، ولهذا الأمر في الواقع مفعول التحصين نفسه، وبذلك تتكوّن المناعة الجماعية". وحول المزاج العام السائد بين الروس، يوضح أنّ "مخاوف الناس تراجعت إلى حدّ كبير. صحيح أنّه لا يمكن القول بأنّهم في حالة من البهجة، لكنّ قدراً من الثقة في المستقبل تشكّل وازدادت الآمال بتحسّن الوضع. كذلك فإنّ الدولة صارت تتعامل مع الوضع بهدوء وبشكل عملي". 

وتختلف إجراءات مواجهة كورونا من إقليم إلى آخر، فقد أعلنت جمهوريتا أودمورتيا والشيشان عن إلغاء نظام إلزامية الكمامات، ناصحتَين في الوقت نفسه من يُصنّفون في إطار مجموعات الخطر بمواصلة وضعها. وفي العاصمة موسكو، بدأت المتاحف والمسارح بالاستعداد لعام بلا قيود كورونا، أملاً في زيادة إيراداتها. وأظهرت خطط للنشاط المالي الاقتصادي نشرتها صحيفة "إر بي كا" أنّ المنشآت الثقافية تعتزم استعادة إيراداتها بعد تراجع حاد سُجّل في العام الماضي. كذلك ألغيت القيود على عمل المطاعم والحانات في ساعات الليل، فيما عاد تلاميذ المدارس إلى نظام الدراسة حضورياً في يناير/ كانون الثاني الماضي وطلاب معظم الجامعات في فبراير/ شباط الجاري.

قضايا وناس
التحديثات الحية

إلى جانب ذلك، تواصل روسيا الاستئناف التدريجي لحركة الطيران مع مزيد من الدول، وقد شمل ذلك في خلال الفترة الماضية الرحلات إلى اليونان وسنغافورة وأذربيجان وأرمينيا وكازاخستان وغيرها من الدول، فيما حركة الطيران مع بريطانيا ما زالت معلّقة بسبب السلالة الجديدة لفيروس كورونا.

تجدر الإشارة إلى أنّ المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، كان قد توقع أن المناعة الجماعية الكافية، أي لدى 60 في المائة من سكان العالم، سوف تتشكّل بحلول منتصف الصيف المقبل، الأمر الذي من شأنه أن يتيح العودة إلى الحياة الطبيعية بلا كمامات بحلول أغسطس/ آب المقبل.

المساهمون