كتبت الصحافية بيكي دايموند تجربتها مع طفلها مارتي، الذي بات شديد التعلق بالأجهزة اللوحية، في موقع "سايكولوجي توداي". تجربة تنطبق على العديد من الأمهات والآباء، الذين فرض عليهم وباء كورونا التعامل مع عادات جديدة، منها قضاء أطفالهم ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية. وفي ما يأتي بعض مما كتبته: "في اليوم الذي سبق العودة إلى المدرسة، لعب ابني على الجهاز اللوحي نصف ساعة وأراد المزيد. قلت له لا، إذ كان عليه أن يستعد للتعلّم عن بعد. وأردت الحد من الوقت أمام الشاشة قبل أن يقضي يومه أمام شاشة مختلفة. أمسكت بالجهاز، فانتزعه وراح يركض، وتشاجرنا مثل طفلين.
صرخت: أعطني إياه!. فردّ: أنا في حاجة إليه أكثر. استسلمت ثم وبخت نفسي، إذ يجب أن أقوم بعمل أفضل للحد من وقت الشاشة لدى مارتي. لكن بدلاً من التوصل إلى حلّ واقعي، وافقت على عشرين دقيقة إضافية. ثم ندمت وشعرت بالغضب". وبحسب دراسة نُشرت في مجلة "JAMA Pediatrics" الطبية الأميركية، فقد ضاعف الأطفال من وقت استخدامهم للشاشة في أثناء الوباء، وباتوا يقضون نحو ثماني ساعات يومياً أمام الشاشة. وتقول دايموند: "عندما أرى مارتي يستخدم الجهاز اللوحي، أفكر في كل شيء يمكن أن يفعله. وأسأله: هل تقرأ كتاباً أم نلعب في الحديقة؟. فيرد: لا. أريد الاسترخاء ومشاهدة أفلام الكرتون ولعب روبلوكس مع أصدقائي".
وتقول إيدين أودونيل، المتخصصة في علم نفس الأطفال والأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة "هارفارد"، إن الأهل يكافحون لفهم هذا العالم الجديد حيث الشيء الوحيد المؤكد أننا لا نعرف ما سيأتي به الغد، مشيرة إلى أن "عدم اليقين يخلق قلقاً". تتابع: "هناك القليل مما يمكننا التنبؤ به. عندما نشعر بأننا نفقد السيطرة، فإن الدفاع الطبيعي هو محاولة استعادة السيطرة. إنها محاولتنا للسيطرة على قلقنا".
وتوضح: "في وقت تنطوي الشاشات على بعض المخاطر، لا يتعلّق الأمر بمقدار الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات بل ما يفعله". وهنا تسأل: "هل يلعب الأهل مع أطفالهم؟ وهل يلعب الأطفال مع أصدقائهم؟".
مع الوقت، تقول دايموند: "بدأت وجهة نظري تتغير، وباتت اختياراتي مختلفة وصرت أقل خوفاً في حياتي اليومية. كما أن تعلم قبول الواقع يمكّنني من إنشاء واقع جديد. وضعت مع زوجي وابني جدولاً يتضمن وقتاً للشاشة (ساعتان يومياً ووقت أطول في عطلة نهاية الأسبوع). وبعد العشاء، نختار ألعاباً عائلية. كذلك فإن مارتي يقرأ أكثر. وذات يوم، طلبت اللعب معه على الجهاز اللوحي، على الرغم من أنني أدرك عدم استمتاعي بالأمر. فردّ مبتسماً: هذه لعبة زوبا!".