البرلمان التونسي يسائل وزير الصحة حول تأخر توفير لقاحات كورونا

17 فبراير 2021
انتقد نوّاب لجنة الصحة بالبرلمان بشدّة تأخّر وصول لقاحات كورونا (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

حوّل البرلمانيون التونسيون، جلسة لجنة الصحة بالبرلمان المخصّصة لمناقشة قانون جديد لتحديد المسؤولية المدنية الناتجة عن استخدام اللقاحات والأدوية المضادة لفيروس كورونا وتعويض الأضرار الناتجة عنه، إلى مساءلة لوزير الصحة، فوزي المهدي، حول تأخّر توفير اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وأقرّ مكتب البرلمان، أمس الثلاثاء، عرض مشروع القانون الخاص بتحديد المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناجمة عن الفيروس المسبّب لوباء كورونا، على لجنة الصحة، مع استعجال النظر فيه لتشرع اللجنة بالاستماع إلى وزير الصحة واللجنة العلمية حول أسباب تقديم هذا المشروع.
وانتقد نوّاب لجنة الصحة بالبرلمان بشدّة، الأربعاء، تأخّر وصول اللقاحات المضادّة لوباء كورونا إلى تونس مقارنة بدول الجوار التي شرعت في تلقيح مواطنيها.
وتساءل النوّاب حول موقع تونس اليوم من العالم، بعد أن تلقى ما يقارب 170 مليون شخص حول العالم هذا اللقاح، في وقت مازالت فيه وزارة الصحة التونسية غير متأكدة من موعد حصولها على الجرعات الأولى المعلن عنها، بعد أن أُعلن سابقاً أنّ منتصف شهر فبراير/شباط الحالي، سيُخصّص لتلقيح الصفوف الأولى من الأطباء والمهن ذات الأولوية، في مجابهة الوباء.
واستنكر النواب ما وصفوه بتخاذل السلطات وأداء الوزير في مجابهة الوباء وضعف الدبلوماسية التونسية، ما جعلها في ذيل الدول التي ستحصل على اللقاحات.
كما تساءل برلمانيون عن الأعراض الجانبية المحتملة لبعض اللقاحات التي قرّرت الدولة الحصول عليها، والمعايير التي اعتمدتها تونس في اقتناء هذه اللقاحات وجدية التعاطي والتثبّت من مدى مطابقتها لمعياري السلامة والنجاعة، لاسيما في ظلّ رصد آثار جانبية لبعض اللقاحات لدى تلقيح عدد من المتطوّعين حول العالم.
وأكّد وزير الصحة في إجابته على النواب، أنّه "لا يوجد أيّ تأخير في توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا"، مضيفاً أنّ عملية التلقيح ستنطلق في أواخر شهر فبراير/شباط الحالي وبداية شهر مارس/ آذار على أقصى تقدير. وشدّد على أنّ برنامج "كوفاكس"، "أكّد في مراسلة رسمية أنه سيوفّر اللقاحات لتونس بحلول منتصف الشهر الحالي".
وأضاف الوزير أنّ "اللجنة العلمية باشرت منذ شهر يوليو/حزيران 2020 اتصالاتها مع المخابر المعنية وقامت حال التثبّت من النتائج الناجعة للقاح "فايزر"، باقتناء مليوني جرعة منه".
وأكّد فوزي المهدي، "تسجيل استقرار في الوضع الوبائي في تونس". وأضاف أنّ نسبة الفحوص الإيجابية في تراجع مستمرّ، حيث قُدرت نسبتها بـ17% يوم أمس، بالإضافة إلى تراجع عدد الحالات المقيمة في المستشفيات".

وقال رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ وباء كورونا ومدير معهد باستور بتونس، الهاشمي الوزير، إنّ "تونس اعتمدت على 3 معايير في دراسة ملفات اللقاحات، وهي الجودة والسلامة والنجاعة". وأكّد أنّ "اللجنة العلمية تقوم بدراسة نتائج النشريات العلمية للمراحل الثلاث للتجارب السريرية للتلقيح بمختلف أنواع اللقاحات، وتعمل بالاستناد إلى هذه النتائج وباعتماد المعايير الثلاثة المذكورة، على منح تراخيص الترويج في الأسواق التونسية، للقاحات التي ثبتت نجاعتها".
وأضاف أنّ "تونس تحرص على التواصل الدائم مع الأطراف والهياكل الصحية المعنية باللقاحات بالخارج، من أجل التثبت من فعالية منتوج عدد من المخابر". واعتبر أنّ "عمليات التقييم والمراقبة التي تقوم بها اللجنة من أجل التثبت من نجاعة وسلامة وجودة اللقاحات أخّرت نوعاً ما عملية اقتنائها".
وأضاف قائلاً إنّ "التمشي الذي اتخذته تونس في اقتناء اللقاحات هو تمش سليم، يستند إلى مسائل علمية مصادق عليها وتضمن المعايير اللازمة".

اللقاحات ستصل في مارس

من جانبها أكّدت مديرة رعاية الصحة الأساسية وعضو لجنة اللقاحات، أحلام قزارة، أنّ "الدفعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ستصل إلى تونس في شهر مارس/آذار المقبل". وأضافت أنّ "تسجيل تأخير في موعد توفّر هذه اللقاحات في تونس، بعد أن كان مبرمجاً حسب الرزنامة الأولية للسداسي الأول من سنة 2021، في منتصف شهر فبراير/شباط الجاري".
وأضافت قزارة، خلال مداخلتها بالبرلمان، أنّ "تونس ستتلقى خلال شهر مارس الدفعة الأولى المكوّنة من 93 ألفاً و600 جرعة من لقاح مخابر "فايزر" عن طريق مبادرة "كوفاكس"، والتي ستمكّن من تلقيح 46800 شخص من مهنيي الصحة، إضافة إلى 100 ألف جرعة عن طريق شراء خاص من مخابر "فايزر"، وما بين 200 و150 ألف جرعة من لقاح "استرازينيكا "، ضمن مبادرة "كوفاكس"".
وتابعت بأنّ تونس "ستحصل على مليوني جرعة من اللقاح عن طريق الشراء المباشر، لتلقيح  مليون شخص، إضافة إلى 4,3 ملايين جرعة عن طريق مبادرة "كوفاكس"، و2,4 مليون جرعة عن طريق المبادرة الأفريقية".
وأكّدت أيضاً أنّ "تونس تواصل حالياً المناقشات للقيام بالشراء المباشر لكميات أخرى من اللقاحات بهدف بلوغ 8.8 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ليستفيد منها 5 ملايين شخص في تونس خلال سنة 2021".

المساهمون