"انتقاضة الثلج"... الاحتلال يُنغصّ فرحة المقدسيين بالثلوج وسط إصابات واعتقالات

27 يناير 2022
لم تكتمل فرحة الشبان المقدسيين بالزائر الأبيض (Getty)
+ الخط -

تحوّلت فرحة الفلسطينيين في القدس، إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة وأحيائها، لتصبح وكأنها "انتفاضة ثلج" استخدم فيها الشبان الحجارة المُغطاة بالثلج في استهدافهم لجنود الاحتلال ومركباتهم والقطار الخفيف لدى مروره في بلدة شعفاط شمال القدس.

ودفعت هذه المواجهات قوات الاحتلال إلى تعزيز تواجدها وانتشارها في البلدة القديمة من القدس ومحيطها وفي الأحياء والبلدات، خاصة في بلدة الطور وجبل المكبر والعيسوية.

لم تكتمل فرحة الشبان المقدسيين في محيط البلدة القديمة من القدس وفي بلدات العيسوية؛ الطور، وشعفاط؛ ووادي الجوز الليلة الماضية، وانقلبت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت بكثافة على جموع كبيرة من الشبان فأصيب عدد منهم بالرصاص المطاطي، في حين اعتقل منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم 25 مقدسيّاً من أنحاء متفرقة من مدينة القدس المحتلة، بينهم شاب مصاب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط قبل اعتقاله، وآخر اعتقل من ساحات المسجد الأقصى المبارك، وفق ما أكدته مصادر لـ"العربي الجديد".

وكان الحدث الأبرز في هذه المواجهات، رفع شبان مقدسيين علم فلسطين فوق بوابة دمشق أو ما يطلق عليه سور القدس القديمة، وهتفوا بشعارات وطنية وتكبيرات قبل أن تتدخل قوات الاحتلال الخاصة بأعداد كبيرة وتقوم بالاعتداء على الشبان بالضرب وإطلاق قنابل الصوت على المواطنين الذين اشتبكوا معهم بإلقاء الحجارة المغطاة بالثلج على جنود الاحتلال.

في حين هاجم شبان القطار الخفيف المار من وسط بلدة شعفاط شمالي القدس المحتلة؛ بالحجارة وكرات الثلج، ما أدى إلى إلحاق أضرار طفيفة بإحدى القاطرات.

أسر دون مأوى

بيد أن تأثير العاصفة الثلجية التي ضربت مدينة القدس، كان أكثر إيلاماً على العائلات التي فقدت مساكنها مؤخراً في عمليات الهدم التي استهدفتها ومنها عائلات الصالحية وكرامة وقرش، إذ لا تزال هذه العائلات التي يربو عدد أفرادها على ثلاثين نسمة موزعين على أقاربهم في بيت حنينا وشعفاط والدور وسط مطالبات من هيئات محلية وناشطين للسلطة الفلسطينية بشراء مساكن بديلة لهذه العائلات التي عبّر أصحابها عن استيائهم من ضعف استجابة السلطة الفلسطينية لهذه المطالب والاكتفاء بتقديم الدعم المعنوي لها.

في المسجد الأقصى المبارك، كانت فرحة المقدسيين غير عادية حينما اكتست قباب المسجد ومصلياته حلّة بيضاء، الليلة الماضية، لكن سرعان ما تجددت اقتحامات المستوطنين لساحاته وفرضت قوات الاحتلال قيودا على دخول الشبان المقدسيين خاصة خلال ساعات الفجر.

اكتست قباب المسجد ومصلياته حلة بيضاء (Getty)

ورغم تلك الإجراءات، فإن الشبان المقدسيين احتفوا لاحقاً داخل ساحات المسجد بتقاذف كرات الثلج وتصميم تماثيل من بينها تماثيل لصواريخ المقاومة الفلسطينية تعبيراً عن دعمهم لها.

في الضفة الغربية، كانت مشاهد الفرحة بالزائر الأبيض عارمة، وخرج الفلسطينيون للهو بالثلج، خاصة في مناطق رام الله وبيت لحم والخليل، واستمر ذلك حتى وقت متأخر من الليل، ثم تجدد لهوهم وفرحهم بالثلج منذ الصباح الباكر.

ولم يسلم بعض العاملين في غرف الطوارئ لمواجهة الثلوج، إذ اعتدت قوات الاحتلال، على الناشط الإعلامي حمد طقاطقة وهو أحد أفراد غرفة عمليات الطوارئ في بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة، بالضرب خلال تواجده على مدخل البلدة الغربي لإزالة تراكمات الثلوج، فيما أغلقت قوات الاحتلال الطريق الرئيسي للبلدة بالثلوج وأطلقت الرصاص الحي بالهواء.

الطواقم المختصة من الوزارات والدفاع المدني والأمن، شكلوا غرف عمليات مشتركة، لمواجهة تداعيات تأثير المنخفض الجوي الذي يسود في الأراضي الفلسطينية، فيما أكدت وزارة الأشغال العامة الفلسطينية في بيان صحافي، أنه تم فتح الطرق في الضفة الغربية خاصة تلك التي شهدت تراكمات للثلوج.

أما الدفاع المدني الفلسطيني، فقد أكد في بيان صحافي، أنّ طواقمه تعاملت حتى صباح اليوم، مع 400 مهمة، منها 385 إنقاذ و15 مهمة إطفاء، كان بينها حريق بمنزل في بلدة الظاهرية نتج عنه حالتا وفاة لشاب وطفلة.

المساهمون