الاحتلال يقتل الفلسطيني أحمد عبدو بدلاً من خاله: "ليس المستهدف"

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
25 مايو 2021
جنازة
+ الخط -

قبلت ابنها وحضنته، ثم قرأت سوراً قصيرةً من القرآن الكريم قرب جثمانه، ولم تزد عن بضع كلمات تترحم فيها عليه، من بينها أنها راضية عنه، كان ذلك وداع الأم الفلسطينية لابنها الشهيد أحمد جميل عبدو، قبل أن تنطلق جنازته من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، والذي قامت قوات خاصة من جيش الاحتلال بتصفيته في حي أم الشرايط المجاور للمخيم.
جلست أم الشهيد أمام المسجد في وسط مخيم الأمعري، منتظرة خروج الجنازة، ولم تفارقها صورته التي كانت تحتضنها.

في داخل منزل العائلة، اختلطت أصوت الزغاريد بالبكاء، وقال خاله محمد أبو عرب، لـ"العربي الجديد": "عملية قتل أحمد تمت بإنزاله من المركبة التي كان فيها، وإطلاق الرصاص عليه مباشرة بهدف القتل".
هي عملية تصفية ميدانية حسب ما تؤكد العائلة، والتي وردتها مكالمة من أحد ضباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، وقال أبو عرب: "ضابط المخابرات الوقح قال: نحن آسفون. الهدف لم يكن أحمد. يقصدون أنني كنت المستهدف. أتوا بهدف الوصول إلي، لم يجدوني بالمركبة، فأنزلوا الشهيد، وأطلقوا عليه رصاصتين. صفوه بدم بارد. اختاره الله شهيداً".
تمالكت شقيقة الشهيد، رزان عبدو، نفسها وقالت لـ"العربي الجديد": "كل حلم أحمد كان أن يتم زواجه، وأن ينجب طفلاً، لكنه الآن في عرس آخر. لم يكمل بناء بيته بعد، لكن الآن له بيت في الجنة".
وحول ظروف استشهاده وسماعها بالتفاصيل، تقول رزان: "لا أحد يستطيع تحمل سماع هكذا خبر. لكن الله أفرغ على قلوبنا الصبر. صدمنا أن دمه تصفى بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار غدراً، ماذا يريدون من شاب مثله؟ وماذا يريدون من غيره من الشباب؟ نحن نريد العيش بسلام".
خرجت الجنازة إلى شوارع مخيم الأمعري، وبقيت الأسئلة في ذهن خاله الذي يتوقع أنه المقصود من عملية الاقتحام، فقد استشهد ابن أخته بدلاً منه كما يعتقد، لكنه استشهد، وقد كانت تلك أمنيته.

الصورة
أم الشهيد الفلسطيني أحمد عبدو تحتضن صورته (العربي الجديد)
أم الشهيد الفلسطيني أحمد عبدو تحتضن صورته (العربي الجديد)

وترسخ عملية القتل لدى أهالي المخيم أن الهدف من الاقتحام كان عملية اغتيال وقتل؛ فالاحتلال تأكد من هوية الشهيد بعد قتله، لا قبل تصفيته، كما يقول عدد من الأهالي.
كانت جنازة الشهيد حاشدة، وشهدت هتافات عديدة، بعضها لتحية والدة وشقيقات الشهيد، وأخرى للوعد بمواصلة الكفاح، وهتافات تقول: "يلي بتحكي انقسام. فتح بتهتف للقسام"، و"حط السيف قبال السيف. إحنا نحب محمد ضيف".

ووري جثمان الشهيد الثرى في مقبرة الشهداء في مدينة البيرة، ويقول محمد حماد، وهو من سكان الأمعري، لـ"العربي الجديد": "كل عمليات القتل والغدر التي يقوم بها الاحتلال لن تجعلنا ننحني. نحن لاجئون،و كبارنا لم ينسوا، وصغارنا لن ينسوا".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون