عُقِد في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة الذي نظمته نقابة الأطباء الأردنيين والجمعية العربية - الأميركية، بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب، وشاركت فيه 60 منظمة وجمعية وهيئة ونقابة مهنية ومنظمة دولية من 25 بلداً.
وقال نقيب الأطباء الأردنيين، نائب رئيس اتحاد الأطباء العرب، زياد الزعبي، لـ"العربي الجديد": "سيبحث المؤتمر آليات جمع التبرعات وإعادة الإعمار، وستقدم لجنة من نقابة المهندسين الأردنيين تقريراً عن احتياجات القطاع تمهيداً لاتخاذ قرار في شأن إعادة إعمار غزة. والمؤتمر ليس لجمع تبرعات، بل لمناقشة حالة القطاع الصحي والمؤسسات الطبية والتعليمية الصحية في غزة، وتقديم تقرير ودراسات ميدانية وخطط لإعادة بناء وتشغيل القطاع الصحي في غزة".
تابع: "سيطالب المؤتمر المنظمات الدولية وكل دول العالم بالعمل لوقف الحرب والسماح بإيصال مساعدات، وإنهاء الحصار اللاإنساني الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة". وأوضح أن "أطباء أردنيين قليلين وصلوا الى القطاع، لكن أكثر من 1000 تسجلّوا للتطوع للذهاب من أجل دعم الكوادر الطبية المنهك هناك".
وأكد وزير الصحة الأردني فراس الهواري، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر، أن "الأردن وقف منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وطالب بإيجاد الحلول السياسية في المنطقة، وحل عادل للقضية الفلسطينية".
وأشار الهواري إلى أن "العدوان الإسرائيلي خلّف ضحايا وجرحى وثكالى ومحرومين من حق العلاج نتيجة قصف المنشآت وتركها تعمل فوق طاقتها، واستهداف الكوادر الطبية، وقد عبّر الأردن عن موقفه المساند للأشقاء الفلسطينيين عبر إرسال مستشفيات ميدانية، وأيضاً مساعدات طبية وإنسانية، وتنفيذ إنزالات جوية مستمرة نقلت مستلزمات طبية إلى مستشفيات".
وأمل وزير الصحة الأردني في أن "يساهم المؤتمر في تنبيه دول العالم إلى أهمية دورها الإنساني تجاه غزة، وإعادة إعمار القطاع الصحي، وتحديد احتياجات القطاع الطبي في غزة ليتسنى توفير الدعم بناءً على الاحتياجات".
وأكد جواد العناني، عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر، أهمية إعادة إعمار القطاع الطبي في غزة بمشاركة الجهات والمنظمات الدولية. ولفت إلى أن "المستشفيات ومؤسسات القطاع الصحي في غزة خارج الخدمة بسبب الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي، وأوضاعها محزنة وكارثية".
بدوره، أكد مدير الجمعية العربية - الأميركية، عمر لطوف، استعداد الجمعية للمشاركة في دعم إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة الذي يعاني من نقص في الكوادر والمعدات والأجهزة والأدوية.
أما مديرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرقي المتوسط، حنان بلخي، فقالت في كلمة عبر الفيديو: "خطر المجاعة في غزة مرتفع، ويزداد يومياً في ظل استمرار القصف والوصول المحدود للمساعدات الإنسانية"، وأكدت أن المنظمة تواجه صعوبات كبيرة في دعم نظام الرعاية الصحية في غزة، وهي مستعدة لإرسال كوادر طبية تطلب توفير حماية لها، ما يستدعي وقف إطلاق النار.
وقال رئيس لجنة برنامج المؤتمر، الرئيس المشارك لمبادرة إعمار القطاع الصحي في غزة ممثل جمعية المستشفيات الخاصة، فوزي الحموري: "المؤتمر هو اللبنة الأولى لمبادرة إعادة الإعمار، وقد بدأت عملية تقييم أضرار القطاع الصحي في غزة بالتعاون مع نقابة المهندسين الأردنيين، واتحاد المهندسين العرب".
وأكد أن "حجم الدمار في القطاع الصحي بغزة كبير، إذ دمّر العدوان 30 من أصل 36 مستشفى، و53 مركزاً صحياً و122 سيارة إسعاف، ومركزين لعلاج مرضى السرطان".
وقال العميد سهل الحموري، من الخدمات الطبية الملكية: "قدمت المستشفيات الميدانية في غزة خدماتها لأكثر من 100 ألف مراجع، وأجرت نحو 19 ألف عملية جراحية، ووفرت أجهزة ومعدات طبية لازمة وأسرّة وحاضنات للخدج. وقد استفادت هذه المستشفيات من عمليات الإنزال الجوي التي نفذها سلاح الجو الملكي الأردني. أيضاً، ستستقبل الخدمات الطبية الملكية مرضى في مدينة الحسين الطبية لمعالجة حالات حروق، وصناعة أطراف اصطناعية".