الأردن: طوفان من المشاعر حيال أهل غزة

18 أكتوبر 2023
عدم للفلسطينيين من عمان (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

في الأردن، الجميع يؤيد المقاومة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي والإجرام الصهيوني. وفي حديث الأردنيين اليوم نبرة ألم وحزن بسبب جرائم الإبادة، فالأجساد في الأردن والقلوب والمشاعر في غزة تستشعر الظروف الصعبة التي يمر بها أخوة الدم.
وحول الأوضاع في غزة، يقول محمد العبادي وهو شاب ثلاثيني يعمل في القطاع الخاص، لـ "العربي الجديد": "العدوان والإجرام الصهيوني الذي يُمارس منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني هو المسؤول عن تصاعد العنف". ويؤكد حق الفلسطينيين في استعادة أرضهم ومقاومة سياسة الفصل العنصري والإبادة الجماعية ضدهم، داعياً المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته لوقف العدوان الغاشم على غزة، والذي يشكل خرقاً للمعاني الإنسانية والتعدي على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. 
يضيف أن الأردن هو السند الحقيقي والأول للشعب الفلسطيني، وتربطنا وحدة الدم والمصير. فالشعب الفلسطيني يخوض معارك الشرف والفداء دفاعاً عن حقوقه المشروعة لإقامة دولته على أرضه وأهل الأردن أهل قضية وليسوا فقط متعاطفين مع الشعب الفلسطيني.
ويطالب شعوب العالم الحر بالوقوف مع الأهل في غزة، منتقداً تخاذل الأنظمة العربية في دعم الفلسطينيين في القطاع والضفة. وفي السياق، تقول سلوى أحمد وهي معلمة ثلاثينية، لـ "العربي الجديد"، إن الشعب الأردني برمته مع القضية الفلسطينية العادلة ضد المحتل والمغتصب الذي يرتكب أبشع الجرائم بحقهم، وهي جرائم تفطر قلوب المواطنين قاطبة. تضيف أن "الصمود الفلسطيني وقدرة المقاومة على الثبات أوصلا الجميع إلى حد الخجل من نفسه بالمقارنة مع بطولاتهم، فقد استصغرنا أنفسنا وشعرنا بالعجز وعدم القدرة على تقديم أي شيء سوى التعبير بالكلمة".
وتوضح: "أشعر بالقهر في ظل اصطفاف الغرب المنافق مع دولة العدوان والاحتلال الإسرائيلي، ضد أصحاب الحق والأرض أي الشعب الفلسطيني. فما يحدث في غزة جريمة ابادة، والجميع يشاهد الإجرام على شاشات التلفزة لكن لا أحد يتحدث عن القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان التي هي فقط للإسرائيليين. وبسبب عنصريتهم، لا ينظرون إلى معاناة الفلسطينيين وأطفالهم ونسائهم.
تضيف: "للأسف، لدينا شعور بالعجز، وأشارك أحياناً في الفعاليات التضامنية مع غزة كالمسيرة التي شهدتها وسط العاصمة عمان يوم الجمعة الماضية في 13 أكتوبر. لكن هم بحاجة إلى أكثر من موقف معنوي".
من جهتها تقول، فاطمة عبيدات وهي أم أربعينية في حديثها لـ"العربي الجديد" ، نشعر بوجع غزة ونتألم معهم، فمشاهد الدمار والإجرام لا تغيب عنا ليل نهار، فما نشاهده من فيديوهات حول الإجرام الصهيوني يرافقنا، عندما نذهب إلى النوم ولا تغيب عنا هذه الصور.
وتوضح: "نشعر بالعجز والحزن، لكن مثل هذه الجرائم تكشف لنا ولأبنائنا وأطفالنا زيف الحديث عن السلام وحقوق الإنسان لدى الغرب الذي يدعم عصابة الإجرام الإسرائيلية". تضيف أن العرب والمسلمين أمة واحدة، لكن نحن في الأردن الأقرب إلى فلسطين ليس جغرافياً فقط بل تربطنا علاقة الدم والأخوة، وموقفنا المؤيد لفلسطين ومقاومتها ينبع من كوننا شعبا واحدا.

وترى أنه في مقابل الإجرام الصهيوني هناك بارقة أمل. فضربة المقاومة للكيان المحتل تشعرنا أن الخير في أمتنا وشعوبنا دائم، وأن المقاومة مستمرة حتى التحرير مهما كانت الظروف. ودفاع صاحب الحق عن حقه غير مرتبط بالإمكانات بل بإيمانه بقضيته، وهذا ما قامت به المقاومة في غفلة من دولة الاحتلال التي تملك أكبر ترسانة أسلحة وأقوى أجهزة استخباراتية في المنطقة".
وتختم: "لا نملك إلا الدعاء بأن يخفف الله معاناة الأهل في غزة وينصر المقاومة على دولة الاحتلال والطغيان وأن يجعل أبناءنا ملتصقين بقضايا أمتهم".
وفي السياق، يقول محمد القيسي وهو طالب جامعي في العشرين من العمر، لـ "العربي الجديد"، إن ما حدث في غزة وما قامت به المقاومة فخر للعرب والمسلمين، فالمقاومة كسرت صورة الجيش الذي لا يقهر، والعرب والفلسطينيون قادرون على توجيه ضربات مؤلمة لغطرسة الكيان الصهيوني. يضيف أن مشاهد القتل والتدمير في قطاع غزة مؤلمة، لكن هذا العدو لا يستجيب إلا للغة القوة فهو يحاصر القطاع منذ سنوات، وحول قطاع غزة إلى سجن كبير، فيما الدول العربية لم تستطع تخفيف حدة الحصار، والدول الغربية المنافقة لم تحركها إنسانيتها لفك الحصار.
يتابع: "في الحقيقة، اليوم مشاعرنا متناقضة ومختلطة، نحن فرحون بالمقاومة لكنا غاضبون بسبب جرائم الاحتلال التي لا تراعي أي قيم إنسانية فتقتل الأطفال والنساء وتقطع الكهرباء عن المستشفيات وتمنع وصول المياه إلى الناس، لكن التضحية دائما هي عنوان الكرامة".
بدوره، يقول محمد أبو شيخة وهو موظف أربعيني في القطاع الخاص، لـ "العربي الجديد": "منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى لقنت المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني درساً لن ينساه أبداً في طريق التحرير، تحرير الأرض والإنسان"، مضيفاً أن صواريخ المقاومة علمت الاحتلال بأن الثمن لاستمرار الاحتلال سيكون باهظاً. ويشير إلى أن ما تعرضت له غزة هو القتل والتمدير، وهذا هو نهج الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948، فمجازر الاحتلال الصهيوني بحق قطاع غزة وأهلها حلقة من مسلسل إجرامهم المستمر، وعودة إلى عهد هتلر النازي. لا تنام غزة في ظل استمرار القصف أمام نظر العالم ومسامعه. فها هو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد استلهم فكر هتلر النازي في القتل والحرق والذبح دون حسيب ولا رقيب".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويؤكد أن الوضع مؤلم بالنسبة لآلاف الشهداء من الأطفال والنساء الذين ما زالوا تحت أنقاض المنازل. عائلات أبيدت بأكملها و"ما زال العالم يتحدث باستحياء لوقف آلة القتل من الاحتلال، وصرخات الأمهات والآباء ما زالت تدوي في كل زقاق وكافة أركان وأحياء غزة التي لن تنحني إلا لله".
بدوره، يقول نبيل حمران وهو موظف حكومي في الأربعينيات مع العمر، لـ "العربي الجديد": "هناك طوفان من المشاعر لا يمكن وصفه بسهولة. يمتلئ القلب غضباً ويزيد من شدته الشعور بالعجز أمام جنون آلة حرب قوات الاحتلال وما ترتكبه من مجازر بحق الأطفال والنساء. كما نشعر بالاشمئزاز عندما تنهمر علينا تصريحات زعماء العالم عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". يضيف: "على النقيض من ذلك كلما يمر بخاطري أن مقاومين حرروا بعضاً من الأراضي المحتلة عام 48 ولو لساعات، لا أصدق وتملأ الدموع عيوني فرحاً وأملاً وفخراً".

المساهمون