استمع إلى الملخص
- محتوى المنهاج وتوضيحات المركز الوطني: تضمن المنهاج معلومات عن فنانين وعادات وتقاليد، وأكد المركز الوطني لتطوير المناهج أنه لا يتعرض لأي ضغوط خارجية وأن الكتب تشمل رموز الأردن.
- آراء المتخصصين وأهمية التربية الفنية: أكدت المتخصصة هبة أبو حليمة أهمية التربية الفنية في التعبير عن هوية الطالب، ودعت إلى تشكيل لجنة من الأهالي للاطلاع على المناهج وتقديم آرائهم.
أثار استحداث وزارة التربية والتعليم الأردنية كتاباً جديداً للتربية الفنية والموسيقية تضمن لمحات عن السيّر الذاتية لفنانين جدالاً واسعاً. وتداول كثيرون خصوصاً صوراً للفنانة سميرة توفيق تضمنه كتاب منهاج التربية الفنية والموسيقية للصف الرابع الابتدائي، والتي تضاربت الآراء حولها بين مؤيدين ومعارضين.
واعتبر معارضون نشروا آراءً على وسائل التواصل الاجتماعي أن شخصيات تاريخية أخرى كان يجب ان تحظى باهتمام المنهاج. وانتقدوا ما وصفوه بأنه "تحريف الطلاب عن الأمور القيّمة، مثل تاريخ الامة العربية والإسلامية والصحابة"، معتبرين أن "الفن امر هامشي خاصة في هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية".
وتضمنت صفحة في الدرس الثامن من الوحدة الثانية في كتاب التربية الفنية والموسيقية والمسرحية (الطبعة الأولى التجريبية، 2024) تعريفاً بالفنانة سميرة توفيق في سياق الحديث عن الأغنية التراثية الأردنية.
واحتوى المنهاج أيضاً على معلومات من سيّر الفنانين موسى حجازين وجولييت عواد وعبده موسى، وعرض لعادات وتقاليد القهوة العربية والإيقاع الموسيقي وآلتي القانون والمجوز.
إلى ذلك تضمنت إحدى دروس اللغة الإنكليزية للصف الثامن عرض السيرة الذاتية للفنانة أم كلثوم، وأخرى لرياضيين أردنيين، مثل لاعبي كرة القدم موسى التعمري وعامر شفيع ولاعبة التايكوندو جوليانا الصادق.
ويؤكد المركز الوطني لتطوير المناهج، في إطار رده على استفسارات "العربي الجديد"، بأنه لا يتعرّض لأي ضغوط خارجية أو إملاءات لإدراج أو حذف أي موضوع من المناهج. ويوضح أنه مؤسسة حكومية تعمل استناداً إلى مرتكزات وطنية ودينية ومجتمعية راسخة، وأنه يملك رغبة حقيقية في التطوير.
ويشير المركز إلى أن "مادة التربية الفنية ليست جديدة، بل قديمة يدرسها الطلاب منذ سنوات لكن من دون وجود كتاب مستقلّ. وفي العام الدراسي الحالي أنتجنا طبعة تجريبية من كتاب التربية الفنية والموسيقية لبعض الصفوف، والتي تغطّي مجالات أساسية مثل الرسم والموسيقى والمسرح. ومن يتصفح الكتاب بشكل شموليّ يجد أنّ مواضيعه كثيرة ومتعدّدة مثل الأناشيد الدينية والأغنية التراثية والأهازيج الشعبية والمسرح الهادف والفنون البصرية والجمالية، بما يتّفق مع طبيعة المادة، وينسجم مع تراث المجتمع الأردني".
يضيف: "بالنسبة إلى الفنانة سميرة توفيق فالهدف الأساس ليس الفنانة نفسها فالدرس كان عن الفلكلور الشعبي والأغاني التراثية، وتحدث محتواه عن الفن الشعبي، وأضيفت الفنانة سميرة توفيق في نهاية هذا الدرس ما يعني أن الهدف ليس تدريس تاريخ الفنانة نفسها".
ويشدد المركز على أن الكتب التي يصدرها لا تتجاهل رموز الأردن وأبناءه وسيّرهم العطرة، علماً أن وحدات كاملة في مادة اللغة العربية تعنى بالهوية الوطنية الأردنية وتجمع ثلّة من شهداء الأردنّ عبر التاريخ.
وفي شأن مادة التربية الإسلامية والاتهامات الخاصة بتغييب القرآن الكريم ودروس التلاوة وحذف آيات الجهاد، يوضح المركز أنّ "كتب التربية الإسلامية تتضمن مهمات تلاوة وحفظ وتفسير سور عديدة من القرآن الكريم، وهي تغطي الصفوف من الأول أساسي حتى الثاني عشر. كما توجد حصص مخصّصة لتعليم الطلاب أحكام التلاوة والتجويد، وتتناول كتب التربية الإسلامية كلّ مفاهيم الجهاد وفرضيته وأهميته ودوره في الحفاظ على المقدّسات والأوطان، وتتحدث دروس عديدة عن قضية فلسطين".
ويشير إلى أن "البعض يتجنى على المركز أحياناً من خلال تداول صور من كتب من دول أخرى من المنطقة باعتبارها ضمن المنهاج الأردني، وهذا غير صحيح. من المهم التأكد من المعلومات قبل نشرها والابتعاد عن الاقتباسات عند تقديم أي ملاحظة أو رأي".
بدورها تقول المتخصّصة في أصول التربية هبة أبو حليمة لـ"العربي الجديد": "تعبّر مادة التربية الفنية والموسيقية عن هوية الطالب، وتكشف إبداعه ومواهبه الفنية في الرسم أو الموسيقى أو التمثيل. وعموماً لا يستطيع أحد أن يستغني عن الموسيقى والأناشيد الدينية والقصائد والأغاني والآلات الموسيقة المتنوعة المستخدمة".
تضيف: "دمج وتضمين الموسيقى والفن أمران طبيعيان في مناهج كل دول العالم، ويجب الاعتزاز بثقافتنا وتراثنا والفنانين الذين يجسدون واقعنا ويرسمون جزءاً من تفاصيل حياتنا، ويوصلون بعض الرسائل التي تحظى بقبول الشباب والطلاب."
وترى أن "لا إشكالية عند تقديم الفن الراقي للطلاب، خاصة الفن الخالد الذي يرسم ثقافتنا، وهذه المادة يجب أن يطورها متخصصون كي يكون المنهاج مناسباً ويليق بثقافتنا وطلابنا. وهناك تخصصات جامعية في الأردن ومعاهد للفنون، ما يشير الى أهمية هذا العلم والثقافة بالنسبة إلى الناس".
وتتحدث هبة عن أن "سميرة توفيق فنانة غنّت للأردن وباللهجة البدوية المحلية، لكن من المهم دائماً التدقيق في انتقاء الكلمات والصور كي تصل رسالة مادة التربية الفنية والموسيقية إلى الطلاب والأهل. ومن المهم تقديم شرح أكثر في المناهج كي تصبح الصورة أكثر وضوحاً".
وتشير إلى أن أسلوب العرض يمكن أن يختلف كي يتقبله الطلاب وأهلهم، لكنها تستدرك بأن "البعض بالغ في رد فعله على المنهاج الجديد وصولاً إلى حدّ التجريح"، لذا تدعو إلى تشكيل لجنة من الأهالي للاطلاع على المناهج كي يقدموا آرائهم في الموضوع".
وتوضح أن الجدال حول سميرة توفيق ارتبط باغنيتها "بالله تصبوا هالقهوة وتزيدوها هيل" من أجل الحديث عن العادات الأردنية الخاصة بالقهوة. وجرى عرض سيّر فنانين آخرين للتعريف بهم أو بفنهم، كما تضمن المنهاج التعريف بآلات موسيقية .
وتشدد على "أهمية ان يكون الاهتمام بالتربية كلياً، إذ أن الهواتف الذكية تصنع اليوم جزءاً كبيراً من ثقافة وشخصية الأطفال خاصة ما يعرض على منصات التواصل الاجتماعي، وهي تشكل بالتالي التهديد الأكبر للقيّم الثقافية لمجتمعاتنا، ويجب أن يتنبه الأهل لها.
وترى أن المناهج الأردنية المختلفة مثل التربية الوطنية والتاريخ والتربية الإسلامية واللغة العربية تعرض لكثير من الشخصيات التاريخية الأردنية والعربية والإسلامية، ولا تقتصر على الشخصيات الفنية.
وتلفت إلى أن "الكثير من الأهالي يرغبون في أن يشارك ابناءهم بنشاطات فنية تنظمها المدارس. وأحياناً قد يظهرون ردود فعل سلبية في حال لم يشارك ابناءهم فيها، ما يعني أنهم يقدّرون الفن ويرغبون في إظهار المواهب الإبداعية لدى أبنائهم".