الأردن: بداية ضعيفة للموسم المطري وآمال التحسّن قائمة

17 نوفمبر 2024
الأمطار مهمة للمزارعين في منطقة أم قيس (ليزا تايلر/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الأردن تأخراً في هطول الأمطار هذا العام، مما يثير القلق بشأن تأثير ذلك على الزراعة والبيئة، خاصة مع اعتماد المزارعين على مياه الأمطار لري محاصيلهم.
- التغيرات المناخية والاحتباس الحراري تلعب دوراً كبيراً في تأخر الموسم المطري، مما يؤثر على الغطاء النباتي والقطاع المائي، مع اقتراب أربعينية الشتاء التي تشهد عادةً تساقط الأمطار والثلوج.
- رغم ضعف الهطول المطري، إلا أن مدير الأرصاد الجوية يشير إلى أن هذا ليس حدثاً استثنائياً، حيث أن نسبة الأمطار في سبتمبر وأكتوبر تشكل جزءاً صغيراً من المعدل الموسمي.

لم تشهد مناطق الأردن بعد حالات جوية ممطرة باستثناء المنطقة الشرقية، خاصة منطقة الرويشد وبعض مناطق الأغوار الوسطى، وهذا مؤشر غير مبشر، رغم أنه لا يحسم تأخر موسم الأمطار بالكامل.

غاب هطول الأمطار بكميات كبيرة أو مهمة في الأردن، باستثناء بعض الأمطار الخفيفة، في حين كان شهر سبتمبر/ أيلول يعتبر موعداً لدخول الأردن الأجواء المطرية، حسبما يقول المثل الشعبي "أيلول ذيله مبلول"، أي أن أيامه الأخيرة لا تخلو من أمطار.
وليست هذه المرّة الأولى التي تتأخر فيها الأمطار في الأردن، ويُخشى أن ينعكس ذلك على الزراعة والبيئة، خصوصاً أنّ مزارعين كثيرين يعتمدون على مياه الأمطار لري المحاصيل، كما يؤثر هذا التأخّر على المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها مربّو الماشية.
ويزيد العجز المائي في الأردن عن 550 مليون متر مكعب سنوياً لكل الاحتياجات، فيما تقل حصة الفرد من المياه عن 80 متراً مكعباً، وفق أرقام وزارة المياه والري.
ورغم أن غياب الأمطار الغزيرة خلال أكتوبر/ تشرين الأول ليس مؤشراً قاطعاً على تأخر الموسم المطري، لكنه يمثل عادة فترة انتقال نحو الأمطار، فأنماط الطقس في الأردن تتأثر بعوامل عدة، منها التغيّرات المناخية العالمية وظروف الغلاف الجوي، والاحتباس الحراري. ويعتمد توقيت بدء الأمطار على تأثير الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي ودورها في تشكيل الطقس فوق الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
يقول رئيس جمعية تنمية الإنسان والبيئة، أحمد الشريدة، لـ"العربي الجديد": "تأخر الموسم المطري بسبب التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، ما يؤثر على الغطاء النباتي والقطاع المائي. ينتظر جميع المعنيين بالقطاع الزراعي في البلاد هطول الأمطار الضرورية لزراعة المحاصيل، مثل القمح والشعير والعدس والحمص، وأيضاً لري الأشجار المثمرة والحرجية بعد فترة طويلة من انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف".

المرأة
التحديثات الحية

ويشير الشريدة إلى أن "عدم وجود حالات مطرية بعد، سواء متفرقة أو مجتمعة، يؤدي إلى نقص المياه في عموم الأردن، فقلّة الأمطار تخفض كميات المياه الجوفية مثل الينابيع أو الآبار، وتزيد استنزاف المياه الجوفية التي تزيد ملوحتها وتصبح غير مناسبة للاستخدام. يأمل الجميع أن يتحسن الموسم المطري خلال الفترة المقبلة، خاصة الشهرين المقبلين، ودخول أربعينية الشتاء فلكياّ، وربما تشهد الفترة المقبلة أمطاراً غزيرة تعوّض فترة الانحباس السابقة. في العادة، يهطل 20 ملليمتراً من مياه الموسم المطري قبل بداية أربعينية الشتاء التي تبدأ في 22 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وتستمر حتى 30 كانون الثاني/ يناير من العام التالي، وتُعرف هذه الفترة بالبرودة الشديدة، وبتساقط الأمطار والثلوج في بعض المناطق، ويستمر الموسم نحو 40 يوماً".

يبيع الموز في يوم ممطر بعمان (مروان نعماني/ فرانس برس)
يبيع الموز في يوم ممطر بعمان (مروان نعماني/ فرانس برس)

يتابع: "التغيّرات المناخية أصبحت حقيقة يلمسها الجميع، وتدل مظاهر كثيرة على التغيّر المناخي في مجالات البيئة والاقتصاد والزراعة وعلوم الأرض، ومنها التصحّر ونضوب الكثير من مصادر المياه، ما يجعل الاهتمام بموضوع المناخ ليس ترفاً، بل ضرورة تتطلب وضع خطط للتكيّف والتأقلم".
ويقول مدير إدارة الأرصاد الجوية، رائد رافد آل خطاب، لـ"العربي الجديد": "كميات الأمطار التي شهدتها مختلف مناطق الأردن في الأسابيع الأخيرة أقلّ من مجموعها الافتراضي، لكن رغم ضعف الهطول المطري خلال الموسم الحالي الذي بدأ في منتصف سبتمبر، فهذا غير جديد، ولا يعتبر حدثاً استثنائياً، كما أنه ليس مؤشراً على حصيلة فصل الشتاء لأن نسبة أمطار سبتمبر وأكتوبر من المعدل الموسمي المطري تناهز 2.5% من إجمالي الكميات في مناطق عدة، أما المجموع المطري العام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني فنسبته 9% من المعدل الموسمي".

يضيف آل خطاب: "كميات الأمطار خلال الموسم المطري الحالي ضعيفة نوعاً ما حتى الآن في غالبية المناطق، باستثناء منطقة الأغوار الوسطى التي حققت 14% من معدلها الموسمي العام، بزيادة 140% عن المجموع الافتراضي. عموماً، غالبية الأمطار التي تشهدها المملكة عادة في فصل الخريف، خاصة المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، ناتجة عن حالات عدم الاستقرار الجوي، والذي تشكل مجموع أمطاره نسبة تتراوح بين 5% و10% من المعدل المطري الموسمي العام".
ويوضح: "مقارنة الموسم الحالي مع آخر 10 مواسم تكشف أنه يشبه نوعاً ما المواسم السابقة حتى الآن، وتكشف المعلومات والدراسات في مديرية المناخ بإدارة الأرصاد الجوية أنّ جودة موسم الأمطار تختلف من عام إلى آخر، وهي لا تعتمد بالضرورة على كميات الأمطار التي تهطل خلال الفترة الأولى من فصل الشتاء. تأخر هطول الأمطار هذا العام يرتبط بالتغّيرات المناخية في العالم. موسم الأمطار يستمر حتى منتصف مايو/ أيار. صحيح أنّه ضعيف حتى الآن، لكننا لا نستطيع الحكم على الموسم بشكل مطلق، فثمّة مواسم تبدأ ضعيفة ثمّ تتحسّن، بينما تبدأ أخرى بهطول كثيف ثم تضعف".

المساهمون