تحولت منطقة إسنيورت، بمدينة إسطنبول التركية، إلى تجمع يكتظ بالعرب، مع انتشار المحال التجارية والمطاعم والمقاهي العربية، وذلك لتقديم الخدمات للمهاجرين.
كاميرا "العربي الجديد"، تجوّلت في المنطقة التي باتت شوارعها تشبه الأحياء العربية في سورية أو العراق أو مصر، واستطلعت آراء العاملين في بعض المطاعم العربية التي تقدم أشهر المأكولات التقليدية.
في ميدان إسنيورت تقابلك عبارات الترحيب "أهلا وسهلا"، من العاملين العرب في المحال لجذب زبائنهم، كما تنتشر روائح أقراص الفلافل من مطعم "فلافل غزة" الشهير، والكنافة النابلسية من حلويات الشهبندر.
وهناك المطاعم المغربية التي تقدم وجبتها الشهيرة الكسكس، وتجذبك أيضا روائح الفروج المشوي من المطاعم السورية، وأخرى يمنية ومصرية، بالإضافة إلى محال الحوالات المالية أو الاتصالات أو الملابس.
وتقدر الأرقام الرسمية تعداد سكان حي إسنيورت بحوالي مليون و200 ألف نسمة، إذ يبلغ تعداد السوريين المنضمين تحت بند الحماية المؤقتة التابع للأمم المتحدة والمقيمين في إسطنبول، 496 ألفا و485 شخصا، بينهم 200 ألف فقط في إسنيورت.
ويقول الشيف السوري يوسف أبو العز، لـ"العربي الجديد"، إن "تواجد العرب بصفة عامة والسوريين بصفة خاصة في منطقة إسنيورت، جعلها مركزا للحارات العربية، بالإضافة إلى أن أسعار الشقق السكنية، والخضروات مناسبة بشكل كبير لهم".
وتمكن الشباب العرب من أن يشغلوا نصف الوظائف في المحال التركية بالمنطقة، وفقا لما قاله أبو العز، مشيرا إلى أن السوريين قاموا بتأسيس محلات في مختلف المجالات منها المطاعم والخياطة والحلاقة بالحي.
المواطن السوري، راغب، صاحب شركة شحن اختار إسنيورت، لتكون مقرا لشركته، بعد توافد وإقبال العرب على المنطقة، لأن شركته قائمة على شحن البضائع من تركيا إلى الدول العربية كافة، بالإضافة إلى دول أوروبية.
وفي أحد المطاعم المتخصصة ببيع الفلافل، يقول مديره الشيف أبو أحمد، إن تواجدهم بمنطقة إسنيورت لأنها تعد في وسط مدينة إسطنبول، بالإضافة إلى أنها قريبة من المنطقة الصناعية، حيث يقدم المطعم الأكلات الشعبية السورية.
أما الشاب العراقي علي مراد، الذي يعمل في محل ألبسة، فيشير إلى أنه كان يعيش في مدينة قيصري التركية، وانتقل إلى منطقة إسنيورت بولاية إسطنبول، لوفرة فرص العمل، وتواجد عربي كبير، لذا يشعر أنه يعيش بين أهله.
من جهته، يعزو المواطن العراقي، بكر أحمد الأغا، تواجد العرب بحي إسنيورت بإسطنبول إلى تشابه طبيعة الميادين العربية مع ميدان إسنيورت، بجانب انسجام الطبائع العربية والتركية والتسامح وعدم ظهور القوميات المختلفة، بالإضافة إلى قرب المنطقة من مركز المدينة.