إجلاء تونسيين من أوكرانيا والجالية في بلدان الجوار تعرض المساعدة

28 فبراير 2022
لاجئون أوكرانيون يصلون الحدود البولندية (بيتا زاورزيل/الأناضول/Getty)
+ الخط -

بدأت تونس، الاثنين، إجلاء مواطنيها من أوكرانيا في اتجاه الحدود الرومانية والبولندية بانتظار ترحيلهم نحو بلدهم، فيما يتواصل حصار آخرين في المدن التي تشهد قصفاً مكثفاً، بينما وجهت عائلاتهم نداءات استغاثة من أجل إنقاذهم.

وأعلنت الخارجية التونسية أنه جرى إجلاء 170 تونسياً نحو رومانيا و55 نحو بولندا، بينما يواصل الطلبة الذين تمكنوا من العبور بمجهوداتهم الذاتية الانتظار على معابر الدول الحدودية في ظل ظروف مناخية قاسية تزيد من حالة التوتر التي تعيشها أسرهم.

وأكد رئيس جمعية الجالية التونسية في أوكرانيا، طارق العلوي، أن الوضع هناك يزداد صعوبة، مؤكداً تواصل معاناة نحو 150 طالباً تونسياً يواجهون صعوبات للخروج من المدن التي يدرسون فيها، ولا سيما مدينة "خاركيف"، مشيراً إلى أن الوضع يزداد سوءاً مع تردي الخدمات العامة وصعوبات مالية للبعض.

وأفاد العلوي، لـ"العربي الجديد"، بأن المنظمات المدنية لم تلبّ النداءات المتكررة للطلبة العالقين من أجل مساعدتهم على الخروج نحو المدن الحدودية في ممرات آمنة، مطالباً الدولة التونسية بتوفير كل وسائل الدعم لرعاياها العالقين.

وأشار العلوي إلى أن أغلب التونسيين يتواجدون في مدن أوديسا ودنبرو وخاركيف على الحدود مع روسيا، وفي العاصمة كييف بنسب أقل.

في المقابل، أكد مدير الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، محمد الطرابلسي، في تصريحات إعلامية، أن الجمعيات والمتطوعين بذلوا مجهودات كبيرة لتجميع بيانات التونسيين وتنظيمهم لتأمين خروجهم بمساعدة القوات الأمنية الأوكرانية.

وأكد الطرابلسي أنه "سيتم تذليل كل المصاعب لتأمين عمليات الإجلاء"، داعياً التونسيين في أوكرانيا إلى "التحلي بالصبر، لأن عشرات الآلاف يحاولون المغادرة، الأمر الذي خلق ضغطاً كبيراً على المعابر الحدودية"، لافتاً إلى أنّه تم إرسال عشرات الدبلوماسيين إلى الحدود الأوكرانية لتسهيل عبور التونسيين، والتواصل مع سلطات رومانيا وبولونيا.

وفي مدينة ياش على الحدود الرومانية الأوكرانية، يوصل متطوعون تونسيون بالتعاون مع السفارة التونسية الليل بالنهار، من أجل استقبال التونسيين الواصلين إلى الحدود، حيث يتم إيواؤهم، بينما تم ترحيل أول دفعة مقدرة بـ100 طالب نحو بوخارست، استعداداً للعودة إلى تونس.


وحسب ما روته ياسمين، وهي طالبة تونسية في رومانيا، فإن التواصل مستمر مع زملائهم الطلاب التونسيين في أوكرانيا، حيث تحولت مجموعة من المتطوعين إلى البوابة الحدودية في مدينة ياش، التي تبعد نحو 200 كلم عن العاصمة، للمساعدة اللوجستية على استقبال الوافدين. 

وقالت ياسمين، لـ"العربي الجديد"، إن "الطلبة يصلون إلى الحدود في حالة تعب وضغط نفسي كبير، غير أنه يجري العمل على احتوائهم وتوفير السكن والإعاشة اللائقة لهم"، مؤكدة أن "عدد المتطوعين الراغبين في المساعدة في تصاعد، وهو في الأغلب من الطلبة التونسيين في رومانيا".

وفي الجهة المقابلة على الحدود الأكرانية، تطوّع تونسيون يقيمون في كل من رومانيا وبولونيا لمساعدة أبناء بلدهم الفارين من القصف الروسي، حيث وضع العديد من المهاجرين إمكانياتهم وعرباتهم في خدمة الطلبة الواصلين، معبرين عن استعدادهم للتكفل بهم وإيوائهم إلى حين ترحيلهم إلى تونس.

ونشر متطوعون من الجالية التونسية في بولونيا ورومانيا على شبكات التواصل الاجتماعي أرقام هواتفهم للاتصال بهم من قبل الواصلين، بينما فضّل آخرون التنسيق مع منظمات مدنية للمغتربين بانتظار الواصلين على مقربة من البوابات الحدودية.

وقال سالم إدريس، وهو تونسي يقيم ببولونيا، إنه يسعى إلى التواصل مع التونسيين الذين تمكنوا من عبور الحدود من أجل إيواء 4 منهم والتكفل بهم بشكل كامل وفق ما تسمح به إمكانياته، مؤكداً أنه يسعى أيضاً إلى مساعدة آخرين عبر المنظمات المدنية البولونية.

وأكد إدريس، لـ"العربي الجديد"، أن "الواجب الإنساني يقتضي ذلك"، وأنه لن يتردد لتقديم يد المساعدة لمن تم إجلاؤهم، سيما وأن أغلبهم من الطلبة ويعانون صعوبات مادية، فضلاً عن "تزامن الحرب مع طقس قاس قد يتسبب في أمراض للبعض، خاصة وأن مدة الانتظار على المعابر طويلة جداً".

وأمس الأحد، طلب وزير الخارجية عثمان الجرندي من السفير الأوكراني لدى بلاده فولوديمير خوماناتس، وسفيرة بولونيا ليديا ميلكا فيزوركيوتش، والقائم بأعمال سفارة رومانيا قسطنطين تودور، خلال اجتماع عقده معهم، "التنسيق مع سلطات دولهم من أجل تسهيل عبور التونسيين عبر مسالك آمنة باتجاه المنافذ الحدودية البرية الممكنة مع دولتي بولونيا ورومانيا".

المساهمون