استمع إلى الملخص
- يضطر الأهالي لتوظيف معلمين خاصين بسبب عدم كفاية الدعم في التعليم عن بُعد، مما يزيد من الأعباء المالية عليهم، ويواجه الطلاب صعوبات في فهم الدروس المسجلة، مما يؤثر سلباً على مستواهم التعليمي.
- تعبر الأمهات عن استيائهن من الوضع الحالي، حيث لا يلبي التعليم عن بُعد احتياجات الطلاب، ويطالب الأهالي بفتح المدارس بشكل عاجل لضمان تعليم جيد ومستقر لأبنائهم.
ما زالت أربع مدارس في مخيم برج البراجنة ببيروت تعتمد التعليم عن بُعد، مع ما يطرحه هذا القرار من إكراهات وعوائق للأسر والطلاب على حد سواء، ويساهم في تعثر العملية التعليمية، وسط مطالبات من الأهالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالإسراع في العودة إلى التعليم الحضوري. وكانت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان قد اعتمدت بعد العدوان الإسرائيلي على البلاد قرار التعليم عن بعد، وكذلك وكالة "أونروا"، غير أنه وبعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، قررت الوزارة العودة إلى التعليم الحضوري، وعليه، فإن المؤسسات الخاصة والرسمية ومدارس أونروا اعتمدته، ما عدا 4 مدارس هي مدرسة القدس المتوسطة للبنين، ومدرسة البيرة الابتدائية المختلطة، ومدرسة الجالود الابتدائية والمتوسطة للبنات، ومدرسة طولكرم الابتدائية.
وتقول إحدى السيدات، وهي مديرة لروضة في المخيم: "لم تفتح مدارس مخيم برج البراجنة أبوابها بعد أن توقفت الحرب، وعاد الطلاب إلى مدارسهم، والحجة لدى أونروا أن المدرسة تعرضت لأضرار "تكسير زجاج"، خلال العدوان، والزجاج غالي الثمن وليس لها القدرة على إصلاحه، على وعد بأن هناك مدرسة ستفتح أبوابها نهاية شهر يناير/ كانون الثاني عام 2025، لكن الوكالة لم تصدر بياناً يوضح آلية عملها، ومدة الانتهاء من الصيانة"، لافتة إلى أن "عدم عودة الطلاب إلى المدارس يؤثر بشكل سلبي في التعليم، حيث إنهم لا يفهمون الشرح من خلال اتصال المعلمة عبر voice call، الذي تتراوح مدته بين ربع إلى ثلث ساعة، فيما بقية الدروس ترسل عن طريق فيديو مسجل للطلاب يفترض أن يسمعوه ويفهموه، وبالطبع هذا الأمر غير مجد، خاصة لمن ليس لديهم من يساعدهم بالتعليم". تضيف: "كما أن هناك عوائق ومشكلات عديدة، منها سوء الإنترنت، وعدم إمكانية وجود الأهل مع الطلاب، ما يضطرهم إلى تأمين معلمة تتابع معهم، وهذا مكلف، بالإضافة إلى عدم توافر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف التي يجب استخدامها أثناء عملية التعليم".
من جهتها، تؤكد فادية، المقيمة في مخيم برج البراجنة ببيروت: "أنا أم لولدين، ابنتي في الصف الثامن الأساسي، وابني في الصف الثالث، ابنتي تدرس وحدها، في الأيام الأولى كانت الأمور عادية، لكنها اليوم تعاني من عدم فهم الشرح، لأنهم يرسلونه من خلال فيديو مسجل، فدراستها تكون من خلال جهدها الخاص، وليس هناك متابعة من قبل إدارة المدرسة. كما أن هناك مشكلة في الإنترنت، فإذا كان معطلاً تدخل ابنتي الحصة متأخرة، وإذا تأخرت لا يؤخذ الموضوع بعين الاعتبار، وعليه فهي تتعرض للإهانة. كما أن ابني لا يستطيع المتابعة "أونلاين" وحده، فاضطررت إلى التعاقد مع معلمة حتى تتابع معه، لأنني أعمل، لكن بعد أيام أوقفتها لأنها طلبت مبلغاً كبيراً، وليس باستطاعتي أن أدفعه، لذا من الضروري أن تفتح المدارس أبوابها، لأن هناك خطراً على تعليم أولادنا".
بدورها، توضح أم إبراهيم، مقيمة في مخيم برج البراجنة: "أنا أم لثلاثة أولاد، الأول في الصف العاشر، والثاني في الصف الأول، وابنتي في الصف التاسع، وهناك مشاكل عديدة في التعليم "أونلاين"، فابنتي لديها شهادة رسمية، وهي بحاجة إلى درس أكثر وحفظ وجهد أكبر، وهذا الأمر يتطلب متابعة دائمة ووقتاً أكثر، لكنهم لا يعطونهم ما يكفيهم من الدروس، ومديرة مدرسة الجالود لا تمنحهم إلا وقتاً قليلاً بعد انتهاء الدرس، وهو غير كاف، وفي بعض المرات يكون لدينا مشكلة في الإنترنت، فهي حددت انتهاء استقبال التكليفات بعد الساعة الثانية، وهذا طبعاً يؤثر في عملية التعليم ومستوى ابنتي، كما أنهم لا يدرّسونهم إلا أربع مواد فقط.
وتتابع المتحدثة: "لدينا مشكلة أخرى، تتعلق بتأمين هواتف أو حواسيب محمولة "لابتوب" للدرس، وجدت نفسي مجبرة على شراء هاتف لابنتي حتى تتابع مع المعلمة، وأترك هاتفي مع ابني الصغير عندما أذهب إلى عملي، حتى يتابع حصصه مع المعلمات. وبحكم عملي وعدم استطاعتي متابعة الدروس معه، فإنني نسقت مع أشخاص أعرفهم ليتابعوا معه دروسه، لأن المعلمة تحتاج إلى مبلغ كبير ليس بوسعي سداده، بحكم أني تعاقدت مع معلمتين لابني الكبير وابنتي لتتابعا معهما دروسهما".
تضيف: "تبدأ الحصص عند الساعة الثامنة وتستمر إلى غاية الثانية عشرة، لكن التعليم يكون عبر الاتصال الصوتي والإنترنت السيء، فلا يستوعب الطلاب ما شرحه المعلم، كما أن المدرسين يرسلون أيضاً فيديوهات مسجلة، لذا من الصعوبة فهم كل شيء، فيكون في هذه الحالة المجهود على الطالب في عملية الفهم، وأنا منزعجة من أمر يتعلق بالكلام الذي تتلفظ به بعض المعلمات أو الأساتذة، فابنتي تبلغ من العمر 17 عاماً، وإن لم تفهم الدرس تهينها المعلمة وتنعتها بـ"مسطلة"". وتكمل: "نحن بصراحة، لا نعلم ما الذي يجب علينا فعله من أجل أولادنا، لكن ما نريده هو أن يكون هناك ضغط على إدارة أونروا بأن تفتح المدارس حتى لا يخسر أولادنا التعليم ويتراجع مستواهم التعليمي".