استمع إلى الملخص
- يعاني النازحون من فقر مدقع وظروف صعبة بسبب انعدام فرص العمل وارتفاع أسعار اللحوم، مع تقلص المساعدات الأممية وتوقف دعم الخبز، مما يجعل الحصول على اللحم حدثًا نادرًا.
- أعرب النازحون عن شكرهم للهلال الأحمر القطري لتوفير اللحم، مشيرين إلى أن هذه المبادرة تدخل الفرحة إلى قلوبهم في ظل الحالة المأساوية والفقر الشديد الذي يعيشونه، مع التأكيد على أهمية المساعدات في تحسين ظروفهم.
نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع الأضاحي لمساعدة النازحين في شمال سورية وتخفيف الأعباء الكبيرة التي يواجهونها بعد سنوات من تركهم ديارهم. ويعاني هؤلاء النازحين من أزمات متزايدة بسبب تراجع حجم الاستجابة الإنسانية منذ بداية العام الحالي نتيجة نقص التمويل المخصص لمشاريع الغذاء، والشح في دعم قطاعات التعليم والصحة. كما يحاول الهلال الأحمر القطري عبر مبادرات وحملات أخرى توفير المأوى والرعاية الصحية والتعليمية والاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة للمساهمة في تحسين ظروفها المعيشية.
ووفر مشروع الأضاحي اللحم لتسعة آلاف شخص في المنطقة، ما لاقى ترحيباً من النازحين العاجزين عن الحصول على اللحوم بسبب ارتفاع الأسعار. وقال يوسف رحمون، منسق المشروع الميداني في الشمال السوري، لـ"العربي الجديد": "لا يمكن لمعظم النازحين في الشمال السوري الذين يمكثون في المخيمات التي توقفت عنها المساعدات الأممية بعد تجميد برنامج الأغذية العالمي للمساعدات نتيجة نقص التمويل، إلا الحصول على وجبة واحدة يومياً في أفضل الأحوال. وهم في حال فقر مدقع، ويعيشون في ظروف صعبة نتيجة انعدام فرص العمل وقلة المردود المادي للأفراد الذين يعملون".
وقال النازح خالد الأحمد، المقيم في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "نأكل اللحم من العيد الكبير إلى العيد الكبير. أدنى سعر للكيلوغرام الواحد هو 350 ليرة تركية (10.66 دولارات)، والغنم 400 ليرة (12 دولاراً)، أو 450 (13.7 دولاراً)، وليس لدينا عمل. كنا نتناول لحم الفروج الذي ارتفع سعره الآن. الحالة يرثى لها، ونشكر منظمة الهلال الأحمر القطري لأنها أحضرت لنا اللحم".
أما مصطفى الشون، النازح من بلدة كنصفرة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي ويُقيم في مخيم الدحروج، شمالي إدلب، فقال لـ"العربي الجديد": "وضع الناس مأساوي والمساعدات التي تصل إلى المخيم قليلة جداً. تتيح لنا الأضاحي تناول اللحم من العيد إلى العيد، وبالنسبة لي أشتري كل خمسة أشهر نصف كيلوغرام من اللحم. حالياً أدخل الهلال الأحمر القطري الفرحة إلى قلوب الناس عبر توزيع حصة من اللحم، ونتوجه له بالشكر".
وقال محمد يوسف الحمادة، النازح المقيم في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد": "المساعدات قليلة للغاية، والهلال الأحمر القطري تذكرنا بحصة اللحم. الناس هنا تحت خط الفقر وكل النازحين فقراء. المخيم الذي نقيم فيه يضم أرامل وفقراء، ولا عمل. نشكر الهلال الأحمر القطري فنحن لا نأكل اللحم إلا نادراً، حتى أن دعم الخبز توقف عن المخيم". ويبلغ عدد المخيمات في شمال غربي سورية 1904 وفق فريق "منسقو استجابة سورية" الذي يرصد الواقع المعيشي للسكان والتطورات الديموغرافية.