أطلقت مجموعة من الشباب الصومالي مبادرة هي الأولى من نوعها، لدعم الراغبين في الزواج، في ظلّ العزوف عنه لارتفاع تكاليفه، نظراً للبطالة المتفشية في البلاد.
وتأتي مبادرة "غريو سمو"، أي العائلة الطيبة، بعد ازدياد حالات التأخر في الزواج بين الشباب، نتيجة الظروف الاقتصادية المتدهورة.
"العربي الجديد" شارك إحدى حفلات الزواج، لذوي الاحتياجات الخاصة، التي دعمتها المبادرة. وتقول خديجة محمد، وهي إحدى المستفيدات من المبادرة: "أنا سعيدة جداً، خاصة عندما يساندني شعبي على الزواج نظراً لإعاقتي التي أصبت بها منذ صغري".
وتشير خديجة إلى أنها توقعت أن يساعدها "المحسنون الفاعلون في المجتمع، ويقدموا الدعم للكثير من المستحقين، على أمل أن يتيحوا لي بعد سنوات فرصة الذهاب إلى الحج".
وتتابع خديجة: "الآن أتمنى أن يحفظني الله أنا وزوجي معاً، لأنه أعطاني هذه السعادة، وخطتي للحياة هي العيش مع زوجي، لأننا بالفعل اخترنا بعضنا البعض والعاملون في المبادرة ساعدونا على تحقيق حلمنا".
وتكمل خديجة: "أريد أن ألهم الفتيات مثلي، من ذوات الإعاقة، فعلى سبيل المثال أنا لا أستطيع المشي كما أنّ الجلوس صعب عليّ. من الممكن لفتاة بمثل وضعي أن تشاهد حفل الزفاف هذا وتستلهم منه التحدي لمتابعة الحياة".
وتوضح خديجة أنها تريد أن تبعث برسالة لأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة: "إذا اختار أولادكم شريكاً فلا تعترضوا على الأمر إنّما زوّجوهم".
أمّا الزوج عبد العظيم محمد فأعرب عن أمنيته أن يرزقهما الله الذرية الصالحة بعد أن عملت المبادرة على تحقيق حلمهما، وأن يعيشا حياة سعيدة مليئة بالازدهار في الدنيا والجنة في الآخرة.
بدروه يقول الشيخ عبد الحي الشيخ آدم، وهو أحد أعضاء المبادرة: "إنّ المبادرة تستقطب عشرات الشباب الذين كبّلتهم الظروف الحياتية والاقتصادية في البلاد، لنعمل على تحقيق أمنياتهم في حياة زوجية وترابط أسري سعيد".
ويشير آدم إلى أنّ المبادرة جهدت هذه المرة، لتزويج 5 أزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويتابع آدم: "هذه هي السنة الثانية التي نقيم فيها هذا الزفاف الجماعي، والأزواج اختاروا بعضهم البعض، نحن فقط ساعدنا في النفقات".
وحول دورهم، يؤكد آدم أنّهم يتلقون مساعدات من مؤسسات مجتمعية، ولفت إلى أنّ دورهم هو التواصل مع فاعلي الخير لتشجيعهم على مساعدة أشقائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة على الزواج، وتركّز المبادرة على المناطق الفقيرة التي لا يستطيع أهلها الزواج، وذوي الاحتياجات الخاصة.