استمع إلى الملخص
- المبادرة لاقت قبولاً كبيراً في غزة، حيث يسعى معتز وصلاح لنشر الأمل بين المصابين وتوسيع المبادرة نظراً لتزايد أعداد المصابين.
- الاحتلال الإسرائيلي زاد من معاناة ذوي الإعاقة، حيث بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقة في غزة نحو 98 ألف طفل في 2023، مع تزايد الإعاقات الحركية.
لم ترحم الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها التاسع، ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتضاعف معاناتهم في ظل النزوح المستمر ونقص الاحتياجات الأساسية والمساعدات الإنسانية، وهو ما حدا بأخصائيي العلاج الطبيعي معتز أبو دية وصلاح سلمى للتجول بين خيام النازحين في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، للبحث عن مصابي الحرب والأطفال من ذوي الإعاقة الحركية.
معتز وصلاح، النازحان من مدينة غزة، هما صاحبا مبادرة تقديم العلاج الطبيعي والوظيفي لذوي الإعاقه الحركية والمصابين الموجودين في مخيمات النزوح وتقديم العلاج لهم مجاناً في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية. يقول معتز أبو دية لـ"العربي الجديد": "انطلقنا لتقديم الخدمة العلاجية للمرضى وتأهيل المصابين بعدما وصلتنا مناشدات من أعداد كبيرة من المصابين كي يتمكنوا من السير مجدداً"، مضيفاً أن هذه المبادرة جاءت باجتهاد شخصي لتسهيل المهام وتقديم الخدمات العلاجية للمرضى بتقديم العلاج الطبيعي في الخيام، ولا سيما مع حركة النزوح التي شهدتها مناطق مختلفة من قطاع غزة والتي تسببت في مضاعفة معاناة المصابين والجرحى من ذوي الإعاقة. فيما يضيف صلاح سلمى، أخصائي العلاج الطبيعي، قائلاً لـ"العربي الجديد": "نحن من خلال تلك المبادرة نقدم الخدمات بقدر الطاقة الموجودة بداخلنا لتلبية نداء الواجب الإنساني"، معتبراً أن هذه المبارة لاقت قبولاً وترحيباً كبيراً من قبل المجتمع في غزة. ورغم كل الصعوبات وما فعلته الحرب بأهل غزة، يقول صلاح: "نجاهد كي ننشر الأمل بين المصابين"، مشيراً إلى اجتهادهما المتواصل لتوسيع المبادرة نظرا لتزايد أعداد الأشخاص المصابين.
ولم يراع الاحتلال الإسرائيلي في القصف العشوائي على غزة واقع ذوي الإعاقة أو غيرهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وكذلك الأمر بخصوص إصداره للأوامر التي طاولت كافة المواطنين في قطاع غزة بالنزوح جنوباً؛ حيث لم تفكر آلة الحرب بهذه الفئة غير القادرة على التحرك بفعل الإعاقة، كما حدث مع والدة عبد الرحمن ناصر، وهو أحد الأطفال المرضى، النازحة من بيت حانون، شمال قطاع غزة، التي يعاني طفلها من نقص الأكسجين منذ الولادة، تقول لـ"العربي الجديد"، إن طفلها عاد منذ بدء الحرب إلى نقطة الصفر وتراجع وضعه الصحي نظراً لحالة النزوح والقصف والخوف والرعب، فلم يتمكن من المشي، لحاجته للعلاج الطبيعي المتواصل. فقد كان شقيقه يحمله على كتفيه خلال رحلات النزوح نظراً لعدم وجود كرسي متحرك له، مضيفة "أتمنى إيقاف الحرب، فقد قتلت أناساً كثيرين ولكنها قتلت أيضاً الأمل فينا بأن يمشي طفلي من جديد، كنا نامل بأن يستطيع عبد الرحمن الوقوف من جديد والسير على قدميه، لكنه عاد إلى مرحلة الصفر".
ووفقاً لتقدير الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، فقد بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة في العام 2023 نحو 98 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين سنتين و17 سنة، منهم حوالي ستة آلاف طفل في الفئة العمرية ما بين سنتين وأربع سنوات، وما يقارب 92 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين خمس سنوات و17 سنة. وشكلت صعوبات التعلم الإعاقة الأكثر انتشاراً بين الأطفال في العمر ما بين سنتين و17 سنة في قطاع غزة، ويقدر عددهم بنحو 21.200 في العام 2006. وقال الجهاز المركزي للإحصاء إن عدد الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة تضاعف بين عامي 2007 و2017، حيث ارتفع من 24.608 إلى 48.140 فرداً. وطبقاً للتقرير الصحي السنوي في القطاع لعام 2022، بلغ عدد الأفراد ذوي الإعاقة المسجلين 55.538 فردا، شكلت الإعاقة الحركية 47% منها.