عرض مركز "ركاز" للأبحاث الاجتماعية في جمعية الجليل، خلال مؤتمر "الشباب حاضر ومستقبل" في الناصرة، نتائج مسح أجراه حول الشباب في مجتمع الداخل الفلسطيني، يرصد أوضاع الفئة العمرية بين 18 و35 سنة، في مجالات العمل، والتعليم، والهوية وغيرها، ويظهر ارتفاع التحصيل الجامعي بنسبة 17 في المائة.
ويأتي المسح استمراراً لرصد المركز واقع المجتمع الفلسطيني في الداخل، وتوفير قاعدة بيانات للمرحلة الآنية من أجل تطوير خطط عملية للنهوض بشريحة الشباب، وتطرقت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، علا عوض، خلال افتتاح المؤتمر، إلى "شائعات ضرب النسيج الاجتماعي بين أبناء الشعب"، موجهة التحية لجميع الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، وأسرى الحرية الستة.
وقال مدير جمعية الجليل، أحمد الشيخ محمد: "المسح هو تكملة لعمل الجمعية منذ سنوات طويلة على تشخيص المجتمع الفلسطيني بالداخل، في مجالات حياتية متعددة. هذه المرة تطرقنا لفئة الشباب بشكل موسع. حاولنا فهم مرحلة الانتقال من التعليم إلى سوق العمل، والتحديات التي يواجهونها، وأفكارهم وطموحاتهم المستقبلية، وبالتالي التأثير على بناء الخطط التنموية تماشيا مع الواقع، وأبرز النتائج تدور حول ارتفاع نسب التعليم الجامعي، وكذا المشاركة في سوق العمل، وخاصة بين النساء العربيات".
وقال المختص بالصحة الجماهيرية بالجمعية، الطبيب محمد خطيب: "كشف المسح في مجال الصحة ظهور الأمراض المزمنة في عمر مبكر بنسبة 11.5 في المائة، فضلا عن الاستعمال الكبير للأدوية، وعلى مستوى السلوكيات الصحية هناك نسب كبيرة تتعلق بالتدخين عموما، وبتدخين النرجيلة خصوصا، وتراجُع الفعاليات البدنية بالتزامن مع أنماط تغذية غير صحية، وكلها تتعلق بعوامل مثل الثقافة المجتمعية".
وتطرق الطبيب أسامة طنوس إلى علاقة الصحة بالعنصرية والتمييز، قائلا: "أعلى نسب لأمراض القلب قائمة في البلدات العربية بالداخل الفلسطيني، والمجتمع الفلسطيني بالداخل يمرض أكثر من المجتمع اليهودي. كل مجتمع مستعمر أو مهمش يعاني بنسبة أكبر من مجتمع المستعمرين، والعنصرية تخلق أوضاعا صحية رديئة، كما تجعل الجسم يفرز هرمونات مختلفة".