فلسطينيو الداخل يحيون ذكرى النكبة في مسيرة العودة إلى هوشة والكساير ويطالبون بوقف الحرب على غزة
شارك الآلاف من فلسطينيي الداخل، اليوم الثلاثاء، في مسيرة العودة إلى قريتي الهوشة والكساير المهجرتين بقضاء حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، و"لا عودة عن حق العودة" و"أوقفوا الحرب على غزة" في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى المهجرة، مطالبين بوقف الحرب على غزة، مرددين: "لا بديل عن حق العودة".
النكبة واقع مستمر يعيشه الفلسطينيون
ونظمت المسيرة من قبل "جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بمشاركة لجنة المتابعة العليا، وأكدت في بيان دعوتها إلى المشاركة في مسيرة العودة أن "النكبة ليست مجرد ذكرى، وإنما هي واقع ملموس ويومي يعيشه الفلسطينيون، خاصة أهالي قطاع غزة". وقال عضو الجمعية موسى صغير في تصريح له: "سقطت قريتا هوشة والكساير (بيد الاحتلال) يوم 15 إبريل/ نيسان 1948، وكان عدد سكان قرية هوشة المهجرة 440 نفراً حتى عام 1948، فيما عدد سكان الكساير 200 نفر حتى عام النكبة"، مشيراً إلى أن "سكان قرية هوشة جزائريون وصلوا إلى البلاد مع الأمير عبد القادر سنة 1886 خلال فترة العثمانيين".
#فيديو | فلسطينيو الداخل يحيون ذكرى النكبة في مسيرة العودة إلى هوشة والكساير ويطالبون بوقف الحرب على #غزة pic.twitter.com/pANbnki2aK
— العربي الجديد (@alaraby_ar) May 14, 2024
وأضاف صغير، المهجَّر من قرية هوشة: "لدينا رسالتان: الأولى أننا باقون هنا، وحق العودة لا يتغير، ونحن مصرون على الكفاح، حتى لو طال الزمن. رسالتنا الثانية أوقفوا الحرب الإجرامية على غزة". من جهته، قال الباحث وليد حماس المشارك في المسيرة: "هذا تعبير واضح عن أن النكبة مستمرة من عام 1948 حتى اليوم، تأتي مسيرة العودة في هذه المنطقة كي نقول رسالتنا، أننا لن ننسى ولن نغفر، وفي الوقت نفسه نتذكر أيضاً أنّ هناك مسيرة نزوح في غزة في ظل الإبادة ونرسل تحياتنا إلى كل الشعب الفلسطيني".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في كلمته أمام المهرجان الذي اختتم المسيرة، إن "هذا الحضور الضخم الهائل بمثابة امتحان شعبي آخر، للتأكيد على انتمائنا وهويتنا، ووقوفنا مع شعبنا".
ودعا بركة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج عن جثمان الأسير وليد دقة "الذي تحتجزه المؤسسة الإسرائيلية، إمعانا منها بنهج التنكيل والاستبداد". وأضاف: "إننا نبعث باسم هذه الألوف، وباسم مسيرة العودة بالتحية والإجلال والإكبار لشعبنا البطل في قطاع غزة، تحية الوريد للوريد، تحية الدم للدم. ونقول لهذه المؤسسة الصهيونية المجرمة، ماذا أنجزتم سوى تسميم الأرض بكيمياء القنابل؟ نعم أنتم ما زلتم قادرين على صناعة الموت، ولكنكم تُحاكمون في محكمة الإنسانية بتهمة الإبادة الجماعية".
ومضى قائلا: "نحن نسأل العالم. نسأل حكام إسرائيل. نسأل الحكام العرب وحكام الدول الإسلامية، إلى أين ستهربون من عيون أطفالنا المفقوءة في غزة، ومن أنات الأم التي تحتضن طفلها الشهيد؟"، مضيفا: "تغضبون من شعار "من البحر إلى النهر"، ففلسطين التاريخية هي من البحر إلى النهر، وهذه حقيقة دامغة".
بدوره، قال رئيس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" سامي أبو شحادة: "مسيرة العودة هنا بقرية هوشة والكساير بالقرب من مدينة شفاعمرو واضحة جداً، هذا نشاط سنوي لمسيرة العودة لتمسكنا بمشروع العودة وأملنا بالعودة إلى قرانا ومدننا. هذا العام بالذات بسبب حرب الإبادة على غزة ستكون غزة في مركز الحدث في كل فعاليات إحياء ذكرى النكبة، في فلسطين وخارج فلسطين. هذا ما نراه الآن في هتافات يرددها آلاف الشباب لقطاع غزة. المسيرة تؤكد بشكل واضح وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة القضية الفلسطينية، مستمرون في التمسك بقضيتنا الوطنية وبثوابتنا الوطنية ومستمرون بالنضال".
وقال الناشط السياسي قدري أبو واصل: "بالنسبة إلى مسيرة العودة اليوم ومرور 76 عاماً على الكيان، في يوم استقلالهم الذي هو يوم نكبتنا نرى أن القضية الفلسطينية تم استنهاضها من خلال الحرب على غزة وقضية المساندة والدعم الدولي على الصعيد الدولي، والدعم الكبير على صعيد الحراك الجماهيري والطلابي"، مضيفاً: "نستحضر القضية الفلسطينية بقوة".