لقد أثبتت الأحداث والإجراءات الصهيونية والدولية على مدار السنوات القليلة الماضية، مدى عبثية التعويل على المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية على أسس عادلة ومحقة.
بداية اعتقد أن من الأهمية بمكان تحديد المصطلحات والتأكيد على أن إخواننا "عرب 48" "قاموا ويقومون بعمل وجهد كبير متعدد الأبعاد والمستويات من أجل الاحتفاظ بهويتهم الوطنية الفلسطينية والقومية العربية في مواجهة الأسرلة.
واجه الشعب الفلسطيني على مدى ما يقرب من قرن مشروعاً صهيونياً استعمارياً اقتلاعياً إحلالياً وعنصرياً، هذا المشروع تظهّر ككيان سياسي على شكل دولة لم يكن لها أن تقوم إلا بتخطيط وإرادة وفعل ولمصالح القوى الامبريالية.
طالما شغل سؤال النهضة والتطور والتقدم عقول المفكرين والوطنيين العرب الحالمين بدول متحضرة وقوية ذات مكانة مميزة إقليميا ودوليا، قادرة على فرض إرادتها في محيطها.
في روايتهم لأسباب هزيمة الجيوش العربية في العام 1948 تحضر في الخطاب الشعبي الفلسطيني مقولات تآمر الأنظمة وفسادها و...الخ، والتي تحمّل تلك الأنظمة مسؤولية ضياع فلسطين. وهي مقولات، لا تؤكدها الوقائع فحسب، بل، المعلومات التي تسربها الأنظمة نفسها.
منذ انطلاق جولات مسؤولي الإدارة الأميركية لإنضاج رؤية ترامب - نتنياهو، حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على التأكيد أن علاقات وثيقة تربط دولة الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الدول العربية.
استغلت الأنظمة العربية فلسطين وقضيتها طوال العقود السبع الماضية أي منذ النكبة الأولى -1948- حتى الآن استغلالاً موصوفاً بدأ الأمر بتبرير الاستبداد والقمع والانقلابات العسكرية ولفت الانتباه عن الفشل المحلي بحجة الانشغال بتحرير فلسطين.