العراق: ما وراء تأخر إعلان نتائج التحقيق بقصف معسكرات "الحشد الشعبي"

02 سبتمبر 2019
عبد المهدي يلتزم الصمت حول قصف معسكرات الحشد (Getty)
+ الخط -
رغم إصدار رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، أمراً بالتحقيق بتكرار حوادث القصف الذي تعرّضت له معسكرات ومستودعات أسلحة لـ"الحشد الشعبي"، منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، إلا أن اللجان التي تشكلت على أثر ذلك، لم تصدر أي تعليقات لغاية الآن، في ظل ترجيحات من سياسيين ومراقبين بأن إعلان النتيجة الحقيقية سيُعرّض العراق لحرجٍ كبير، كما قد يؤدي إلى توتر مع الولايات المتحدة، لا سيما أن طيران التحالف الدولي يُعد المسيطر على حماية الأجواء العراقية.

وفي الوقت الذي يضغط فيه "الحشد الشعبي"، وتحديداً قادة الفصائل الموالية لإيران مثل "النجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء"، يتراجع الظهور الإعلامي للحكومة ورئيسها، وقد وصل الأمر إلى امتناع عبد المهدي عن الظهور في مؤتمره الأسبوعي، والمحدد يوم الثلاثاء من كل أسبوع، هرباً من الإحراج الذي قد يتسبب به الصحافيون خلال المؤتمر.

ولم يصدر عن الحكومة غير بيان واحد، كتحصيل حاصل، عقب الهجمة التي تعرضت لها من قبل قادة الفصائل المسلّحة المتضررين من ضربات الطيران المسير المجهول.


وفي حين اتهم قادة الفصائل المسلحة إسرائيل بشن هجومٍ على "الحشد"، مشيرين إلى تعاون طيران التحالف الدولي مع المسيرات الإسرائيلية، ومعتبرين أن استهداف الحشد وقياداته يمثل حالة إعلان حرب على العراق وسيادته، أكد عبد المهدي في بيانه، أن "استعداد العراق للرد بحزم وبكافة الوسائل المتاحة على أي عدوان ينطلق من خارج أو داخل البلاد".

من جهتها، قالت مصادر حكومية مقربة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إن "اللجان التي شُكّلت على أثر القصف الذي طاول الحشد الشعبي، لم تتوصل لغاية الساعة إلى نتائج واضحة، فهي لا تعرف حتى اللحظة إن كان قصف تلك المقرات جاء من خلال طائرات مسيرة أم حربية، أو قصف صاروخي، فهناك شكوك بأن الاستهداف قد يكون من خلال قصف صاروخي".

وأضافت أن "العراق توصل إلى نتيجة واحدة فقط، وهي أن الاستهداف تم من خلال عمل خارجي، أي بعملية قصف لكن لا يعرف كيف تم، وقد سعت اللجان التحقيقية للوصول إلى نوع الصواريخ التي قصفت المخازن، لكن هذه الصواريخ لم يبق منها أي أثر".

في المقابل، قال عضو ائتلاف الوطنية حامد المطلك، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عبد المهدي والقوى السياسية والحشد الشعبي كلهم يمتلكون الحقائق الدامغة عن كيفية القصف، وتورط الكيان الصهيوني به، ولكن التهديدات العراقية وتحديداً من الفصائل المسلحة قائمة دون اتخاذ أي إجراء فعلي"، مبيناً أن "عبد المهدي لو خرج وصارح المجتمع العراقي بشأن حقيقة القصف سيضمن دعم وتعاطف العراقيين والدول الرافضة للكيان الصهيوني، ولكن بشرط أن يأمر في الوقت ذاته، بمنع تحويل العراق إلى مخازن لأسلحة من دول أخرى".

أمّا عضو مجلس النواب عن تحالف "سائرون"، غايب العميري، فقد بيَّن أن "عدم خروج عبد المهدي للإعلام وإعلان نتائج اللجنة التي شُكّلت من الجهات المختصة والمعنية عقب سلسلة الاستهدافات التي طاولت معسكرات الحشد، تؤكد الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها رئيس الحكومة".


وأوضح العميري، لـ"العربي الجديد"، أن "البرلمان طلب من عبد المهدي كشف النتائج بإعلان صريح، حتى يتعرف الشعب العراقي على عدوه، وحقيقة الدول التي تتحالف مع الكيان الصهيوني ضد العراق. ولكن يبدو أن الحكومة تعتقد أن الإعلان سيؤثر على أحد الأطراف في العراق".

من جهته، أشار عضو تيار "الحكمة"، حبيب الطرفي، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "حكومة عبد المهدي ليست محرجة من النتائج، ولكن إعلان النتيجة يحتاج إلى حسابات، لأن البيان النهائي يرتبط بسيادة البلد وكرامته، مع ذلك البيان حتماً سيصدر"، مستدركاً "لكن المُستغرب هو الصمت الدولي من الاعتداء الصهيوني على العراق. أما ما يتعلق بتأجيل المؤتمرات الصحافية الأسبوعية، فالأمر مرتبط باختيار متحدثين ينوبون عنه في المؤتمرات".