سقطرى توجه صفعة للإمارات: لا مكان لأحزمة أبوظبي

01 يوليو 2019
حشود شعبية كبيرة تظاهرت ضد الإمارات (محمد هويس/فرانس برس)
+ الخط -
أسابيع عصيبة عاشتها جزيرة سقطرى، الجوهرة اليمنية في أقصى شرقي البلاد، مع موجة تصعيد قادتها الإمارات وحلفاؤها لاستكمال السيطرة على المنشآت الحيوية في المحافظة، قبل أن تتلقى أبوظبي صفعة بخروج حشود شعبية كبيرة تؤكّد دعم السلطات المحلية والحكومة اليمنية الشرعية، وترفض الزجّ بالمحافظة في أتون الفوضى و"الأحزمة" و"النخب" الموالية لها.

وعلى مدى الساعات الـ48 الماضية، تصدرت تطورات سقطرى المشهد اليمني، مع التظاهرة النوعية التي شهدتها المحافظة/الجزيرة الأحد الماضي، والتي شارك فيها عدد كبير من سكان الجزيرة اليمنية الواقعة في ملتقى المحيط الهندي وبحر العرب.

ورفع المتظاهرون الرايات اليمنية مرددين "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، ليوصلوا رسالة قاسية إلى الإمارات، مفادها أن مساعي الأخيرة منذ سنوات لبسط نفوذها على هذا الجزء الاستراتيجي من اليمن والعالم، تارة بالخطوات المتهورة على غرار إرسال القوات العسكرية، وتارة في عربات الإغاثة وعناوين براقة، يمثل سراباً.

وعلى الرغم من أن التظاهرة الحاشدة، أو ما وصفها بعض اليمنيين بـ"الانتفاضة"، ضد الإمارات في سقطرى، جاءت بترتيب ودعوة السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ رمزي محروس، إلا أن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن المشاركة كانت غير مسبوقة، وأكثر من المتوقع بالمقارنة بمسيرات ومهرجانات شعبية سابقة شهدتها الجزيرة، وجاءت هذه المرة لتعكس حجم القلق لدى المواطنين اليمنيين - سكان الجزيرة -  من الممارسات الإماراتية التي سعت إلى إقحام المحافظة اليمنية في الفوضى.

وكانت سقطرى قد شهدت في الأسابيع الماضيىة توتراً غير مسبوق، على ضوء تصعيد إماراتي مفاجئ. فبعد أن فشلت أبوظبي ببسط نفوذها على كامل الجزيرة من خلال الحضور عبر عربات الإغاثة ومشاريع التنمية، كما فشلت بالاحتلال العسكري المباشر، كما فعلت في مايو/أيار 2018، عندما أقدمت على احتلال مطار وميناء المدينة، ثم اضطرت للانسحاب بعد رفض الحكومة والشكوى التي تقدمت بها الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي، اتجهت إلى آخر الأوراق، والممثلة باستخدام الانفصاليين ومليشيات ما يعرف بـ"الحزام الأمني" للقيام بهجوم مسلح على الميناء.

ولم يتوقف التصعيد الإماراتي على الهجوم الفاشل، الذي تصدت له قوات الجيش اليمني في ميناء سقطرى، بل امتد إلى استهداف موكب المحافظ رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية اليمني فهد كفاين، كما شهدت المحافظة العديد من المسيرات التي نظمها الانفصاليون، أو ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، ترفع شعارات ضد السلطة المحلية وتنادي بإخضاع سقطرى للقوات الموالية للإمارات.

في غضون ذلك، جاءت تظاهرة الأحد لتمثل رداً شعبياً على العبث الإماراتي بالجزيرة، التي تقع أبعد ما يكون عن الحرب المفترضة للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، كما أنها رسالة دعم للحكومة وللسلطة المحلية بتبني موقف حازمٍ من شأنه أن يوقف محاولات العبث بأمن واستقرار الجزيرة التي يعود ارتباطها باليمن إلى فجر التاريخ. 

وبتعبير سفير اليمن في الأردن علي العمراني بتغريدة على حسابه في "تويتر" تعليقاً على تطورات الأحد الماضي، فإن "سقطرى من قلب المحيط تقول أنا أرض يمنية وبحر يمني، وشعب يمني، منذ الأزل وإلى الأبد"، مضيفا أن "سقطرى البعيدة عن شرور الحوثي، يجب أن تبقى أبعد ما تكون عن أي وجود للآخرين وذرائعهم، سقطرى الجزيرة الأكثر أمنا في العالم لا تحتاج نخبة ولا حزاما ولا كثرة كلام​".

المساهمون