العراق: جهود حكومية لتبرئة مليشيات "الحشد" من اتهامات قمع المتظاهرين

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
18 أكتوبر 2019
541A7097-8D6C-4587-B2E8-B1327C2E5A9E
+ الخط -
بالتزامن مع ترقب عام في البلاد للإعلان عن نتائج التحقيقات الخاصة بقتل المتظاهرين العراقيين في بغداد ومدن جنوبي ووسط البلاد، صدرت ثلاثة بيانات متتالية من "هيئة الحشد الشعبي" وقيادة العمليات العراقية المشتركة، وكذلك مستشار الأمن الوطني وزعيم "الحشد" فالح الفياض، ينفون فيها تقارير غربية تحدثت عن تورط مليشيات في "الحشد" بقنص المتظاهرين وعمليات قمعهم في بغداد تحديدا.

وتشير تسريبات إلى أنه ستتبع نتائج التحقيقات الخاصة قرارات اعتقال وإحالة لمحاكم عسكرية وأمنية عراقية.

ونشرت وكالة "رويترز" تحقيقا، أمس الخميس، كشفت فيه عن تورط قناصين تابعين لمليشيات عراقية مدعومة من إيران بقتل متظاهرين، ونقلت عن مصادر أمن عراقية أنهم تمركزوا فوق البنايات المرتفعة ومارسوا عمليات قتل للمحتجين، ونقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم إن هؤلاء المسلحين كانوا تحت إمرة مدير أمن "الحشد" المدعو أبو زينب اللامي، الذي كلف بإنهاء التظاهرات.

وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة التي ضُم أخيرا "الحشد الشعبي" إليها بأمر من رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، إنها "تحذر من محاولة بعض وسائل الإعلام إرباك الرأي العام من خلال نشر قصص مفبركة وغير دقيقة"، مؤكدة أن "تشكيلات الحشد لم تكلف بأي واجب خلال التظاهرات".

في المقابل، نفى مستشار الأمن الوطني وزعيم مليشيات "الحشد" فالح الفياض، في بيان، الجمعة، الاتهامات الموجهة لبعض الفصائل باعتقال ناشطين بالتظاهرات.

وقال الفياض: "دأبت بعض وسائل الإعلام، وعدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بشن حملة ممنهجة لتشويه صورة الحشد الناصعة من خلال توجيه الاتهام باعتقال الناشطين الذين شاركوا في التظاهرات الأخيرة ودون الإشارة إلى المصادر والأدلة"، مهددا باتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة ومقاضاة كل من يسيء لفصائل "الحشد". وفقا لقوله.

بدورها، قالت مديرية الأمن في "الحشد الشعبي"، في بيان أصدرته الخميس: "إن بعض وكالات الأنباء الغربية العاملة في العراق تناقلت معلومات عشوائية لا تستند إلى دليل تتهم المديرية بممارسة عمليات قمع للمتظاهرين"، موضحة أنها ستتبع جميع الطريق القانونية "لردع أكاذيب الإعلام المسير".


ضغوط على اللجنة المكلفة بالتحقيق

في غضون ذلك، تستعد اللجنة الحكومية المكلفة بالتحقيق في قتل المتظاهرين العراقيين للإعلان عن نتائج التحقيق، اليوم الجمعة، بعد انتهاء المهلة الممنوحة لها من قبل الحكومة. وبحسب مصادر حكومية مطلعة، فإن اللجنة تتعرض إلى ضغوط كبيرة من قبل جهات سياسية وأطراف بـ"الحشد" بهدف ضمان عدم زج بعض الأسماء في التقرير النهائي للجنة، موضحة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اللجنة تعي بأن نتائج تقريرها يمكن أن تهدئ الشارع في حال كانت منصفة، وأن العكس سيحدث إذا سمحت اللجنة بالتلاعب بهذه النتائج.

إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي السابق حيدر الملا إن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي "مسير، ومعلوم من يسيره"، مضيفا في تغريدة على تويتر: "طائرات مسيرة تقصف مجهولة الهوية، قناص مسير يقتل مجهول الهوية، قوى مسيرة تقتل مجهولة الهوية، عبد المهدي مسير معلوم من يسيره".

وختم الملا تغريدته بالقول: "كافي يا أرجنتين"، في إشارة إلى إيران، التي يطلق عليها العراقيون "الأرجنتين" على سبيل السخرية، بعد كلمة سابقة لرئيس الوزراء العراقي قال فيها إن المخدرات لا تدخل العراق من إيران بل تأتي من الأرجنتين التي لا تمتلك حدودا مع العراق وتقع في قارة أميركا الجنوبية التي تبعد آلاف الكيلومترات عن الأراضي العراقية.

ذات صلة

الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران/13 فبراير 2021(Getty)

سياسة

اغتيل رئيس جهاز المباحث في قضاء خاش، حسين بيري، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين، وقد تبنت ذلك جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة.
الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
الصورة
مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 35 / 29 يونيو 2023 (Getty)

سياسة

قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وجرت مناقشات لعدد من السيناريوهات "الصعبة".
المساهمون